ناشدت الفتاة الايزيدية نهاد (16 عاما) التي اغتصبها خاطفوها "الجهاديون" فانجبت ولدًا تخلّت عنه في سبيل هروبها من اضطهادهم، العالم في لندن الاربعاء عدم نسيان أبناء طائفتها الذين لا يزالون رهائن لدى تنظيم "داعش".


لندن: قالت الفتاة التي اختطفت مع 28 شخصا من عائلتها في سنجار في آب/اغسطس 2014 لفرانس برس "هذه ليست حياة. نحن لا نعيش طالما لم يتم إنقاذ الذين اختطفهم داعش".

وشن التنظيم المتطرف هجوما على مناطق يسكنها الايزيديون والمسيحيون في محافظة نينوى ما ادى الى نزوح مئات الآلاف.

ويعتبر التنظيم "الجهادي" الاقلية الايزيدية من الكفار ما اسفر عن قتل العديد منهم وخطف الآلاف.

واضافت نهاد، التي دعتها الى لندن منظمة "امار" البريطانية غير الحكومية الناشطة في مساعدة النازحين بسبب عمليات التنظيم المتطرف، في مؤتمر صحافي ان اثنتين من شقيقاتها الست واثنين من اشقائها الـ 12 لا يزالون بأيدي التنظيم الجهادي.

وروت نهاد بركات العلواسي وهي تضع يديها على ركبتيها، كيف اعتقلها الجهاديون بينما كانت هاربة مع أسرتها الى جبال سنجار.

وأضافت بالعربية "تم توقيفنا عند نقطة تفتيش. كنا 28 شخصا في مركبتين" وقالت ان والديها وبعض الاشقاء تمكنوا من الفرار.

وقادهم "الجهاديون" الى الحسكة في سوريا، قرب الحدود العراقية. وقالت "جمعوا قرابة 300 أسرة في مدرسة. وقاموا خلال الليل، بفصل الرجال عن النساء".

وتابعت "قالوا لنا: اما ان تعتنقوا الاسلام او اننا سنقتل الرجال" وبعد مشاورات مع الرجال، وافقت النساء على "التظاهر" باعتناق الاسلام.

وبعد اعادتهم الى العراق "قاموا حينها بعزل الفتيات" وقادوهن الى صالة للرياضة في الموصل لاعتناق الاسلام و"تزويجهن". لكن الفتيات رفضن ذلك وسرعان ما بدأ ضربهن الذي استمر لمدة اسبوعين.

وبعدها، وصل امير محلي في التنظيم يدعى ابو دياب مع رجاله الذين "اختاروا 21 فتاة، وجمعوهن في غرفة وبدأت عملية الاغتصاب".

طفل من مغتصبها

تم "اختيار" نهاد من قبل "الجهادي" سلام (25 عاما). وبعد ان اغتصبها، أخذها الى منزل اسرته حيث زوجته الحامل وابنهما. وتوالت عمليات الاغتصاب.

واوضحت ان "زوجته كانت وقحة، قالت انني اقتحمت حياتهم" وبعد ستة اسابيع، غادر "الجهادي" الى سوريا حيث قتل.

وأكدت ودموعها تنهمر "كانت اياما صعبة جدا، كنت وحيدة أفكر طوال الوقت بعائلتي".

وقد تمكنت من الهرب لكن تم ضبطها في كركوك واعادتها الى مقر قيادة التنظيم في الموصل.

وتابعت "وصل الامير الكندي واعطاني لشقيقه ابو فارس". واغتصبها هذا الشخص وهو والد اربع فتيات وقال لها "اذا اعتنقت الاسلام فسأجمعك بعائلتك". وافقت نهاد والتقت بعض افراد عائلتها الذين كانوا في منازل تابعة "للكندي".

واكتشفت نهاد انها حامل وتجنبت المزيد من عمليات الاغتصاب بعد ان ابلغت سجانيها بذلك.

وبعد ان حاولت الاجهاض دون جدوى، اعيدت الى ابو فارس الذي تقدم للزواج منها. لكنها رفضت. وجدد اقتراحه عدة مرات. لكن الجواب كان الرفض دائما.

وولدت نهاد طفلا "أردت أن اعطيه اسما ايزيديا لكن والده اسماه عيسى قائلا ان هذا يعني يسوع". وقامت بإرضاعه ثلاثة اشهر قبل ان تتمكن من الاتصال، بمساعدة جارتها، بأحد اشقائها لتدبير عملية الهروب.

وتابعت بانفعال انها فرت من "دون عيسى. لم استطع جلبه معي الى عائلتي".

وفي 15 تشرين الاول/اكتوبر 2015، اوصلها احد المهربين الى كردستان العراق، حيث تعيش في مخيم للاجئين مع عائلتها بعد انتهاء 14 شهرا من المحنة.

اما بالنسبة للمستقبل؟ "اود ان اذهب الى المدرسة، لاتعلم اللغة الإنكليزية، واتزوج وانجب اطفالا".

ويقول الايزيديون ان ديانتهم تعود الى آلاف السنين وانها انبثقت من الديانة البابلية القديمة في بلاد ما بين النهرين. ويرى آخرون ان ديانتهم خليط من عدة ديانات قديمة مثل الزردشتية والمانوية.

والشخصيات الرئيسية في الديانة الايزيدية هي عدي بن مسافر وطاووس ملك.