بعد إحجام السعودية عن منح الهبة للجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي، هل تقع المسؤولية على حزب الله؟، حيث يرى المعنيون في هذا الخصوص أن النأي بالنفس في لبنان ينطبق على تدخل حزب الله في سوريا.

بيروت: هل حزب الله هو المسؤول الأساس عن إحجام السعودية عن منح الهبة للجيش اللبناني والقوى الأمنية؟
&
يعتبر النائب خالد زهرمان (المستقبل) في حديثه لـ "إيلاف" أن المسؤولية الأولى تقع على عاتق حزب في ما وصلت إليه الأمور بين السعودية ولبنان، لأن رغم وقوف المملكة العربية السعودية إلى جانب لبنان وتقديم كل أنواع المساعدات له، خلال الحرب الأهلية في لبنان وخلال الاجتياح الإسرائيلي للبنان، والمكانة التي كانت للبنان لدى السعودية رأينا رغم ذلك حملة شعواء تشن من قبل حزب الله وأتباعه على السعودية، وهذا الأمر كان متوقعًا أن يحصل أي منع الهبة السعودية لجيش لبنان، ونحن كفريق سياسي، يتابع زهرمان، ممتنون لكل ما قدمته السعودية، ونتأسف لما آلت إليه الأمور.
&
محاربة "الإرهاب"
&
ما مدى تأثير حجب الهبة السعودية على محاربة الجيش اللبناني للإرهاب؟
&
يقول زهرمان إن الوضع المالي للدولة اللبنانيّة غير قادر على تأمين مستلزمات القوى الأمنيّة، لضبط الأمن والحفاظ على أمن الحدود ومواجهة "الإرهاب"، خصوصًا أن وضع البلد يتراجع كل عام، جراء مغامرات حزب الله، وإدخال لبنان في أتون الحرب السورية، وفي ظل هذه الظروف تبقى المكرمة الملكية للسعودية غير مسبوقة، مع مبالغ كبيرة، وحتى عندما وضعت الحكومة اللبنانية خطة بعيدة المدى لم تصل إلى رقم الهبة السعودية، وعندما أعلنت السعودية عن تلك المكرمة سابقًا، كانت صدمة إيجابية كبيرة للبنان في سبيل تحسين وضع القوى الأمنية في مواجهة كل التحديات التي يتعرض لها لبنان، ويضيف زهرمان:" لكن للأسف وصلنا اليوم إلى مرحلة أصبحنا ندفع أثمان فريق سياسي معين، وهذا الأخير مرتبط إرتباطًا عضويًا بمشروع إقليمي، ولا يعنيه أبدًا حماية لبنان وسيادته، بل يعنيه فقط أن يحافظ على أذرعه في المنطقة ليستمر في التمدد ومساندة مشروعه التوسعي إن كان في لبنان أو سوريا أو العراق أو اليمن.
&
القنوات الدبلوماسية
&
وردًا على سؤال هل تنجح القنوات الدبلوماسية في إعادة العلاقات إلى طبيعتها بين لبنان والسعودية؟ يجيب زهرمان إن هناك مسؤولية كبيرة علينا في هذا الخصوص، وبغض النظر عن المحاولات التي جرت من أجل إعادة الهبة السعودية للبنان، المفروض أن يكون هناك جهد على المستوى الرسمي لإعادة العلاقة إلى طبيعتها بين البلدين، وهنا مسؤولية الحكومة اللبنانية كبيرة، ولا ننسى أن السعودية كان عتبها كبيرًا من خلال الموقف الذي صدر عن وزير الخارجية اللبنانيّة الذي يشكل جزءًا من الحكومة اللبنانيّة، وكانت السعودية تتحمل وتتعالى على الجراح، ولكن أن يصدر موقف رسمي عن وزير يمثل للدولة اللبنانيّة، كان للأمر تأثيره الواضح على قرار السعودية، فالحمل والمسؤولية كبيران على الحكومة التي من المفترض أن تصدر موقفًا اليوم واضحًا في جلسة الحكومة، في ما خص التزام لبنان بالإجماع العربي وتوضيح مسألة النأي بالنفس لأنها لا تعني الخروج عن الإجماع العربي.
&
ويضيف زهرمان:"النأي بالنفس ينطبق على تدخل حزب الله في سوريا، ولا ينطبق أبدًا على الوقوف إلى جانب السعودية، في وجه المشروع التوسعي الإيراني."
&
الجاليات اللبنانية
&
هل هناك خوف جدي على الجاليات اللبنانية في الخليج؟ يلفت زهرمان إلى أنه رغم معرفتنا ان السعودية لا تتعاطى بسياسة ردة الفعل، ونعرف خلال تجاربنا مع السعودية أن قراراتها عقلانية، ونعرف أن السعودية لا تعاقب شخصًا بسبب شخص آخر، ولكن لا شك أن هناك خوفًا على الجالية اللبنانية في الخليج، وهي متعددة التوجهات السياسية، وممكن أن نشهد تضييقًا على بعض اللبنانيين الذين لديهم ولاءات لحزب الله والفريق الذي يتهجم على السعودية.
&
ويؤكد زهرمان على ضرورة التنبه لهذا الموضوع من خلال مواضيع كثيرة منها الودائع الموجودة في المصارف اللبنانية، هذه الودائع التي وضعتها بعض دول الخليج في المصارف اللبنانية كان لها دورها الأساس في الإستقرار المالي.
&
ويرى زهرمان بضرورة أن يكون هناك موقف رسمي من الحكومة اللبنانيّة وتوضيح ما هي السياسة الخارجية اللبنانية وإجماع من كل الفرقاء على الالتزام بمواثيق الجامعة العربية، وبالقرارات الدولية، والالتصاق أكثر بالمشروع العربي، والابتعاد عن محاور المنطقة.
&