بعد اتفاق الهدنة ووقف العمليات العسكرية والقتالية في سوريا، تحاول جبهة النصرة أن تُظهر مشاركتها الفاعلة في المظاهرات السلمية المناهضة للنظام، إضافة إلى كشف اللثام عن بعض قادتها الميدانيين والشرعيين، ضمن رسالة موجهة للداخل والخارج، مفادها: نحن أبناء هذه الأرض وهذه الثورة.

إدلب: بث تنظيم جبهة النصرة شريطًا مصورًا بعنوان: "ورثة المجد 2"، تحدث فيه عن مسار الثورة السورية منذ انطلاقتها، ودور التنظيم فيها، إضافة إلى الظهور العلني لثلاثة من أبرز قيادات الجبهة وهم: جمال حسين زينية، الملقب بأبي مالك الشامي (التلي)، وهو أمير جبهة النصرة في القلمون، وعبد الرحيم عطون، أبرز الشرعيين في التنظيم، وأحمد سلامة مبروك، عضو لجنة المتابعة المكلفة من أيمن الظواهري.

الإصدار الذي امتد لأكثر من نصف ساعة، يُعد من أبرز ما أنتجه التنظيم منذ نشأته، لا سيما أنه شهد على الظهور العلني الأول لثلاثة من أبرز قادة جبهة النصرة. وسبق ذلك نشر التنظيم صورًا من المظاهرات التي خرج بها السوريون في الذكرى السنوية لانطلاق الثورة، ويظهر فيها أعلام الثورة السورية إلى جانب اعلام التنظيم، وتقول بأن المظاهرات خرجت لتؤكد على إسقاط النظام واستمرار الثورة.

كما احتوى الإصدار على مشاهد من المعارك التي خاضتها جبهة النصرة منذ تأسيسها أواخر العام 2011، ومشاهد أخرى لعلمياتها النوعية في دمشق وإدلب، وغيرها.

في السياق عينه، قال المتخصص في الشؤون الاسلامية محمد سلام لـ "إيلاف"، إن "جبهة النصرة، وعبر اصدارها الجديد، تريد ان تثبت للسوريين اولًا وللعالم ثانيًا، أن قادتها سوريون ومن بيئة القتال وليسوا اجانب، وسوف يكون هذا الظهور مقدمة لإعلان قريب مفاجئ للشعب السوري".

وبحسب مراقبين، فإن إصدار جبهة النصرة الجديد يهدف إلى إيصال رسالة مفادها أن تنظيم القاعدة لم &يعد يتخذ من السلاح نهجه الوحيد دون إدراك الواقع المحيط، بل يسعى للتقرب من الناس بشكل أكبر، لا سيما بعد موجات الاحتقان الأخيرة التي شهدتها مناطق ريف إدلب.
&