«إيلاف» من لندن: حذر رئيس الوزراء حيدر العبادي تركيا اليوم من اي مغامرة عسكرية في العراق مؤكدا انها ستدفع ثمن ذلك فيما رد وزير خارجيتها عليه بالقول انك ضعيف وتحاول لعب دور الاقوياء.

وقال العبادي خلال اجتماعه اليوم مع شيوخ ووجهاء قضاء تلعفر من كل المكونات بحضور عدد من نواب وسياسيي القضاء "ان تركيا جارة لنا ونريد علاقات جيرة طيبة معها لاننا نعلم ان الحرب خسارة للطرفين ونستغرب من ان يقوم البعض بتحريض الاتراك على العراق وينقل معلومات خاطئة لهم لتوريطهم ونحن نقول لهؤلاء ان تركيا تبحث عن مصالحها وليست مصالحكم" .

وحذر القيادة التركية من ارتكاب اي مغامرة في العراق مشددا على انها ستدفع ثمنا غاليا لذلك .. منوها بأن العدوان سيقابله تلاحم وطني عراقي لرده .. مؤكدا ان العراقيين من جميع المحافظات يضحون بأنفسهم من اجل بلدهم كما نقل عنه مكتبه الاعلامي في بيان صحافي الاربعاء اطلعت على نصه "إيلاف".

وقال العبادي "ان قواتنا البطلة ستحرر قضاء تلعفر قريبا وحريصون على وحدتها ونصرنا فيها سيكون نصرا لكل الخيرين على الاشرار". واضاف "ان تلعفر العزيزة على قلوبنا حاول الارهاب ان يوقع بين ابنائها بالقتل والتدمير وان لا تعاد اللحمة بين مكوناتها وحاولوا سابقا تقطيع اوصال تلعفر وفشلوا".

سنكسر الدواعش عسكريا

وشدد بالقول "سنكسر الدواعش عسكريا ويجب افشال مخططهم التفريقي بوحدتنا لان العدو يحاول استغلال خلافاتنا مبينا ان البعض لايقدم شيئا في محاربة الارهاب وهو من ساهم في دخول الارهاب على الرغم من اننا اعطيناهم فرصة في التحرير ولكنهم للاسف لم يقدموا شيئا ونحن لسنا بحاجة اليهم لان لدينا ابطال سيحررون هذه الاراضي".

واكد العبادي قائلا "اننا بتوحدنا سننتصر فلا داع للخلافات والصراعات السياسية وقت الحرب وادعو الى رؤية جديدة بالعملية السياسية واصلاح النفس من الداخل. واشار الى ان "من باع الوطن لا مكان له .. موضحا " لدينا خطة عسكرية نسير عليها وشهدت قواتنا المسلحة تحولا كبيرا واصبح يضرب بها المثل بالالتزام والانضباط ومرحبا بها في كل المحافظات والعالم معجب بها وببطولاتها" .

ويوم امس حذر العبادي من ان اي اجتياح تركي للعراق "سيؤدي إلى تفكيك تركيا" وذلك بعد ساعات على ارسال انقرة دبابات الى الحدود التركية العراقية.

وتقع تلعفر التي تقطنها غالبية تركمانية على بعد 70 كيلومتراً غرب الموصل و38 كيلومتراً جنوب الحدود مع تركيا و60 كيلومتراً شرق الحدود السورية وقد سيطر عليها تنظيم داعش في يونيو عام 2014 فيما تستعد القوات العراقية لشن هجوم يقوده الحشد الشعبي لتحريرها. &

تركيا ترد على العبادي

واليوم رد وزير الخارجية التركي مولود تشاوش اوغلو على تصريحات العبادي بالقول "انت ضعيف &

واذا كنت بمثل هذه القوة لماذا سلمت الموصل الى منظمات ارهابية؟ لو كنت قويا لماذا سمحت لحزب العمال الكردستاني باحتلال ارضك منذ سنوات؟”

واضاف في تصريحات نقلتها وسائل اعلام تركية مخاطبا العبادي "انت لست قادرا حتى على محاربة منظمة ارهابية..انت ضعيف وبعد ذلك تحاول لعب دور الاقوياء".&

وقد تدهورت العلاقات بين انقرة وبغداد خلال الاسابيع الماضية حيث عبرت تركيا عن رغبة في اشراكها في الهجوم الذي تشنه القوات العراقية لاستعادة مدينة الموصل من ايدي تنظيم داعش وهو ما يرفضه العراق.

لكن انقرة نشرت دبابات وقطع مدفعية امس الثلاثاء على الحدود العراقية في اجراء اتخذ من اجل مواجهة "الحريق المشتعل في الدولة المجاورة لنا" كما قال اليوم نائب رئيس الوزراء التركي نعمان كورتلموش. والمح القادة الاتراك الى انهم يمكن ان يتدخلوا في منطقة سنجار في شمال العراق للحيلولة دون ان يتمركز فيها حزب العمال الكردستاني الذي يشن تمردا داميا ضد انقرة منذ عام 1984.

نشر الرعب

وكان الرئيس التركي رجب طيب اردوغان قد أكد السبت الماضي ان اجراءات ستتخذ في حال قامت قوات الحشد الشعبي الشيعية التي تحاول دخول مدينة تلعفر "بنشر الرعب" في صفوف السكان التركمان في المنطقة وذلك غداة بدء قوات الحشد الشعبي العراقية المدعومة ايرانيا عملية عسكرية في غرب مدينة الموصل بهدف قطع طريق امداد لتنظيم داعش بين الموصل والرقة.

وتتخوف تركيا من مخطط ايراني في الموصل لربط مدنها الغربية والشمالية وهي البعاج وسنجار وتلعفر وربيعة بالاراضي السورية الشرقية وهي : القامشلي والحسكة والرقة ودير الزور وصولا الى حلب التي باتت تشكل عنوانا لصراع الارادات الدولية في المرحلة الراهنة. وفي سبيل هذا الهدف الإيراني لتأمين طريق آمن نحو دمشق بلغ عدد افراد الميليشيات العراقية المتمركزة على المحور الجنوبي للموصل عند قاعدة القيارة أكثر من 23 ألف مقاتل& من تسعة عشر فصيلا مسلحا مدعوما من إيران .. وأبرزها "حزب الله"، و"سرايا الخراساني" و"النجباء"& و"كتائب الإمام"، و"بدر"، و"العصائب" ، و"حركة انصار الله"، والاوفياء" ، و"سرايا عاشوراء" ، و"سرايا الجهاد"..& ويرافق هذه الميليشيات العشرات من المستشارين الإيرانيين الذين وصلوا الاسبوع الماضي مع قائد فيلق القدس الجنرال قاسم سليماني.&