نصر المجالي: حكمت محكمة بريطانية على امرأة بالسجن ست سنوات لانضمامها إلى اتنظيم (داعش) في سوريا مصطحبة ابنها الصغير معها. والحكم هو الأول من نوعه يصدر بحق امرأة.&
&
وكانت تارينا شاكيل (26 عاماً) وهي أول امرأة بريطانية تعود من المناطق التي يسيطر عليها (داعش) في سوريا، وتدان من جانب محكمة جنايات بريطانية بتهمة التحريض على الإرهاب والانتماء لتنظيم الدولة الاسلامية.&
&
ولدى إصدار الحكم من جانب محكمة الجنايات في مدينة بيرمنغهام ضد شاكيل بالسجن، قال القاضي ملبورن إينمان إنه كان لديه تحفظات كثيرة حول رواية شاكيل للأحداث، وخاطبها داخل المحكمة قائلاً: لقد كذبت في روايتك، وكذبت على الشرطة وكذبت على المحكمة أيضاً.&
&
وانتقد قاضي &محكمة بيرمنغهام بشكل خاص قرار شاكيل لاصطحابها طفلها إلى سورية والسماح بتصويره في ملابس تحمل شعار (داعش) وإلى جواره رشاش من طراز كلاشينكوف تحت اسم (ابو جهاد البريطاني).&
&
لا ندم&
&
واضاف القاضي إينمان: إن شاكيل لم تبد ندماً، وكان تعرف أن ابنها كان سيستخدم في نهاية المطاف كمقاتل لدى تنظيم (الدولة الإسلامية).
&
وأقرت شاكيل بأنها سافرت إلى سوريا، لكنها نفت انضمامها إلى التنظيم أو الترويج للأعمال الإرهابية من خلال رسائل نشرت على موقع تويتر.
&
والتقطت شاكيل صورا للابن مرتديا قناعا يحمل شعار تنظيم "الدولة الإسلامية"، وهو ما وصفه القاضي بأنها أحد "أبغض" الأشياء في القضية بعد سفرها إلى سوريا في تشرين الأول (أكتوبر) 2014.
&
وكشفت محكمة بيرومنغهام عن أن المدانة اعتنقت "الإسلام المتطرف" عبر شبكة الإنترنت، كما كشفت عن أن شاكيل حينما قررت الالتحاق بـ"داعش"، أكدت لذويها أنها تنوي زيارة تركيا في تشرين الأول/أكتوبر 2014 لغرض السياحة، فيما توجهت إلى الرقة "العاصمة" غير المعلنة لـ"داعش".
&
بيت في الجنة
&
ومن بين أدلة إدانة شاكيل، رسالة قصيرة بعثت بها إلى أحد أقربائها كتبت فيها: "لقد ذهبت لأبني بيتا لي في الجنة لنا جميعا. الله يعدنا بذلك إذا ضحينا بالحياة الدنيا. لا تنتظروا عودتي".
&
كما كانت شاكيل كتبت على صفحتها في (فيسبوك) التي تحمل في أعلاها راية "داعش": "إذا كان ما يجري في سوريا حاليا لا يعجبكم، فلتضعوا أصابعكم على زند السلاح عوضا عن لوحة مفاتيح الكومبيوتر".
&
ومن بين مراسلتها مع والدها عبر برنامج "واتساب" في كانون الأول (ديسمبر) 2014 من سوريا، رسالة أكدت فيها أنها تنشد "الشهادة" هناك.
&
وكشف التحقيق عن أن "مضيفي" شاكيل أسكنوها لدى وصولها الرقة بيتا واسعا مع نساء أخريات عازبات، وأن لها صورا مع طفلها التقطتها هناك وهي ترتدي البرقع الأسود، إضافة إلى صورة أخرى تظهر فيها وهي تحمل بندقية "كلاشنيكوف" ومسدسا.
&
حياة قاسية
&
وبعد أن خاضت شاكيل "غمار" العيش في كنف "داعش"، أدركت أن الحياة هناك قاسية إلى حد لم تكن تتصوره، حيث كتبت في كانون الثاني (يناير) 2015 على الإنترنت: "أريد الرحيل عن الدولة الاسلامية"، حتى إنها رحلت في أعقاب ذلك برا مع طفلها قاصدة الحدود التركية.
&
وأفادت شاكيل بأنها استقلت مع طفلها حافلة أوصلتهما إلى الحدود، واضطرت للركض مسافة كيلومتر كاملا تفاديا للوقوع في قبضة دورية لـ"داعش"، قبل أن تنجح في عبور الحدود وتسلم نفسها للجيش التركي.
&
وخلال المحاكمة، أصرت شاكيل على براءتها مؤكدة أنها ذهبت إلى سوريا بقصد العيش في ظل الشريعة الإسلامية فقط، مؤكدة أن ذهابها إلى هناك كان "غلطة ارتكبتها".

&