قال وزير الخارجية السعودي، إن إرسال قوات برية إلى سوريا، سيكون لغاية القضاء على&"داعش" في اطار التحالف الدولي بقيادة واشنطن، وان على التحالف ان يقرّر بخصوص توسيع المهمة ضد النظام السوري.
الرياض: أكد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير في مقابلة حصرية مع وكالة فرانس برس الخميس ان مهمة القوات السعودية في حال ارسالها الى سوريا، ستكون القضاء على تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) في اطار التحالف الدولي بقيادة واشنطن، وان على التحالف ان يقرر بالنسبة الى توسيع المهمة ضد النظام السوري.
وقال الجبير "المملكة العربية السعودية اعربت عن استعدادها لارسال قوات خاصة ضمن هذا التحالف الى سوريا بهدف القضاء على داعش فهذه هي المهمة وهذه هي المسؤولية"، مضيفا ردا على سؤال عما اذا كانت المهمة قد تمتد لاسقاط نظام الرئيس بشار الاسد "سيكون عمل هذه القوات اذا ما تم ادخالها&الى سوريا ضمن التحالف الدولي، محاربة داعش، ولن تكون هناك عمليات انفرادية".
وفي تعليق بالانكليزية على سؤال في السياق نفسه، قال الجبير "لا يمكنني التكهن. هذا سيكون امرا على التحالف الدولي ان يقرر بشأنه. الى الآن هدف اي قوات برية او قوات خاصة (ترسل الى سوريا) سيكون قتال داعش على الارض بغرض استعادة السيطرة على اراض منه".
واجريت المقابلة مع الوزير السعودي اليوم في مقر وزارة الخارجية في الرياض، وتخللتها اجابات بالعربية والانكليزية.
وكانت السعودية وتركيا الداعمتان للمعارضة السورية المطالبة برحيل الاسد كشفتا في الاسابيع الماضية عن استعدادهما لارسال قوات برية الى سوريا لقتال تنظيم الدولة الاسلامية، بشرط ان يكون ذلك في اطار الائتلاف الذي تقوده واشنطن ضد الجهاديين منذ صيف 2014.
وحذرت دمشق وحلفاؤها لا سيما موسكو وايران اللتين توفران دعما سياسيا وعسكريا للنظام في النزاع المستمر منذ زهاء خمسة اعوام، من تدخل عسكري تركي وسعودي في سوريا.
وكرر الجبير تحميل الاسد مسؤولية مآل الامور في بلاده، رافضا بشدة اي دور له في المرحلة القادمة.
وقال ان الرئيس السوري "تسبب في قتل اكثر من 300 الف من الابرياء من شعبه وتشريد اكثر من 12 مليون منه وتسبب في تدمير بلاده. لا مكان له في تلك البلاد. هذا واضح. بشار الاسد لن يكون له مستقبل في سوريا".
وتعليقا على قول الاسد مؤخرا ان هدفه استعادة السيطرة على كامل الاراضي السورية، قال الجبير "بشار الاسد قال اشياء كثيرة منذ بداية الازمة في سوريا، وكثير من الاشياء التي قالها ليست واقعية".
بين الرياض وواشنطن&وطهران&!
يرفض الجبير الرأي القائل بانفراط عقد التحالف بين السعودية والولايات المتحدة.
ويقول لـ"فرانس برس" ان الولايات المتحدة "حليفة" لبلاده ولم تتخل عنها لصالح ايران في اعقاب الاتفاق النووي بين الدول الكبرى وطهران.
وقال الجبير ردا على سؤال عما اذا كانت السعودية تشعر ان الولايات المتحدة تخلت عنها، "قطعا لا".
واضاف "الولايات المتحدة حليفنا، وهي حليفنا التاريخي منذ اكثر من سبعة عقود. اميركا هي اكبر شركائنا التجاريين، اكبر مستثمر في المملكة العربية السعودية. هي المصدر الرئيسي لمعداتنا (العسكرية) الدفاعية".
وتابع "لدينا تحالف مع الولايات المتحدة نقدره بشكل هائل (...) ليس لدينا شك بالتزام اميركا أمن المملكة العربية السعودية. هذا تم التعبير عنه بالقول والفعل".
واكد الوزير الذي شغل لاعوام طويلة منصب سفير بلاده في واشنطن "لا ارى اي تراجع في تلك العلاقة (...) ارى تعزيزا لها مع مرور الوقت".
ودخل الاتفاق حول برنامج طهران النووي بين ايران والدول الكبرى حيز التنفيذ في كانون الثاني/يناير، وشمل رفعا للعقوبات الاقتصادية المفروضة على الجمهورية الاسلامية، في مقابل تقليص قدراتها النووية بهدف قطع الطريق على اي امكانية لها لصنع سلاح نووي.
ويرى دبلوماسيون ومحللون ان السعودية تنظر بريبة الى الاتفاق الذي قد يساهم في تقوية غريمها الاقليمي وتعزيز نفوذ طهران في المنطقة حيث يقف البلدان على طرفي نقيض في ملفات عدة، لا سيما سوريا واليمن.
وبلغت العلاقات بين السعودية وايران مستوى من التوتر غير مسبوق منذ عقود، مع اعلان المملكة مطلع كانون الثاني/يناير الماضي قطع العلاقات مع الجمهورية الاسلامية اثر هجوم على مقار دبلوماسية لها في ايران قام به محتجون على اعدام الرياض الشيخ السعودي الشيعي نمر النمر.
وقال الجبير الخميس "اذا ارادت ايران علاقات جيدة مع السعودية، ثمة حاجة الى ان تغير تصرفها في المنطقة وتغير سياساتها".
واضاف ان بلاده "ترغب في ان تكون لها افضل العلاقات مع ايران، الا ان هذه العلاقات يجب ان تكون مبنية على مبادئ حسن الجوار ومبدأ عدم التدخل" في شؤون دول مثل "لبنان وسوريا والعراق والبحرين واليمن".
الشرعية في اليمن
وفي الملف اليمني، اكد وزير الخارجية السعودي ان بلاده التي تقود تحالفا عربيا في اليمن ضد الحوثيين، ستواصل دعم الرئيس عبد ربه منصور هادي حتى عودة الشرعية الى البلاد.
وقال الجبير "الدعم للحكومة الشرعية سيستمر حتى تحقيق الاهداف او حتى التوصل الى اتفاق سياسي لتحقيق تلك الاهداف".
واضاف "اعتقد انها مسألة وقت قبل ان يتمكن" التحالف من اعادة "سلطة الحكومة الشرعية في اليمن الى اليمن، والسيطرة على كامل الاراضي اليمنية".
واشار الى ان التحالف "ساعد الحكومة اليمنية في استعادة اكثر من ثلاثة ارباع الاراضي، وفتح خطوط امداد للمساعدات، ووضع ما يكفي من الضغط على الحوثيين (وحلفائهم من القوات الموالية للرئيس السابق علي عبدالله) صالح ليبحثوا جديا في المسار السياسي".
وبدأ التحالف شن ضربات جوية ضد الحوثيين وحلفائهم نهاية آذار/مارس، ووسع عملياته منذ الصيف لتشمل تقديم دعم ميداني مباشر لقوات هادي. وفي حين مكن هذا الدعم القوات الحكومية من استعادة خمس محافظات جنوبية، لا يزال الحوثيون يسيطرون على مناطق عدة في الشمال والوسط، لا سيما صنعاء.
وعلى رغم مرور اكثر من عشرة اشهر على بدء عمليات التحالف، اكد الجبير ان الرياض "ليست غارقة" في النزاع اليمني.
وتابع "المملكة ليست غارقة في اليمن. لدى المملكة قوة جوية مهمة. لدى المملكة قوات برية مهمة. لدى المملكة بحرية مهمة. جزء صغير جدا من كل قوانا العسكرية يشارك في اليمن، وهي ليست غارقة في مستنقع في اليمن".
واعرب الجبير عن ثقته بان "الموضوع في اليمن سيحل عسكريا كما سياسيا"، مشيرا الى ان ارجاء عقد جولة جديدة من المفاوضات التي ترعاها الامم المتحدة بين الاطراف المتنازعة سببه "الحوثيون وصالح".
وكان الموفد الدولي الى اليمن اسماعيل ولد الشيخ ابلغ مجلس الامن الدولي الاربعاء عن وجود "انقسامات عميقة" بين اطراف النزاع تحول دون اجراء جولة جديدة من المفاوضات سعيا للتوصل الى حل.
واكد ولد الشيخ انه "لم يتلق ضمانات كافية" بأن اطراف النزاع سيلتزمون بوقف جديد لاطلاق النار. وعقدت جولة اولى من المفاوضات قبل شهرين في سويسرا.
وبحسب الامم المتحدة، أدى النزاع اليمني منذ آذار/مارس الى مقتل اكثر من 6100 شخص نصفهم تقريبا من المدنيين، واصابة زهاء 30 الفًا بجروح.
لن نخفض إنتاج النفط !
في ما يتعلق بالملف الاقتصادي، يقول الجبير في ذات المقابلة ان بلاده ستحافظ على حصتها من سوق النفط العالمية، ولن تخفض الانتاج على رغم التهاوي المتواصل في اسعاره.
وقال الجبير ان "موضوع النفط سيحدده العرض والطلب وقوى السوق. المملكة العربية السعودية ستحافظ على حصتها من السوق وقلنا ذلك سابقا. اذا اراد منتجون آخرون الحد (من الانتاج) او ان يتفقوا على تجميد في ما يتعلق بالانتاج الاضافي، فذلك ممكن ان يؤثر على السوق، لكن السعودية غير مستعدة لخفض الانتاج".
وتأتي تصريحات المسؤول السعودي بعد يومين من توصل بلاده وروسيا وفنزويلا وقطر اثر اجتماع عقد في الدوحة، الى اتفاق لتجميد انتاج النفط عند مستويات كانون الثاني/يناير، سعيا لاعادة بعض الاستقرار لسعر النفط المتهاوي، بشرط التزام منتجين بارزين آخرين بذلك.
ولقي الاتفاق دعم دول خليجية اخرى منضوية في منظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك) كالكويت والامارات العربية المتحدة، في حين أعرب العراق، ثاني اكبر المنتجين في اوبك، عن استعداده للتجاوب.
وغداة هذا الاجتماع، عقد وزراء النفط والطاقة في ايران والعراق وفنزويلا وقطر، اجتماعا في طهران، تلاه اعلان الجمهورية الاسلامية الايرانية التي عادت حديثا الى سوق النفط العالمية بعد رفع العقوبات الاقتصادية عنها، دعمها للاتفاق، من دون ان تلتزم صراحة به.
وبقي تأثير الاتفاق على اسعار النفط في الاسواق العالمية محدودا.
ودفعت السعودية ودول خليجية بشكل رئيسي نحو رفض اوبك في تشرين الثاني/نوفمبر 2014 خفض انتاجها من النفط، خوفا من تراجع حصتها في الاسواق العالمية. الا ان تدهور الاسعار الى مستويات غير مسبوقة منذ 13 عاما، بدأ يلقي بثقله على ايرادات الدول النفطية، لا سيما السعودية ودول اوبك، وروسيا، احد ابرز المنتجين من خارج اوبك.
وفقد برميل النفط زهاء سبعين بالمئة من سعره منذ منتصف العام 2014، وبات يتداول عند مستويات تراوح بحدود الثلاثين دولارا، بعدما كان سعره يناهز 110 دولارات، ما افقد الدول المنتجة ايرادات مالية ضخمة.
التعليقات