اعلن في بغداد اليوم عن انتهاء لجنة شكلها الصدر لاختيار مرشحي وزراء حكومة التكنوقراط المقترحة من عملها باختيار 110 مرشحين سلمت اسماؤهم اليه لتقديمها الى العبادي، وفيما دعا خبير سياسي الى شمول المحافظين بالتغييرات المنتظرة، حذر الصدر القنصل الاميركي في البصرة من التدخل في شؤون الحشد الشعبي مهددا باتخاذ اجراءات ضده.

أسامة مهدي: كشفت الخبيرة الاقتصادية سلام سميسم عضو لجنة التكنوقراط المستقلة لاختيار الوزراء المشكلة من قبل زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر الاثنين عن قيام اللجنة باقتراح خمسة مرشحين لكل من الوزارات الاثنين والعشرين في تشكيلة الحكومة الحالية برئاسة حيدر العبادي موضحة ان من ضمن هذه الاسماء المرشحة مجموعة من النساء .. مؤكدة ان جميع الاسماء سلمت الى الصدر.

واشارت الى ان "المعايير التي اعتمدتها اللجنة لاختيار الوزراء تضمنت عدم ترشيح اي وزير سابق او وكيل وزارة او حتى من المتقاعدين بدرجة وكيل وزارة وان يكون المرشح حاصلا على شهادة البكالوريوس فما فوق &وان تكون له خبرة في ميدان عمله الذي سيشغله في الوزارة ما لا يقل عن 20 سنة وان يكون حسن السيرة والسلوك والسمعة وان لا يكون متورطا بقضايا النزاهة او باعمال مخلة بالشرف وايضا ان لا يكون مشمولا باجتثاث البعث".

واضافت سميسم ان المرشحين لاينتمون الى اي كتلة او حزب سياسي .. موضحة ان من يثبت انتماؤه إلى حزب سياسي يستبعد من الترشيح مباشرة. واكدت سمسيم ان كل ما صدر من اسماء في الاعلام غير صحيحة ونحن لن نسرب الاسماء المرشحة وكان دورنا فنيا فقط باختيار الخبرات العلمية والفنية .

واشارت الى ان اللجنة اقترحت خمسة مرشحين لكل وزارة من مختلف الانتماءات العرقية في العراق، لكن لم يتم ادخال عامل الدين والمذهب فيها، كما نقلت عنها الوكالة الوطنية للانباء في تصريح اطلعت على نصه "إيلاف".

ومن جهته، دعا السياسي العراقي المستقل هاني عاشور الى شمول المحافظين الفاشلين بخطط الإصلاح الجاري العمل فيها حاليا.

واكد عاشور في تصريح صحافي لـ"إيلاف" ان الإصلاح الشامل يجب ان لا يقتصر على تغيير بعض الوزراء &بل لابد ان يشمل بعض المحافظين الفاشلين والذين لم يثبتوا كفاءة في الأداء وكانوا جزءا من فشل الدولة .

وقال ان المسؤولية في العراق تضامنية ولا تقع على عاتق مجلس الوزراء فقط وانما تشمل المحافظات وهي الاكثر تضررا بالفشل وعدم الاهتمام وتفشي الفساد واحتكار المسؤولية لأحزاب بعينها، ما أدى الى فشل منظور وواضح يدفع ضريبته أبناء المحافظات خاصة في مجال تردي الخدمات وانهيار البنى التحتية وذهاب الأموال لجيوب المفسدين بسبب قلة خبرة بعض المحافظين واختيارهم من غير التكنوقراط والمتخصصين.

وأوضح عاشور أن كثيرا من المحافظات أنتجت محافظين غير قادرين على ادارة محافظاتهم وفشلوا فشلا كبيرا واستندوا الى أحزابهم للبقاء في مناصبهم بدل الاحتماء بانجازاتهم، وكان لا بد ان يكون الإصلاح شاملا ولا يقتصر على تبديل وزراء من كتل مهينة. وطالب بأن يتم في الوقت&ذاته تقييم المحافظين بعد مرور ثلاث سنوات على بقائهم في مناصبهم وإبراز المتميز منهم وتغيير الفاشل وان تظاهرات المحافظات المستمرة خير دليل لإثبات الفشل الذي ينخر ببينة الدولة والمجتمع.

وكان العبادي دعا في التاسع من الشهر الماضي الكتل السياسية الى التعاون معه في تغيير وزاري جوهري بما يتناسب مع المرحلة التي يمر بها البلد تعتمد تسمية الوزراء وفق معايير الخبرة والكفاءة والنزاهة.

الصدر يهدد القنصل الأميركي&

إلى ذلك، حذر زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر القنصل الاميركي في البصرة من التدخل في شؤون الحشد الشعبي مهددا باتخاذ اجراءات ضده.

وقال الصدر في بيان اليوم رداً على سؤال "لمجموعة من مجاهدي الحشد الشعبي" واطلعت على نصه "إيلاف" تعليقا على زيارة القنصل لجرحى الحشد الشعبي في احد مستشفيات محافظة البصرة العراقية الجنوبية ان على الحشد التبرؤ من الزيارة .. موضحا انه لم يرد على القنصلية بشكل "شديد" لانشغاله بالإصلاح الحكومي . كما هدد قيادات الحشد "بموقف آخر وخندق آخر اذا لم يتم التبرؤ من الزيارة سريعاً.

واضاف قائلا "اني احتفظ بالرد لنفسي ضد هذه القنصلية المعادية ليس للإسلام فقط بل للإنسانية جمعاء" .. مشيرا بالقول: "لولا انشغالي بما هو أهم وأعني الاصلاح الحكومي لكان ردنا شديداً ولأريناهم بأسنا كما عهدوه منا ومن هنا أيضاً أطلب من الحكومة ردع هذا الإرهابي وأعني القنصل من التدخل بشؤون المجاهدين، بل وأدعو قيادات الحشد للتبرؤ سريعاً من تلك الزيارة، وإلا فسنكون في خندق غير خندقهم، ولقد أعذر من أنذر".

وكان القنصل الاميركي في البصرة قد زار جرحى الحشد الشعبي في مستشفى الصدر العام في المحافظة والتقى عددا من عوائل الجرحى والكادر الطبي وسط ترحيب من أوساط سياسية بصرية.

وعادة ما يهاجم الصدر الوجود الاميركي في العراق الذي يطلق عليه احتلالا وسبق للمقاتلين التابعين له في جيش المهدي ان نظموا عمليات مسلحة ضد القوات الاميركية في العراق قبل انسحابها منه نهاية عام 2009.&