بهية مارديني: نظم المنتدى الفلسطيني في بريطانيا الاثنين ندوة "عصف ذهني" حول المسؤولية تجاه "النكبة في سوريا"، شارك فيها باحثون ومهتمون سوريون وعرب، وتابعتها "إيلاف".

وتحدث في الندوة كل من الدكتور فاتح الراوي عضو المجلس الوطني السوري، والحقوقي وليد سفور رئيس اللجنة السورية لحقوق الانسان، والدكتور وائل عجي الناطق باسم الشبكة السورية لحقوق الانسان، وعضو "مسيحيون سوريون من أجل السلام"، والدكتور أحمد عجاج أستاذ القانون الدولي، والدكتور حافظ الكرمي رئيس المنتدى الفلسطيني.

وفي معرض حديثه أكد الكرمي أنه "من باب التشخيص وليس التبرير، لابد من الحديث أن أصابع خارجية فرضت أنظمة استبدادية من لون أقلوي مع المزيد من التغول الأمني والعسكري".

وتحدث وليد سفوك عن "تجهيل المجتمع المدني وسحقه وأن المجتمع المدني لم يثبت ذاته"، كما طرح فكرة "تشويه التاريخ السوري" واعتبار ما جرى في الثمانينات في سوريا من أحداث دامية ذات صبغة فئوية أو طائفية وهي ليست كذلك"، وهو يشير بذلك إلى أن ما جرى لم يكن بين نظام حافظ الأسد وجماعة الاخوان المسلمين في سوريا بل كانت ثورة شعب كامل.

كما أكد أحمد عجاج أنه "لا توجد ثورة ناجحة دون راية ولابد من معرفة الراية الفكرية التي نعمل تحت لوائها، وخاصة ان ما نراه اليوم أن الساحة تعاني من التشوش والتشويش، وليس الاستعمار فقط هو المسؤول".

وتحدث عن "مسؤوليات عدة وأدوار يجب أن يأخذ السوريون فيها المبادرة".

فاتح الراوي أشار من جهته، الى "محاولات التضليل التي تتعرض لها الثورة عند التحدث عنها في منابر الاعلام أو للرأي العام العربي أو الغربي وطريقة تقديمها، واخراج الربيع العربي من اطاره".

من جانبه، قال وائل العجي أنه "رغم عمل منظمات حقوق الانسان حول سوريا الا ان دورها غير كاف ودون المستوى المرجو"، وتحدث عن موقف اليسار والاعلام الغربي المحسوب على اليسار مما يحدث في سوريا فقد قدم النظام نفسه رغم كونه استبداديا، نظاما علمانيا وربط نفسه بالمقاومة والممانعة، على حدّ تعبيره.

ولفت سفور إلى أن سلطة ومهمة منظمات حقوق الانسان هي عبارة عن رفع تقارير الانتهاكات الى المجتمع الدولي ومتابعتها.

وتلا الحديث نقاشات جمعت أفكارا، وطرحت حلولا حول عدة قضايا وهي "الجاليات والمدافعون عن حقوق الانسان في الغرب"، و"الفردانية والمسؤولية نحو المجموع"، و"دور العلماء والنخب"، و"اللاجئون وأساس الصراع".

واعتبر مدير الجلسة أن أطرافا دولية عدة ضالعة في اشعال المنطقة والهائها والقضاء على مقدراتها والعودة بها عقودا وفق استراتيجية ما أسماه "مصيدة الذباب" التي أشار اليها بعض الاستراتيجيين في أوساط صناع القرار والتي تقضي بجعل سوريا والمنطقة محرقة طويلة الأمد لكل من يمكنه تشكيل خطر على تلك القوى، ونجحت هذه الأطراف في حرف مسار الصراع على الصعيد الدولي بحيث غدت المسألة السورية مسألة لاجئين وحرب على الارهاب بدلا من كونها مسألة استبداد ومطالب بالحرية.

وتساءل مدير الجلسة "كيف يمكن العودة بالمسألة من الصورة التي يروج لها حاليا الى حقيقة كونها صراعا ضد الاستبداد والطغيان وكيف يمكن توظيف مسألة اللاجئين في خدمة الهدف الذي ضحّى هؤلاء من اجله بدلا من جعلهم هدفا بحد ذاتهم للحراكات الدولية؟".

وتابع: "في الواقع القضية السورية كغيرها من قضايا المنطقة ولكنها اكثرها اشتعالا وألما ومصائب وينبغي ان تكون مسالة مهمة على أجندة المنظمات العاملة في اوساط الجاليات وحتى تلك المنظمات التي تحمل أبعادا انسانية في حراكها".

والحراك لنصرة الشعب السوري هو دون الحراك المطلوب نتيجة لاعتبارات كثيرة ذاتية وموضوعية وتبدو ضرورة الارتقاء الى مستوى الحدث ضرورة اخلاقية وانسانية، على حد تعبيره.

وسأل مدير الجلسة احدى المجموعات "ما الذي يمكن ان تفعله الجاليات والمدافعون عن حقوق الانسان في الغرب تجاه المجازر في سوريا والظواهر المرافقة لها كمسألة اللاجئين والتعامل القاسي معهم من قبل الكثير من الحكومات الغربية وكيف يمكنهم انشاء جماعات ضغط على الحكومات الضالعة في الصمت تجاه مايجري على الارض السورية؟".

وناقشت احدى المجموعات" كيف يمكننا تعزيز الموازنة بين الشعور بالفردانية والشعور بالمسؤولية نحو الجماعة واسقاط هذا كله على المسؤولية تجاه الشعب السوري؟".

وكان للعلماء والمثقفون والنخب مجموعة خاصة ايضا ناقشت "كيف يمكن لهم التصدي لمهمة التعبئة والتوجيه لمجموعة الجماهير العربية والاسلامية بهدف احياء دورها في التفاعل في الاحداث؟".

ورصدت الجلسة عدة اجابات ومحاور سيتم تقديمها الى المهتمين ومراكز الأبحاث والدراسات.