«إيلاف» من لندن: اعلنت السلطات العراقية اليوم عن ضبط مخطوطة نادرة سرقها جندي عراقي من متحف الكويت قبيل تهريبها من العراق مكتوبة بلغة لم تعرف بعد وتقدر قيمتها بأكثر من 45 مليون دولار واعتقال عصابة تهريب آثار قبيل تهريبها من العراق.

وتحدث قائد شرطة محافظة بابل (100 كلم جنوب بغداد) اللواء الحقوقي علي حسن الزغيبي الخميس عن تمكن الاجهزة الامنية في المحافظة من القاء القبض على ثلاثة متهمين بتهريب الآثار وضبط مخطوطة اثرية تعود لعصر الملك سليمان. واشار الى انه بعد الحصول على& معلومات مؤكدة من مديرية مخابرات بابل بتواجد عناصر يسعون لتهريب المخطوطة خارج العراق وبيعها بمبالغ طائلة بحسب الاعترافات التي ادلى بها المتهمون.

وأضاف انه تم تشكيل فريق عمل من قبل قسم مكافحة الجريمة بإمرة العقيد ادهم الصالحي للقبض على المتهمين بالتنسيق مع مديرية الامن الوطني وقسم مكافحة الجريمة الاقتصادية في بابل حيث تم التوصل الى المتهمين الثلاثة فتم استدراجهم الى مركز مدينة الحلة عاصمة محافظة بابل بهدف اتمام بيع المخطوطة بمبلغ 45 مليون دولار وهو الثمن الذي كشف عنه احد المتهمين .. موضحا في تصريحات نقلتها وكالات انباء محلية وتابعتها “إيلاف" انه تم في الوقت ذاته تطويق المدينة بعناصر ومفارز أمنية خشية هروب المتهمين.

واشار الزغيبي الى ان الاجهزة الامنية تمكنت بفضل هذه الاجراءات من اعتقال مهربي الآثار الثلاثة& وضبط المخطوطة في حوزتهم وهي عبارة عن جلد غزال بشكل مستطيل مكتوب عليها كتابات بلغة غير معروفة .

ومن جهته اوضح مدير مكافحة الجريمة العقيد ادهم الصالحي ان احد المتهمين كان جنديا في الجيش العراقي ابان الغزو العراقي للكويت صيف عام 1990 وخلال ذلك استطاع سرقة المخطوطة من متحف الكويت الوطني.

وأشار الى ان لغة المخطوطة لم تعرف بعد لانها تعود لأزمنه قديمة جداً . واوضح انه تم& إرسالها الى الجهات المختصة بالآثار بهدف التعرف عليها ومعرفة عمرها.&

وعن مصير المتهمين الثلاثة اشار المسؤول الامني العراقي الى انه قد تم اتخاذ الاجراءات القانونية بحقهم وإحالتهم الى القضاء .

الكويت ما زالت تبحث عن آثارها

وما زالت دولة الكويت تبحث عن 478 تحفة فنية وأثرية ثمينة جداً نهبت منها إبان غزوها عام 1990 وهي موثقة في كاتالوغ ملون خاص بها صادر عن متحف الكويت الوطني .. ومع أن الكويت نجحت في استرداد عدد كبير من المسروقات التي نهبت منها ضمن حملة عالمية واسعة ما زالت مستمرة حتى الآن من دون توقف إلا أن هناك شعوراً سائداً في أوساط المسؤولين الكويتيين المهتمين بهذا الأمر خاصة في متحف الكويت الوطني بأن حوالي 57 قطعة فنية وأثرية لا تقدر بثمن من مجموع الـ487 قطعة التي لم يُعثر عليها حتى الآن قد فقدت إلى الأبد.&

وكانت الكويت نجحت عام 1996 في استعادة قطعة أثرية نادرة بعد سحبها من مزاد "سوذبي" العلني في لندن عقب اكتشاف سرقتها من الكويت أثناء الغزو وكانت عبارة عن خنجر مرصع بالجواهر يعود لفترة الحكم المغولي للهند.& كما استردت الكويت قبل عامين من العراق جزءاً من أرشيف كويتي ضخم يخص عائلة آل الصباح الحاكمة تم العثور عليه في منزل موظف حكومي عراقي لم يكن مدركاً لأهمية وثائق هذا الأرشيف.
ويشكل عدد&من القطع المفقودة حالياً جزءاً أساسياً من مقتنيات خاصة لأفراد في العالم العربي وفي عراق ما بعد صدام فهذه القطع النادرة والثمينة هي بالنسبة لأصحابها الكويتيين سبب رئيسي في الفشل الذي منيت به محاولات إغلاق ملف حرب الخليج الأولى .
وقد أرغمت الأمم المتحدة العراق على دفع تعويضات بالتقسيط للكويت تقدر بحوالي 43 مليار دولار بالإضافة إلى بضع مئات من ملايين الدولارات التي دفعت لمواطنين كويتيين عن أضرار لحقت بهم جراء الغزو.& وما زال العراق يدفع شهرياً ما نسبته 5 في المئة من عائداته النفطية لتعويض الكويت عن الأضرار التي لحقت بها جراء الغزو.