كشفت السلطات&هوية ثلاثة من منفذي اعتداءات بروكسل، وتبحث عن شخص رابع فار، بينما يعقد وزراء الداخلية والعدل لدول الاتحاد الأوروبي اجتماعًا الخميس في بروكسل لمناقشة الرد على هذه الهجمات.&

بروكسل: في مبادرات تعاطف رمزية بعد هذه الاعتداءات التي قتل فيها 31 شخصًا وجرح 300 آخرون حسب حصيلة جديدة ما زالت موقتة، تحولت ساحة البورصة الى شبه نصب تغطيه الرسائل والأعلام والشموع والورود.
&
وليل الاربعاء، شارك مئات الاشخاص في مسيرة الى المطار، وهم يحملون شموعًا تكريمًا لذكرى ضحايا الهجمات التي ضربت مطار بروكسل ومحطة لقطار الانفاق في الحي الاوروبي، واعلن تنظيم الدولة الاسلامية مسؤوليته عنها.&
&
قبل ذلك كان آلاف من سكان بروكسل وقفوا دقيقة صمت ظهر الاربعاء. وشارك ملك بلجيكا فيليب وزوجته الملكة ماتيلدا في دقيقة الصمت هذه مع رئيس الوزراء شارل ميشال في الحي الاوروبي، وسط تصفيق الحضور.

تطور اساسي&
وسجل تطور اساسي في التحقيق مع التعرف إلى انتحاريين الاربعاء، هما ابراهيم وخالد البكراوي، كما اعلن النائب الفدرالي البلجيكي. وقال فريديريك فان لوي انهما فجّرا نفسيهما بفارق ساعة واحدة، الاول في المطار، والثاني في محطة المترو في مايلبيك.
&
اما الانتحاري الثالث، الذي فجر نفسه في المطار ايضًا، فهو نجم العشراوي، كما قالت مصادر امنية لوكالة فرانس برس، مؤكدة معلومات نشرتها الصحيفة الفلمنكية ستاندارد. وكان العشراوي مطاردًا منذ ان عثر على آثار لحمض نووي عائد إليه في عدد من الشقق التي استأجرتها المجموعات التي نفذت اعتداءات باريس في 13 تشرين الثاني/نوفمبر. وقتل في هذه الاعتداءات 130 شخصًا وجرح 350 آخرون.&
&
كما عثر على آثار مماثلة على مواد متفجرة استخدمت في هذه الهجمات التي تبناها التنظيم "الجهادي" ايضًا. ويجري البحث عن رجل رابع يظهر مع ابراهيم البكراوي والعشراوي في تسجيل فيديو مراقبة، وهما يدفعان عربتي حقائب امامهما، وحتى الآن لم يكشف المحققون هويته.
&
وقال النائب العام الفدرالي ان "حقيبته كانت تحوي الشحنة الكبرى". واضاف ان هذه الشحنة انفجرت متأخرة عن الموعد المحدد لها "بعد وصول خبراء المتفجرات"، مما سمح بالتأكيد بمنع وقوع عدد اكبر من الضحايا.
&
أكثر من 40 جنسية&
تأكيد مشاركة الشقيقين البكراوي في اعتداءات بروكسل يقيم رابطًا مباشرًا بين الشبكة واعتداءات باريس (130 قتيلا). واعتداءات بروكسل الثلاثاء وهي الاكثر دموية التي تشهدها العاصمة البلجيكية والاوروبية.
&
وتعزز هذه المعلومات القلق حول قدرة الشبكات "الجهادية البلجيكية" على مواصلة تنفيذ اعتداءات دامية رغم تشديد الاجراءات الامنية في اوروبا وزيادة ضغوط الشرطة بشكل كبير منذ اعتداءات باريس. واعلن عن اجتماع استثنائي لوزراء الداخلية والعدل الاوروبيين الخميس.
&
وعثرت السلطات على الشقة التي تمت مداهمتها في منطقة شاربيك، حيث انطلق الانتحاريون الثلاثة على راية تنظيم الدولة الاسلامية وعبوة ناسفة، وكانت ورشة حقيقية لصناعة القنابل "15 كلغ من المواد المتفجرة و150 ليترًا من مادة الاسيتون و30 ليترًا من ماء الاوكسيجين وصواعق وحقيبة مليئة بالمسامير ومعدات لصناعة عبوات ناسفة".

سائق الأجرة دليلًا
وافاد المدعي ان المحققين عثروا في صندوق قمامة في هذا الشارع على كمبيوتر يحتوي على رسالة "وصية ابراهيم البكراوي". وقال فيها "انه على عجلة من امره. ولم يعد يعلم ما عليه فعله، وانه مطارد في كل مكان". ويبدو انه يحذر فيها شركاءه بانهم اذا استمروا لفترة طويلة سيلقون المصير نفسه"، في اشارة على ما يبدو الى صلاح عبد السلام المسجون في بروج بانتظار تسليمه إلى فرنسا.
&
واكد المدعي ان سائق سيارة الاجرة الذي نقل الرجال الثلاثة الى المطار هو من قاد الشرطة الى شقة شاربيك. في غضون ذلك، اعلنت تركيا أن احد الثلاثة اعتقل في حزيران/يونيو 2015 في جنوب تركيا وابعد الى بلجيكا، ثم افرج عنه البلجيكيون.
&
واعلن مسؤول تركي رفيع لوكالة فرانس برس أن "انتحاري" مطار بروكسل، الذي اكد الرئيس رجب طيب اردوغان انه طرد العام 2015 من تركيا الى بلجيكا قبل ان يفرج عنه يدعى ابراهيم البكراوي.
&
تقلص حركة المترو
في حين اعلن المدعي أن حصيلة الاعتداءات هي 31 قتيلاً و270 جريحًا تعتبر الحكومة انه في مدينة بروكسل اصيب اشخاص "من اكثر من اربعين جنسية على الارجح". وتوفيت بيروفية ومغربية وطالب بلجيكي واصيب 10 فرنسيين وبريطانيان وثلاثة اميركيين بجروح بحسب معلومات موقتة.
&
وفي حين بدأ الحداد الوطني وقف ملك بلجيكا فيليب والملكة ماتيلدا دقيقة صمت الى جانب رئيس الوزراء شارل ميشال في قلب الحي الاوروبي وسط التصفيق. ووضع نظيره الفرنسي مانويل فالس باقة ورود في محطة مالبيك. وحاول تبديد الجدل المتعلق بفعالية المحققين البلجيكيين، مؤكدًا انه "لم يشعر ابدًا بأي سذاجة لدى الاصدقاء البلجيكيين".
&
وتذرعت بولندا بهذه الاعتداءات لإعلان رفضها استقبال أي مهاجر. ويتوجه وزير الخارجية الاميركي جون كيري الجمعة الى بروكسل "لتقديم رسميًا تعازي" بلاده. وسيبقى مطار العاصمة مغلقًا حتى الخميس على الاقل. واعيد فتح 11 محطة مترو من اصل ستين تحت مراقبة امنية مشددة، لكنها لم تكن مكتظة كالعادة.
&
اجتماع أمني
ودعت الرئاسة الهولندية للاتحاد الاوروبي الى اجتماع استثنائي لوزير الداخلية والعدل في الاتحاد بشأن الاعتداءات وتبعاتها. كما سيشارك ممثلون عن مؤسسات الاتحاد الاوروبي في هذا اللقاء ايضًا. &
&
ويفترض أن يسمح الاجتماع الذي سيعبّر فيه شركاء بلجيكا عن تضامنهم مع بروكسل، باستعراض جهود مكافحة "الارهاب" وتطبيق القانون الاوروبي في المجالات المرتبطة بالارهاب. ويأتي هذا الاجتماع بينما يجري جدل حول مسؤولية اجهزة الامن في هذه الاعتداءات التي وقعت على الرغم من ضغوط امنية قوية تمارس على الشبكات "الجهادية" منذ اعتداءات باريس.
&
ووضع رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس اكليلاً من الورود في محطة مايلبيك، وسعى الى تأكيد فاعلية التحقيق البلجيكي. وقال: "لم اشعر بأي سذاجة لدى اصدقائنا البلجيكيين". لكن المشرحة الديموقراطية للسباق الى الرئاسة الاميركية هيلاري كلينتون انتقدت بشدة دول الاتحاد الاوروبي وخصوصًا سوء التنظيم والتأخر في الرد على تهديدات الجهاديين.
&
مسيرة الأخوين البكراوي&
ارتكب الاخوان الانتحاريان ابراهيم وخالد البكراوي اللذان نشآ في بروكسل عددا من عمليات السرقة والسطو، وافرج عنهما بعد سنوات في السجن، قبل ان يزرعا الرعب في العاصمة البلجيكية باسم الجهاد.
&
ويبدو ان اعتقال الناجي الوحيد من المجموعة "الجهادية" الني نفذت اعتداءات باريس صلاح بعد السلام في الاسبوع الماضي، هو الذي دفع الاخوين الى تنفيذ هجومهما. وابراهيم (29 عاما) احد الانتحاريين الذين نفذا تفجيرين في مطار بروكسل صباح الثلاثاء، حكم عليه في 2010 بالسجن تسع سنوات لاطلاقه النار على شرطيين من رشاش بعد عملية سطو. وقد اطلق سراحه بشروط في 2014.
&
خلال هذه الفترة كان تنظيم الدولة الاسلامية يتقدم في العراق وسوريا الى ان اعلن "دولة خلافة" على اجزاء واسعة من البلدين. وتدفق آلاف "الجهاديين" الى المنطقة بينهم ابراهيم على ما يبدو. وفي حزيران/يونيو &2015 اوقفته السلطات التركية في غازي عنتاب بالقرب من الحدود السورية قبل ان يتم ابعاده.
&
وعثرت الشرطة البلجيكية الثلاثاء على ما وصف بانه "وصية" حررها ابراهيم، على جهاز كمبيوتر القي في سلة للمهملات في منطقة شيربيك في بروكسل، في اسفل المبنى الذي صنع فيه المهاجمون قنابلهم ونطلفون منه بسيارات اجرة الى المطار مع حقائب سوداء ممتلئة بالمتفجرات. وروى النائب العام الفدرالي فريديريك فان لوي ان ابراهيم البكراوي كتب انه "على عجلة من امره ولا يعرف ماذا يفعل" لانه "يجري البحث عنه في كل مكان"، وانه يعتقد انه "لم يعد بامان".
&
لا تتضمن الرسالة اي اشارة معروفة الى تنظيم الدولة الاسلامية الذي تبنى اعتداءات باريس وبروكسل. وهي تقول انه "اذا بقيا (الاخوان البكراوي) لفترة طويلة فقد ينتهيا معه في زنزانة". ولم يعرف الشخص المعني بذلك.
&
تسارع الاحداث
اما خالد (27 عاما) فقد فجر نفسه في محطة قطار الانفاق في ميلبيك، بالقرب من حي المؤسسات الاوروبية. وخالد مثل اخيه، من اصحاب السوابق. فقد حكم عليه في 2011 بالسجن خمس سنوات بسبب سرقته عدة سيارات مع ارتكاب اعمال عنف. ومن شابين سوقيين من اصحاب السوابق، انتقل الشابان الى واجهة وسائل الاعلام في الاسبوع الماضي مع تكثف مطاردة صلاح عبد السلام بعد عملية دهم لشقة في فوريست في منطقة بروكسل، تطورت الى تبادل لاطلاق النار.
&
ويشتبه بان خالد الذي ادرجته الشرطة الدولية (انتربول) على لوائحها "للارهابيين" وفق وثيقة اطلعت عليها وكالة فرانس برس الاربعاء، استأجر هذه الشقة بهوية مزيفة. وقد ربطتها الشرطة بشقة اخرى تم استئجارها في شارلوروا باوراق مزورة ايضا.
&
ومن هذه المدينة الواقعة في جنوب بلجيكا، انطلقت المجموعات قبل تنفيذ اعتداءات باريس التي ادت الى مقتل 130 شخصا، وخصوصا شكيب عكروه احد المهاجمين الثلاثة الذين زرعوا الموت على شرفات مطاعم باريس، وعبد الحميد اباعود الذي يعد احد مهندس الهجمات.

من المدرسة الكاثوليكية الى الجهاد
قالت مصادر في الشرطة لفرانس برس انه كان للاخوين البكراوي شريك هو احد الانتحاريين في مطار بروكسل ويدعى نجم العشراوي. ويشتبه بان العشراوي المولود في المغرب هو معد المتفجرات التي استخدمت في باريس. وقد عثر على حمض نووي له على المتفجرات التي استخدمت في هجمات تشرين الثاني/نوفمبر. وكان يجري البحث عنه فعليا منذ الرابع من كانون الاول/ديسمبر.
&
ومثل الاخوين البكراوي، نشأ العشراوي في بروكسل في حي شيربيك حيث ارتاد المدرسة الكاثوليكية الثانوية. وقال مسؤول في المدرسة "كان تلميذا عاديا". وحسب وثيقة وضعت على الموقع الالكتروني، حصل العشراوي على شهادة في العلوم الالكترونية في 2009. وبعد اربع سنوات اي في ايلول/سبتمبر 2013، توجه الى سوريا بين اوائل "كتائب" الجهاديين القادمين من اوروبا للقتال في صفوف تنظيم الدولة الاسلامية باسم ابو ادريس، كما ذكرت وسائل الاعلام.
&
وفي ايلول/سبتمبر الماضي، ظهر في اوروبا من جديد وخضع لتدقيق في الهويات بينما كان يحمل وثيقة مزورة، من قبل الشرطة في سيارة مرسيدس كان يقودها صلاح عبد السلام.
&
&