تمر الذكرى العاشرة لاطلاق موقع تويتر، وفي الاثناء، يستذكر كثيرون كيف تمكن موقع المدونات الصغرى من تغيير حياتهم بشكل جذري، فالبعض تزوج، وآخرون وجدوا شغلا، في حين تحول البعض الآخر إلى شخصيات عامة تحظى بالشهرة بفضل تويتر بعد أن كانوا إلى وقت قريب مغمورين.


لندن: بعد مرور عشر سنوات منذ اطلق جاك دورسي موقع تويتر، أصبحت الشبكة الاجتماعية جزء من حياة ملايين الأشخاص في انحاء العالم وبالنسبة للبعض فان حياتهم تغيرت بتأثير موقع المدونات الصغرى.

ومن طلب الزواج بمدونة لا تزيد على 140 حرفا الى اشعال فتيل ثورة من على أريكة، تبادل أشخاص قصصهم وخبراتهم مع بي بي سي بمناسبة مرور 10 سنوات على ميلاد تويتر.
&
أول طلب زواج على تويتر

حين كان الاميركي غريغ روُيس يفكر في طريقة غير معهودة لطلب يد صديقته وقتذاك ستيفاني، قرر ان يفعل ذلك بتغريدة بعد ان رفضته على خدمة التراسل الخاص. &

وقال رويس في مقابلة مع بي بي سي ان الخطبة بدأت نكتة وانه كان يتحدث مع ستيفاني عبر خدمة التراسل الفوري حين سألها إن كانت تريد الزواج منه.

وردت انه لم يطلب يدها ذات يوم بطريقة مناسبة. &وذات يوم نشر تغريدة على تويتر ثم طلب منها ان تراجع أحدث ما في حسابها على تويتر من اخبار، وتلك كانت اللحظة المناسبة.

واكد رويس ان صُعق حين علم ان تغريدته كانت أول طلب زواج على تويتر ولو كان يعرف انها الخطبة الأولى على موقع المدونات الصغرى لخطط العملية بصورة أفضل.

التقت زوجها على تويتر

ربحت الاميركية سوميتا دالميا التي تعيش في مدينة اتلانتا جوائز تبلغ قيمتها نحو 10 آلاف دولار عن طريق تويتر خلال السنوات القليلة الماضية وبالتالي لم تُفاجأ عائلتها واصدقاؤها حين أدت دردشة على تويتر الى قصة حب حقيقية عاشتها سوميتا.

وقالت سوميتا لبي بي سي انها كانت تبحث عن تذاكر ذات يوم في ايلول/سبتمبر 2013 لحضور فعالية سنوية تُقام في حديقة الحيوانات في المدينة وحين اتصلت بمكتب التذاكر عن طريق تويتر طلت عليها تغريدة انوج باتيل.

وكان باتيل تنازل عن تذكرته لكن سيرة حياته على تويتر لفتت انتباه سوميتا لأنه يعمل في مجال الرياضة والترفيه الذي يحظى باهتمامها ايضا.&

وبدأ الاثنان يدردشان حتى تحولت التغريدات الى تراسل مباشر ثم مراسلات عبر البريد الالكتروني ورسائل نصية واتصالات هاتفية وبعدها لقاء مباشر وجها لوجه. &

وفي ايلول/سبتمبر 2013 أعد انوج نصا خاصا لطلب يد سوميتا موضوعه توتير. إذ ركع انوج على منصة لهبوط المروحيات وسط المدينة حاملا بيده ملصقا تغريديا كبيرا يطلب فيه ان تقبله سوميتا زوجا لها.

مراهقة تغير مجرى السجال في الانتخابات البريطانية

خلال الانتخابات البريطانية في 2015 أسهمت آبي توملنسن من مدينة ليفربول (18 عاما) في اطلاق وسم على تويتر بعد ان شعرت ان الصحافة لا تنصف زعيم حزب العمال وقتذاك ايد ميليباند.

وقالت توملنسن انها أرادت ان تقوم بدور نشيط وحينذاك بدأ اعجابها بميليباند.&

وسرعان ما أصبح الوسم الاتجاه رقم 1 في بريطانيا وأطلق موجة من التأييد لزعيم حزب العمال ولكنها لم تكن كافية لتمكينه من الفوز في الانتخابات رغم ان التجربة غيَّرت حياة آبي توملنسن التي قالت ان ميليباند اتصل بها ليشكرها على ما فعلته بالنيابة عنه.

وقالت توملنسن ان تويتر غيَّر حياتها لأنه ساعدها على ان تقرر ما تريد. وان ذلك ساعدها على الكتابة بعد ذلك لمنافذ اعلامية كبيرة ومعروفة.

العثور على وظيف من خلال تويتر

مروة مأمون صحافية مصرية في بي بي سي لكنها في عام 2011 كانت أماً تعتني بأطفالها في البيت.

وبسبب الحمل بطفلها الثاني لم تتمكن مروة من المشاركة في التظاهرات خلال الانتفاضة المصرية فعمدت الى تفعيل حسابها على تويتر وبذلك تغيرت حياتها.

وقالت مروة "كنتُ جالسة في البيت لكني كنت نشيطة سياسيا" مشيرة الى انها كانت تختار موضوعا اخباريا كل اسبوعين مثل ختان الاناث والتحرشات الجنسية وغير ذلك من قضايا المرأة ذات الاهتمام في العالم العربي وتكتب عنها.

ولم تكن مروة تعرف قيمة ما تكتبه الى ان فوجئت بتسميتها على تويتر من أقوى النساء في العالم العربي.

وقالت مروة انه "في اليوم التالي كانت جميع الأحزاب السياسية في مصر تحاول اقناعي بالانضمام اليها. كنتُ مفلسة وبحاجة الى وظيفة فأرسلت تغريدة اطلب فيها عملا".

وأوضحت مروة انها لم تكن صحافية بل عملت في مجال التسويق ثم انتهى بها المآل رئيسة تحرير موقع على الانترنت اطلقه مستثمر اميركي.

كان الموقع ناجحا وبعد بضع سنوات غادرت مروة للعمل في الأمم المتحدة ثم التحقت بالاذاعة الهولندية قبل ان تنتقل للعمل في بي بي سي.