إيلاف من واشنطن: من الصعب أن يمرّ يوم من دون رؤية سيارة في شوارع المدن الأميركية الكبرى، وقد وضع سائقها عليها شعاراً يحمل اسم بيرني ساندرز عضو الكونغرس عن ولاية فريمونت، رغم أنه خسر انتخابات الحزب الديمقراطي التمهيدية لصالح هيلاري كلينتون.

ساندرز الذي يوصف بأنه يساري اشتراكي، تقول وسائل إعلام أميركية إنه يحظى بشعبية عارمة خصوصاً بين الشباب، نظراً إلى خطابه المناهض لوول ستريت والذي يقف بصف الطبقتين الوسطى والدنيا.

ولاحظت "إيلاف" تأييداً بالغاً للعجوز بيرني (٧٦ عاماً) دائم الهجوم على الطبقة الغنية، بين كثير من الأميركيين خصوصاً الشباب المتعلمين، الذين فضل كثير منهم عدم التصويت في الانتخابات الأخيرة انتقاماً من الحزب الديمقراطي، الذي أطاح بمرشحهم المفضل لصالح "الفاسدة" هيلاري كلينتون، كما قال لـ "إيلاف" جوزيف أندريه (٣٢ عاماً) وهو من أصول لاتينية ويقيم في بيركلي في كالفورنيا.

ولمعرفة شعبية ساندرز، لا بد من الإشارة إلى أن الفيديو لمقابلته مع قناة سي بي أس أمس الاثنين على اليوتيوب الذي تحدث فيه كيف ستتم محاسبة ترامب إذا لم ينفذ وعوده بخصوص الطبقتين المتوسطة والفقيرة، شاهده أكثر من مليون شخص خلال ساعات.

&يقول كثير من المحللين إنه لو اختار الحزب الديمقراطي ساندرز لمواجهة ترامب، لربما كان الأول هو الآن من يشكل حكومة أقوى بلد في العالم.

من الواضح أن ساندرز لن يترشح للانتخابات الأميركية المقبلة، فهو سيكون في الثمانين من عمره، كما يقول ساموئيل ماركس (٥٢ عاماً) وهو يقيم في سان فرانسيسكو لـ "إيلاف".

لكن ماركس يرى أن انتخاب ترامب، كان حدثاً "قسم المجتمع الأميركي، وسيجبر الكثير من ٤٦ في المئة من الشعب الذين يختارون عدم ممارسة حقهم في التصويت، على مراجعة أنفسهم".

ساندرز وهو يهودي لكنه مدافع شرس عن الأقليات ومنهم المسلمون، أيّد التظاهرات التي خرجت في ١٤ مدينة أميركية على الأقل ضد ترامب، وألمح في تصريحاته الإعلامية بعد فوز المرشح الجمهوري، أن العمل بدأ لاختيار مرشح لمواجهة ترامب في الانتخابات الرئاسية في ٢٠٢٠.

وقال في تغريدة له عبر موقع تويتر: "لو اختار دونالد ترامب أن يستخدم الغضب (بين الأميركيين البيض) ضد المسلمين، والأميركيين من أصول أفريقية، والنساء.. سنكون أسوأ كوابيسه".

ويبدو أن ساندرز الذي يوصف بأنه "ثوري"، يستهدف إحداث تغيير جذري في السياسة الأميركية، أكثر مما يهدف للوصول إلى البيت الأبيض، وهو ما بدا واضحاً من أنه نشط في حملة المرشحة الديمقراطية، حتى أنه تجول في ١٦ ولاية في الأسبوع الأخير الذي سبق يوم التصويت، لحشد الناخبين لهيلاري.

الأكيد أن ساندرز، الذي تعمد عدم تهنئة ترامب بالوصول إلى البيت الأبيض، سيعمل كل ما في وسعه ويستغل شعبيته، لئلا يفوز الأخير بالانتخابات الرئاسية المقبلة.&