أقال رئيس الحكومة المصري شريف إسماعيل، وزير العدل أحمد الزند، على خلفية تصريحات قال فيها إنه سيسجن أي أحد "حتى لو كان النبي محمد"، وهو ما أثار عاصفة من الغضب&لدى المصريين، وعرضه لإنتقادات شديدة من جانب شيخ الأزهر، فضلاً عن إثارة غضب مؤسسة الرئاسة.

صبري عبد الحفيظ من القاهرة: قالت رئاسة مجلس الوزراء المصري، إن المهندس شريف إسماعيل رئيس الحكومة، أصدر اليوم قرارًا بإعفاء المستشار أحمد الزند وزير العدل، من منصبه.

وجاء قرار إقالة وزير العدل، على خلفية تصريحاته المسيئة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم. وعلمت "إيلاف" أن رئيس الحكومة شريف إسماعيل، أجرى اتصالاً بـ"الزند"، أبلغه فيه غضب مؤسسة الرئاسة من تصريحاته التي قال فيها إنه سوف يسجن أي شخص "إن شاء الله يكون النبي محمد".

وكان الزند يتحدث عن إتهامات وجهها للصحافيين بالإساءة إلى أسرته، بعد إتهام عم زوجته بالإستيلاء على أراضي الدولة بالمخالفة للقانون. وتوعد "الزند" بسجن الصحافيين.

وجاءت تصريحات الزند خلال لقاء تلفزيوني مع الإعلامي حمدي زرق على فضائية "صدى البلد"، وعندما أخبره مقدم البرنامج أن الدستور &يحظر سجن الصحافيين في قضايا النشر والرأي، اجابه "الزند" قائلاً: "سأسجن أي حد إن شاء الله يكون النبي عليه الصلاة والسلام.. استغفر الله العظيم يا رب.. المخطئ أيا كان صفته".

وأضاف: "طب ما القضاة بيتحبسوا.. أنا لا أدخل هذه المنطقة وأقول سجن صحافي أو سجن متهم أنا أقول سجن متهم".

الأزهر يهاجم

وحصلت "إيلاف" على معلومات تفيد بأن عاصفة الغضب التي أثارتها تصريحات الزند، وصلت أصداؤها إلى رئاسة الجمهورية، لاسيما بعد أن أصدر شيخ الأزهر بياناً هاجم فيه "الزند"، وقال الأزهر في بيان بعنوان: "‏الأزهر‬ الشريف يُحَذِّرُ مِن التعريض بمقام النبوة الكريم".

وأضاف: يهيب الأزهر الشريف بكل مَن يتصدَّى للحديث العام في وسائل الإعلام أنْ يَحْذَرَ مِن التعريض بمقام النبوة الكريم في الأحاديث الإعلامية العامة؛ صونًا للمقام النبوي الشريف - صلى الله عليه وسلم- من أن تلحق به إساءة حتى لو كانت غير مقصودة، والمسلم الحق هو الذي يمتلئ قلبه بحبِّ النبي الكريم-صلى الله عليه وسلم- وباحترامه وإجلاله، وهذا الحبُّ يعصمه من الزلل في جنابه الكريم -صلى الله عليه وسلم".

وتابع الأزهر: "على الجميع أن يعلم أن النبي-صلى الله عليه وسلم- هو شرف هذه الأمة وعنوان فخرها ومجدها، وعلى هذه الأمة أن تقف دون مقامه الكريم بكل أدب وخشوع وعرفان بالفضل والجميل، قال تعالى: (إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا، لِّتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا) الفتح :8، 9، صدق الله العظيم".

ووفقاً للمعلومات التي حصلت "إيلاف" عليها، فإن الرئاسة طلبت من رئيس الحكومة شريف إسماعيل الإتصال بـ"الزند" وإبلاغه ضرورة تقديم استقالته بدلاً من صدور قرار رئاسة بالإقالة، إلا أن "الزند" لم يمتثل للطلب، وأصدر رئيس الحكومة قراراً بإقالته.
&
وطالبت قوى وأحزاب &سياسية وشخصيات عامة بإقالة الزند، المعروف عنه إصدار تصريحات مستفزة ومثيرة للجدل، ودعا حزب مصر القوية ذو الخلفية الإسلامية إلى إقالة الزند، وقال في بيان له تلقت "إيلاف" نسخة منه: "ليس الأمر متعلقًا هنا بزلة من لسان الوزيرالذي أتت به أوضاع بلادنا المتدهورة ليكون حارسًا مفترضًا لمنظومة العدالة التي لم تشهد مصر في تاريخها خللاً لها مثلما تشهده في عهده، ولكنها امتداد طبيعي لتصرفات وتصريحات أخرى لرجل عمل بكل جد على إسقاط صورة العدالة وهيبتها المفترضة في نفوس المصريين".

وأضاف الحزب أن "الوزير اعتبر بلا خجل أن أبناء القضاة أعلى شأنًا ومقامًا من باقي المصريين، وسعى من قبل لأن يحرم المتهم من حقه الطبيعي الشرعي والقانوني في تفنيد التهم الموجهة إليه عبر حرمانه من سماع أقوال الشهود ومناقشتهم، كما يسعى لأن يعاقب الآباء والأمهات على جرائم مفترضة من أبنائهم، ولا يُنسى بالطبع تصريحه الأشهر بالتحريض على قتل مئات الآلاف من الأشخاص حتى يهدأ باله!" في إشارة إلى تصريحات الزند المتكررة بأحقية أبناء القضاء في وراثة العمل بالقضاء عن آبائهم، وتصريحات أخرى هدد فيها بقتل عشرة آلاف إخواني مقابل كل ضابط أو قاضٍ قتل في عمليات إرهابية.

وقال الحزب: "لم يقزم مصر أمام العالم إلا أمثال هذا الوزير وأقرانه الذين يضيعون كل قيمة للعدالة والكرامة والمساواة بين البشر ويهدمون ما تبقى من الدولة المصرية التي صارت على أيديهم أضحوكة يتندر بها وعليها العالم شرقاً وغربًا، ويتألم لحالها أبناؤها المخلصون وأحباؤها المقربون".

وطالب الحزب ذو الخلفية الإسلامية بـ"الإقالة الفورية لوزير العدل وتقديمه لمحاكمة عادلة لا لزلة لسانه ولكن لإهداره لمقام العدالة ولتكريسه للتمييز بين الناس والحض على الكراهية بينهم على خلاف ما جاء في الدستور والقانون".

وتقدم عشرات المحامين ببلاغات إلى النائب العام ضد "الزند" تتضمن إتهامات بالإساءة إلى النبي محمد والإسلام.

بلاغ مسيحي!

غير أن الأكثر غرابة هو تقديم محامٍ مسيحي يدعى أبانوب جرجس حنا، ببلاغ ضد "الزند"، وحصلت "إيلاف" على نسخة منه البلاغ، وجاء فيه، إنه فوجئ أثناء مشاهدة برنامج "نظرة" الذي يقدمه الإعلامي حمدي رزق، بتصريح للمستشار أحمد الزند، وزير العدل، يتطاول فيه على الرسول، مطالبًا بسرعة التحقيق في تصريحاته وإحالته للمحاكمة العاجلة لإضراره بالوحدة الوطنية والسلم الاجتماعي.

وأضاف أن تصريحات "الزند" تشكل جريمة منفردة، وهي "التطاول على الذات النبوية الشريفة وتحقير رسول الإسلام".&

واتهم المحامي القبطي أن تصريحات الزند تعتبر، وفقًا للقانون، "تحقيراً للدين الإسلامي وافتراء على أشرف المرسلين، والإضرار بمشاعر المسلمين".

وفي المقابل، اتهم "الزند" ما سماها "اللجان الإلكترونية" لجماعة الإخوان باستغلال تصريحات وتهييج الرأي العام ضده، ودافع نادي القضاة بشراسة عنه، &وقال المستشار حمدي معوض عبد التواب المتحدث الإعلامى لنادي قضاة مصر، إن "نادي قضاة مصر يستنكر الحملة الممنهجة والمنظمة التي تقوم بها بعض وسائل الإعلام للطعن في المستشار أحمد الزند وزير العدل الذي شرفنا بالعمل معه كرئيس للنادي لدورتين متتاليتين منتخبًا من جموع القضاة".

ووصف عبد التواب فى بيان له، الإنتقادات الموجهة لـ"الزند" بأنها "إدعاءات وأكاذيب يتم الترويج لها حاليًا عن سوء قصد".

وأشار عبد التواب إلى أن "نادي قضاة مصر يعتزم التقدم ببلاغات إلى النائب العام ضد الإعلامي يوسف الحسيني، لقيامه بقذف المستشار الزند والطعن في ذمته، دون سند أو دليل، مستغلاً منبره الإعلامي في تشويه وزير العدل وإهانته".&

ولفت عبد التواب، إلى أن "المستشار أحمد الزند، هو أحد العلامات البارزة في سجل تاريخ القضاء المصري، وأن مواقفه الوطنية الواضحة التي لا تحتمل الشك تجاه جماعة الإخوان الإرهابية في أوج قوتها، وتصدره الصفوف إبان العدوان الإخواني على السلطة القضائية وعلى الدولة المصرية، جعلته أحد أبرز رموز القضاء المصري، بل أحد أبرز رموز مصر، ومن ثم فإن مثل هذا التطاول والتشويه المتعمد الذي لا ظل له من الحقيقة والواقع، أمر غير مقبول على وجه الإطلاق".

ونوه عبد التواب، الى أن جموع القضاة يقدرون الرسالة التنويرية لوسائل الإعلام والأدوار التى تضطلع بها في المجتمع، غير أنه في الآونة الأخيرة دأب البعض منها على نشر أكاذيب بحق المستشار أحمد الزند بهدف خلق حالة من الاحتقان والاستعداء ضده، مشيرًا إلى أن "الشعب المصري بفطنته ووعيه، لديه من المقدرة على التمييز بين الأباطيل والحقائق"، على حد قوله.

وكان الإعلامي يوسف الحسيني هاجم "الزند" بشدة، وطالب بإقالته، وقال في برنامج "السادة المحترمون" مساء اليوم الأحد: "هناك بلاغات مقدمة ضد أحمد الزند لإساءته للرسول الكريم، أنا مش عارف الراجل ده قاعد في الحكومة ليه؟".

وأضاف الحسيني: "هو قاعد يعني عشان يعمل المصالحة مع رجال الأعمال السابقين، ولكن ده رجل بيسىء كتير، وهو صاحب التعبير الشهير (تينطر)، والدنيا جوه مصر وبره بايظة من إمبارح بسبب إساءته لرسول الله".

ولفت إلى أن "فيه (هناك) شخصيات سياسية واجتماعية مسلمة ومسيحية ويهودية يمضون على بيان ليعلنوا رفضهم لأي إساءات للرسول الكريم".
&