يبدو أن بيان الحكومة الإجماعي اللبناني الأخير لم ترض عنه السعودية وبعض الدول العربية، فحذرت رعاياها من السفر إلى لبنان، والسؤال أي خطوات مطلوبة من الحكومة اللبنانية لعودة المياه إلى مجاريها بين لبنان والسعودية؟.

&
ريما زهار من بيروت: بعد الإجراءات التي اتخذتها بعض الدول العربية من تحذير رعاياها من السفر إلى لبنان، أي خطوات ستتخذها الحكومة اللبنانيّة، وهل بيانها الحكومي الإجماعي الأخير لم يكن كافيًا للإعتذار من السعودية؟.
&
وفاء للسعودية
يقول النائب نضال طعمة (المستقبل) لـ"إيلاف" إن ما جرى في الجامعة العربية سابقًا لم يكن على قدر طموحات كل اللبنانيين، أو بالأحرى لا يمثل كل اللبنانيين، وكأن لبنان لم يستطع أن يحافظ على وفائه للسعودية، وطبعًا هذا الموضوع كان وراء قرارات السعودية والدول العربية الأخيرة، رغم أن ليس كل اللبنانيين يتحملون الأخطاء التي يرتكبها فريق لبناني، يحاول أن يخرج لبنان من المسار العربي إلى مسار آخر.
&
ويجب أن نؤكد، يضيف طعمة، أن لبنان بكل فئاته ما عدا فريق واحد، هو كليًا مع الإجماع العربي، ووفيّ للمملكة العربية السعودية، بعد كل ما قدمته إلى لبنان، وخاصة ما قدمته إلى حزب الله بعد حرب تموز من العام 2006، عندما قامت بإعمار 55 ألف وحدة سكنية في الضاحية والمناطق، فالسعودية لم تفرّق يومًا بين فريق وآخر، أو حزب وآخر، وكانت سندًا لكل اللبنانيين على كل العصور، وليست بهذه الطريقة نقدم إليها الشكر.
&
الهبة والجيش
بعد كل الإجراءات التي اتخذتها السعودية والدول العربية، هل هناك أمل بعودة الهبة السعودية إلى الجيش اللبناني؟، يؤكد طعمة أن مجلس الوزراء السعودي عندما اجتمع أخيرًا قال إنه لن يترك لبنان، وسيدعم اللبنانيين دائمًا، وصحيح أن السعودية مزعوجة من موقف الدولة اللبنانية، أو من الحكومة اللبنانية في وقت ما، من هنا على الحكومة أن تؤكد اليوم على عدم القصد بما أزعج السعودية، والمحبة التي كانت السعودية تحيط بها لبنان، نأمل أن تعود قريبًا وتزول الغيمة السوداء بين البلدين إلى غير رجعة.
&
ويلفت طعمة إلى أن اللبنانيين شعروا اليوم بأن الشقيق الأكبر، أي السعودية، ليس راضيًا عنه، فانتفضوا كلهم ليعتذروا عن خطأهم، ونحن كلبنانيين يهمنا الإجماع العربي، فلبنان بلد عربي، كان ولا يزال كذلك، والسعودية لم تترك لبنان في لحظاته الحرجة، واليوم الإلتفاف الشعبي والسياسي حول المملكة العربية السعودية أكبر دليل على أننا على خط العروبة، ولا نقبل أن يتحول هذا الخط إلى خط فارسي في يوم من الأيام.
&
عريضة المستقبل
كيف تساهم العريضة التي وقّعها بعض اللبنانيين، وعلى رأسهم رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، تأييدًا للسعودية، في حلحلة الأمور بين البلدين؟، يجيب طعمة إن العريضة وقعتها مجموعة من اللبنانيين، واللقاء كان جامعًا من وزراء رئيس الجمهورية السابق ميشال سليمان، ووزراء الحزب الإشتراكي ووزراء ونواب المستقبل، وشريحة كبيرة من اللبنانيين، الذين يشكلون أكثرية الحكومة، وأعلنوا أنهم لا يتخلون عن دعمهم للمملكة العربية السعودية، والقصة مبدأ وعروبة، ولبنان كان ولا يزال عربي الإنتماء، والإجماع العربي يهمّنا، ولن نسير عكس هذا التوجه، وكل ما يصيب دولة عربية إنما يصيب لبنان أيضًا.
&
كيف يساهم التأييد السعودي للبنان بحلحلة قضاياه الداخلية؟، يجيب طعمة أن الهبة التي كانت منتظرة، إنما لدعم الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي، وهذا يساهم في استقرار لبنان الداخلي، فالمؤسسة العسكرية هي الوحيدة التي نعتبرها خلاصنا من "الإرهاب"، وبقدر ما يكون هذا الجيش مسلحًا، ويبسط سلطته على كامل الأراضي اللبنانية، ويكون هو صاحب السلاح الوحيد على كامل الأراضي اللبنانية، بقدر ما يكون الإستقرار هو المسيطر. وعندما قدمت السعودية الهبة لم تكن تميّز بين فئة وأخرى، لأن الجيش لكل لبنان، ويمثل الجميع.
&
أما النائب فادي كرم (القوات اللبنانية) فيؤكد أن السعودية كانت دائمًا تحرص على التوافق في لبنان، وأن تبقى على مسافة متوازية من جميع الفرقاء، ويشير إلى أن المشكلة الأساسية تبقى في الوضع الداخلي والتركيبة الحكومية في الأساس، مؤكدًا عدم تأييد مواقف وزير الخارجية اللبناني في الدول العربية، وأن الكثير من الوزراء وقعوا في أخطاء مماثلة نتيجة ما كان يمارسه حزب الله من ضغط عليهم.
&