هل يكون مؤتمر الدول المانحة الذي انعقد في لندن مختلفًا عن غيره، خصوصًا أنه جمع رقمًا ماليًا كبيرًا، ترافق مع كلام سياسي حازم باتجاه تحميل الأسد مسؤولية ما أصاب السوريين من خراب.
إيلاف: انعقد مؤتمر للمانحين في لندن على نية الشعب السوري، الرازح منذ 5 أعوام تحت نير القصف والقتل والبراميل المتفجرة. كان كأي مؤتمر آخر، فهو ليس الأول ولن يكون الأخير، والعبرة دائمًا في أمرين: وفاء الدول المانحة بتعهداتها، ووصول المال إلى من يحتاج إليه فعلًا.
فقد اجتمع قادة العالم الخميس في العاصمة البريطانية لندن لمساعدة نحو 18 مليون سوري متضررين جراء الحرب، ولوقف الهجرة التي تلقي بظلالها الثقيلة على دول شرق اوسطية واوروبية عدة.
وقال بان كي مون، أمين عام الأمم المتحدة، إن التكثيف المفاجئ للقصف الجوي والنشاط العسكري في سوريا قوّض محادثات السلام، ودعا الأطراف إلى العودة لطاولة التفاوض، "ومن المؤلم للغاية أن تتقوض الخطوات الأولى للمحادثات بسبب عدم وصول القدر الكافي من المساعدات الإنسانية وبسبب تكثيف مفاجئ للقصف الجوي والأنشطة العسكرية داخل سوريا".
ولام وزير الخارجية السعودية عادل الجبير وفد النظام السوري الذي لم يُظهر جدية في محادثات السلام في جنيف، في سياق الحديث عن المعاناة التي تنال من السوريين في سوريا، أو من بقي منهم حيًا ولم يهاجر.
وأعلن وزير المالية السعودي، إبراهيم العساف، عن تبرع المملكة بـ100 مليون دولار إضافية لمساعدة اللاجئين السوريين وذلك خلال المؤتمر.
وقدم أمير الكويت 300 مليون دولار، مؤكداً أنّ الأزمة السورية لن تنتهي إلا بحلّ سياسي، فيما دعا رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون إلى مواصلة العمل للتوصل الى حل سياسي في سوريا مع انتقال سياسي للسلطة، مؤكدًا أنه المؤتمر جمع زهاء 10 مليارات دولار.
وتعهدت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل، التي يرى فيها السوريون اليوم ملاك الرحمة الأوروبي بعدما شرعت أبواب بلادها أمام اللاجئين، بتقديم 2,3 مليار دولار لمساعدة ضحايا النزاع في سوريا، مؤكدةً أن "اقوالنا تليها افعال، فالحكومة الألمانية ستقدم حتى عام 2018 مبلغ 2,3 مليار يورو، منها 1,1 مليار في عام 2016 وحده"، وشددت على وجوب تقديم الدعم للبرامج الانسانية الدولية لتقوم بمهامها".
وكانت ميركل حازمة بالقول: "نظام الأسد هو المسؤول الأول عن معاناة الشعب السوري".
وقال رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو إن 60 إلى 70 ألف سوري يتحركون باتجاه الحدود مع تركيا قادمين من حلب بسبب اشتداد القصف الروسي. وأضاف: "عقلي ليس في لندن الآن، لكن على حدودنا. فكيف سنُسكن هؤلاء القادمين الجدد من سوريا؟".
فهل يكون هذا المؤتمر مختلفًا عما سبقه، خصوصًا أن النبرة الأوروبية فيه مرتفعة؟
&
التعليقات