بغداد: قتل حوالى ثلاثين شخصا على الاقل السبت في اعتداءين انتحاريين متزامنين في سوق مزدحمة في بغداد هما الاسوا منذ شهرين في العاصمة العراقية قبل ساعات من انتهاء العام، واعلن تنظيم الدولة الاسلامية مسؤوليته عنهما.
واكد التنظيم المتطرف في بيان نشرته حسابات جهادية على مواقع التواصل الاجتماعي ان "ابو نواف العراقي وابو عبد الملك العراقي انغمسا وسط اوكار للرافضة المشركين في منطقة السنك في وسط بغداد وفجرا ستريتهما (...) ما اسفر عن هلاك واصابة اكثر من 100 رافضي".
ويواجه تنظيم الدولة الاسلامية منذ 17 أكتوبر القوات العراقية في الموصل ويستهدف في غالب الأحيان العاصمة العراقية بعمليات انتحارية او اعتداءات بالعبوات الناسفة.
وقام الانتحاريان بتفجير نفسيهما بشكل شبه متزامن في ساعة مبكرة تكون السوق خلالها مكتظة بالباعة والزبائن، لا سيما عشية عيد رأس السنة. وأدى الانفجاران الى تحطم الواجهات ورفوف عرض البضائع وتناثر الحطام على الأرض الملطخة بالدماء.
وذكر عقيد في الشرطة لوكالة فرانس برس "هناك 27 قتيلا و53 جريحا". وأكد مسؤول كبير في وزارة الداخلية ومصدر طبي هذه الحصيلة. وقال تاجر يدعى ابراهيم محمد علي إن "العديد من الضحايا كانوا موظفين في محال تبيع قطع تبديل. كانوا متجمعين حول رفوف لتناول الفطور حين وقع الانفجاران".
ويلقي هذا الاعتداء بظله على عيد رأس السنة في بغداد حيث يعتزم السكان الاحتفال في الشوارع بالرغم من الوضع الامني المتوتر. كما يأتي في فترة من الهدوء النسبي في العاصمة العراقية. ودانت وزارة الخارجية الفرنسية "الهجوم الشنيع الذي اودى بعشرات الاشخاص واصاب كثيرين آخرين".
وقال المتحدث باسمها في بيان ان فرنسا التي "تشارك في التحالف الدولي ضد داعش تؤكد مجددا دعمها العراق في الحرب ضد الارهاب والمصالحة الوطنية".
ثلاثة أشهر للقضاء" على الجهاديين
وقد وقع آخر اعتداء ضخم في بغداد في اواسط اكتوبر عندما فجر انتحاري حزامه الناسف خلال مجلس عزاء في حي الشعب الشيعي موقعا 34 قتيلا على الاقل.
ويكشف الاعتداء السبت مدى هشاشة الوضع الامني في العراق، حتى في المناطق التي استعادتها القوات العراقية من الجهاديين خلال هجومها العسكري الواسع النطاق في شمال البلاد.
والاسبوع الماضي، قتل 23 شخصا على الاقل بتفجير ثلاث سيارات مفخخة استهدفت سوقا شعبيا في بلدة قوقجلي الواقعة في شرق مدينة الموصل، وهي منطقة استعادتها القوات العراقية من الجهاديين في مطلع نوفمبر.
وعلى مسافة بضعة كيلومترات الى الغرب، داخل مدينة الموصل، باشرت قوات الشرطة والجيش وجهاز مكافحة الارهاب الخميس المرحلة الثانية من هجومها الواسع النطاق لاستعادة السيطرة على الجانب الشرقي لمدينة الموصل من تنظيم الدولة الاسلامية الذي يحتلها منذ يونيو 2014.
واستعادت القوات العراقية منذ اطلاق المرحلة الأولى من عملياتها في 17 أكتوبر، الكثير من أحياء شرق المدينة التي يقسمها نهر دجلة إلى قسمين، لكن التنظيم الجهادي ما زال يسيطر على قطاعها الغربي.
وفي شرق الموصل، تواجه قوات الجيش والشرطة المدعومة من ضربات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، مقاومة شديدة من التنظيم الجهادي. ولا يزال يوجد في المدينة عدد كبير من المدنيين.
وكان رئيس الوزراء حيدر العبادي وعد باستعادة الموصل قبل نهاية السنة، غير ان ذلك لم يتحقق. وأعلن هذا الاسبوع عن مهلة جديدة لتحقيق هذا الهدف. وقال خلال مؤتمر صحافي الثلاثاء إن المعلومات المتوافرة تفيد بأن العراق بحاجة الى "ثلاثة اشهر للقضاء" على تنظيم الدولة الاسلامية.
التعليقات