ردًا على اعتراضات القوى السياسية السنية على قانون دمج التشكيلات المسلحة للحشد الشعبي في الجيش العراقي، أكد العبادي أن الحشد سيستوعب المواطنين بغض النظر عن طوائفهم.. فيما ناقش قادة عسكريون عراقيون وأميركيون تطورات معركة تحرير الموصل في وقت ارتفع عدد نازحي المعارك ضد داعش إلى 80 ألفا.
لندن: خلال مؤتمر صحافي في بغداد اليوم عقب ترؤسه الاجتماع الاسبوعي لحكومته وتابعته "إيلاف" قال رئيس الوزراء حيدر العبادي إن قانون الحشد الشعبي يميز بين الملتزمين بقانون الدولة والخارجين عنه مشددا على انه سيستوعب جميع المواطنين بغض النظر عن طوائفهم. وأشار إلى أنّ القانون الذي وافق عليه مجلس النواب السبت الماضي جاء لإنصاف الذين ضحوا بدمائهم دفاعا عن العراق.
ونفى وجود اتفاقات بين اعضاء في مجلس النواب وقيادات في الحشد الشعبي لعمل مربع امني للعراق داخل العمق السوري لمحاربة داعش.. مؤكدا في الوقت ذاته استعداد العراق لمساعدة اي دولة في محاربة التنظيم.
وأشار العبادي إلى أنّ العراق اليوم اقرب إلى التوحد من اي وقت مضى واصفاً كل عراقي يدافع عن أرضه بانه مواطن محترم. وأكد أنّ مدينة الموصل تبقى واحدة موحدة مبديا الاستعداد للتعاون مع الجميع للقضاء على تنظيم داعش. وقال "لقد نجحنا في الجانب العسكري ونسعى حاليا إلى النجاح في الجانب المدني بالمناطق المحررة وإلى مسح كل آثار عصابات داعش الارهابية من خلال المصالحة والتآخي بين كل العراقيين. وأشار إلى أنه "يجب أن تكون المصالحة المجتمعية قبل إعادة النازحين إلى منازلهم".
وأوضح العبادي ان اعداد النازحين ما زالت اقل من المتوقع وقد اتخذت السلطات الاجراءات الكفيلة لايوائهم حيث بلغ عددهم لحد الان 80 الف نازح فيما كانت الامم المتحدة توقعت نزوح اكثر من مليون مواطن من محافظة نينوى. وحذر ممن وصفها بعصابات قال إنها تأخذ أموالا من المواطنين مقابل تعيينات وقال انه يحذر من "دفع الأموال مقابل التعيينات إلى عصابات تستغل المواطن".
وأشار العبادي إلى أنّ اجتماع حكومته اليوم وافق على تخويل وزير المالية باصدار سندات خارجية بقيمة ملياري دولار... مليار دولار منها بضمانة الحكومة الأميركية وتقوم الوزارة بإصدار مليار دولار سندات خارجية سعر السوق لغرض سد عجز الموازنة في الموازنة العامة للبلاد للعام المقبل البالغ حوالى 22 مليار دولار.
وتقول القوى السنية العراقية إن الحشد الشعبي قد تحول بعد موافقة البرلمان على قانونه السبت إلى تشكيل عسكري أمني برعاية حكومية ليكون شبيها بالحرس الثوري الإيراني وقال نائب رئيس الجمهورية زعيم تحالف متحدون السني اسامة النجيفي في مؤتمر صحافي ان التصويت على قانون الحشد شكل "إخلالا بالتوازن في المؤسسات الامنية ومحاولة لخلق أجهزة موازية للقوات المسلحة تشبها بدول اخرى (إيران) وهذا يضعف الدولة العراقية ويضعف الامل في بناء عراق موحد مستقر في قادم الايام ". وأكد أن "هذا الأمر مرفوض لأن العراق لكل العراقيين وأي محاولة لطائفة أو مكون أو مجموعة للسيطرة عليه ستبوء بالفشل".
والحشد الشعبي قوات شبه عسكرية مدعومة من الحكومة وتضم حوالى 140 الف مسلح ضمن 67 فصيلا وقد تشكل بعد فتوى الجهاد الكفائي التي اصدرها المرجع الشيعي الاعلى في البلاد آية الله السيد علي السيستاني في يونيو عام 2014 إثر سيطرة تنظيم داعش على مدينة الموصل الشمالية وتمدده إلى محافظات ديإلى وكركوك والانبار وصلاح الدين وتهديده بمهاجمة مدينتي النجف وكربلاء المقدستين لدى الشيعة.
مباحثات عراقية أميركية حول تطورات معركة الموصل
وفي بغداد بحث اليوم رئيس أركان الجيش العراقي الفريق أول الركن عثمان الغانمي مع قائد قوات التحالف الدولي في العراق وسوريا الجنرال تاونسن ونائب قائد قوات التحالف الجنرال جونز تطور العمليات العسكرية الجارية في محافظة نينوى الشمالية ضد تنظيم داعش.
واشاد القائدان العسكريان الأميركيان "بالانتصارات التي حققتها القوات الأمنية العراقية في محافظة نينوى على إرهابيي داعش "مشيداً بقوة وبسالة القوات العراقية التي أظهرت الصورة الحقيقية للعالم اجمع بمهنية وقوة الجيش العراقي" كما قال بيان صحافي لوزارة الدفاع العراقية اطلعت على نصه "ايلاف".
من جانبه، ثمّن رئيس أركان الجيش بالجهود الكبيرة التي تبذلها دول التحالف الدولي في تقديم الدعم والمشورة للقوات المسلحة العراقية "والتي ساهمت بشكل كبير في تحقيق تلك الانتصارات من خلال الدعم الجوي واللوجستي وضرب الأهداف الحيوية لعصابات داعش الإرهابية".. داعياً في الوقت نفسه إلى ضرورة استمرار تأمين المعدات والأسلحة للقطعات الأمنية بجميع صنوفها وتشكيلاتها حتى ما بعد مرحلة داعش.
ارتفاع أعداد النازحين من نينوى والحويجة إلى 80 الفا
واليوم اعلن رئيس اللجنة العليا لإغاثة وإيواء النازحين وزير الهجرة والمهجرين جاسم الجاف ارتفاع أعداد نازحي محافظة نينوى وقضاء الحويجة في محافظة كركوك إلى 80 ألف نازح منذ انطلاق عمليات تحرير نينوى في 17 من الشهر الماضي.. مشيرا إلى أنّ النسبة الأكبر للنازحين من نينوى تم إيواؤهم في مخيمي الخازر وحسن شام.
وترأس الجاف الاجتماع الثالث للفريق الاستشاري الأعلى لشؤون النازحين في المقر البديل لمحافظة نينوى في محافظة أربيل الذي حضره كل من الأمين العام لمجلس الوزراء مهدي العلاق ووزير الداخلية في حكومة إقليم كردستان ومحافظ نينوى ومنسقة الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة ليزا كراندي ووفد من قيادة العمليات المشتركة.
وخرج الاجتماع بعدة توصيات منها عقد جلسة طارئة لخلية الأزمة المدنية في بغداد خلال اليومين المقبلين لوضع خطة تفصيلية عن اعادة الاستقرار في سهل نينوى والمناطق المحررة الأخرى ووضع التوقيتات الزمنية المناسبة لضمان عودة العوائل النازحة أليها والتأكيد على ضرورة تفعيل عمل الوزارات الخدمية ذات العلاقة وهي الصحة والتجارة والكهرباء فضلا عن النفط والأعمار والإسكان والإشغال والبلديات العامة والتربية وأهمية تواجدها في المناطق المحررة لضمان عودة الاستقرار.
وأوضح الجاف أن الوزارة تقوم بتأمين مادة النفط الابيض ومستلزمات فصل الشتاء وغيرها وتوزيعها للنازحين في المخيمات وهناك تنسيق عال بين الحكومة الاتحادية وحكومة الإقليم لعمليات الإغاثة و الإيواء التي تتم بالتعاون والتنسيق مع فريق الأمم المتحدة والعمليات المشتركة.
التعليقات