دعا كبير اساقفة كانتربري الى الكف عن القول بأن الاسلام براء مما يفعله تنظيم داعش.

لندن: قال رئيس الكنيسة الانجليكانية جاستن ويلبي ان الآراء القائلة بأن فظائع داعش "لا تمت بصلة الى الاسلام" تضر بالجهود الرامية الى مواجهة التطرف.

وأكد ويلبي ان القادة الدينيين على اختلاف مذاهبهم "يجب ان ينهضوا ويتحملوا مسؤولية" الأفعال التي يرتكبها متطرفون يعلنون الانتماء الى أديان هؤلاء القادة.

ورأى كبير اساقفة كانتربري انه من دون ان تُفهم دوافع الارهابيين ستتعذر مكافحة ايديولوجيتهم بفاعلية.

وجاءت تصريحات ويلبي بعد دعوات اطلقها لفيف من الشخصيات والسياسيين البارزين الى عدم استخدام تسمية "الدولة الاسلامية" لأن اعمالها الدموية وجرائهما المنكرة تتناقض مع تعاليم الدين الاسلامي وان استخدام تسمية "الدولة الاسلامية" يمكن ان يسهم في شرعنة دعاية داعش.

ولكن كبير اساقفة كانتربري قال ان من الضروري ان يُعرف دافع المتطرفين الديني للتعاطي مع المشكلة. وقال ان على بلدان اوروبا ان تعود الى جذور ثقافتها اليهودية - المسيحية من أجل التوصل الى حلول للاستياء الجماهيري الذي أدى الى التصويت لصالح بريكسيت في بريطانيا وصعود قادة معاديين لمؤسسة الحكم التقليدية في القارة الاوروبية والولايات المتحدة.

وجاءت تصريحات ويلبي خلال محاضرة القاها في المعهد الكاثوليكي في باريس بمناسبة منحه شهادة دكتوراه فخرية. 

انتقادات لاذعة

ورغم ان كبير اساقفة كانتربري صوت لصالح بقاء بريطانيا في الاتحاد الاوروبي فانه وجه انتقادات لاذعة الى "المركزية والفساد والبيروقراطية" في الاتحاد الاوروبي الذي قال انه أعطى لخصومه "ذخيرة سهلة".

واشار رئيس الكنيسة الانجليكانية التي تضم نحو 85 مليون مسيحي في انحاء العالم الى ان ملايين في اليونان بصفة خاصة يتعذبون بسبب افعال صانعي القرار الاوروبيين الذين ألحوا على اليونان ان تعتمد اليورو بالرهان على "أفق كاذب" لكنه حول البلد كله في النهاية الى "أكبر سجن للمستدينين في التاريخ الاوروبي".

وتطرق ويلبي الى هجمات باريس قائلا انها تؤكد وجود حاجة ملحة في عموم اوروبا الى "فهم الدين". اضاف "اننا إذا تعاملنا مع العنف المدفوع دينياً بوصفه قضية أمنية أو قضية سياسية سيكون من الصعوبة بمكان بل الأرجح سيكون من المحال التغلب عليه". وشدد على ضرورة ان يكون هناك "صوت لاهوتي في اطار الرد".

وتابع: "ان هذا يتطلب الابتعاد عن الرأي الذي أصبح شائعاً بصورة متزايدة ويقول ان داعش لا يمت بصلة الى الاسلام أو ان الميليشيا المسيحية في جمهرية افريقيا الوسطى لا تمت بصلة الى المسيحية أو ان الاضطهاد القومي الهندوسي للمسيحيين في جنوب الهند لا يمت بصلة الى الهندوسية".

وطالب ويلبي القادة الدينيين بتحمل مسؤولية "اولئك الذين يفعلون اشياء باسم دينهم" والى ان يفعلوا ذلك "فاننا لن نرى حلا". 

اعدت "ايلاف" هذا التقرير بتصرف عن "الديلي تلغراف". المادة الأصلية منشورة على الرابط التالي:

http://www.telegraph.co.uk/news/2016/11/18/welby-time-to-stop-saying-isil-has-nothing-to-do-with-islam/