تفكر العائلة المالكة جديًا في التدخل بشكل مثير لصالح بقاء بريطانيا في الاتحاد الاوروبي، وذلك خلال الفترة الممتدة حتى يوم الاستفتاء على العضوية في 23 حزيران (يونيو) المقبل.&

لندن: يشير استعداد افراد العائلة المالكة للمخاطرة بتفجير أزمة دستورية سببها تدخلهم في السجال على عضوية بريطانيا في الاتحاد الاوروبي الى شدة غضبهم على بعض وسائل الاعلام البريطانية والسياسيين لتلميحاتهم الى ان الملكة مع الخروج من الاتحاد الاوروبي. &

ونقلت صحيفة الغارديان عن مصدر رفيع وصفته بالقريب من شخصيات رسمية كبيرة، ان هناك غضبًا شديدًا بصفة خاصة على تصوير الملكة في صحيفة "ذي صن" بأنها تنتمي الى معسكر المؤيدين لخروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي. &

ولكن غضب قصر بكنغهام يمتد عبر اجيال العائلة المالكة، وليس الملكة وزوجها الأمير فيليب فحسب، لا سيما استياء البلاط من حملة صحيفتي الـ "ديلي ميل" و "ذي صن" المؤديدتين للخروج على الأمير وليام واتهامه بالكسل وتهربه من العمل، وبلغ الغضب ذروته بنشر تقرير في الديلي ميل جاء فيه ان كيت زوجة وليام أكثر اروستقراطية اليوم من افراد العائلة المالكة الآخرين.&

شخصية معروفة

ونصح خبراء استعان بهم قصر بكنغهام بأن يكون التدخل من خلال شخصية معروفة بعلاقاتها الاوروبية الواسعة والاواصر المتينة التي تربطها بالقارة، وقررت العائلة المالكة ان يتولى المهمة الأمير فيليب ذو الاصول اليونانية والدنماركية والالمانية. &&

وقال مسؤول مطلع لصحيفة الغارديان ان الأمير فيليب "تأثر تأثرًا هائلا بطريقة الاتحاد الاوروبي في التدخل لانقاذ اليونان، ليس مرة واحدة بل عدة مرات، وهو معجب بما حققه رئيس الوزراء اليوناني الكسيس سيبراس ووزير المالية السابق يانيس فاروفاكيس، بل انه في الحقيقة قال لأصدقاء انه يرى شيئًا من شبابه في الكاريزمي فاروفاكيس الذي يتنقل بدراجة نارية ويغازل السيدات". &

واوضح مصدر مطلع آخر ان افراد العائلة المالكة يرون الآن وجود مؤامرة تتداخل خيوطها بين الصحف البريطانية المؤيدة لخروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي، وخاصة ذي صن والديلي تلغراف والديل ميل وبعض السياسيين. &واضاف المصدر: "ان قائد الدعوة الى التصويت لصالح الخروج هو مايكل غوف (وزير العدل)ـ ذلك المسرّب الصغير الذي روج ان الملكة تريد الخروج. فهم (افراد العائلة المالكة) لا يطيقونه. واما بوريس جونسون (عمدة لندن)، السياسي الكبير الآخر المؤيد للخروج، فهو مهووس على دراجة هوائية وكل ما فعله للعائلة المالكة انه جعل من الصعب عليها ان تتنقل في لندن بسيارة ديملر ذات حجم محترم. &وثالث الثلاثي فاراج (زعيم حزب الاستقلال البريطاني)، يا له من رجل ضئيل فظيع". &

خيبة أمل&

ومن اسباب التدخل الملكي في السجال على عضوية بريطانيا في الاتحاد الاوروبي بهذه الطريقة التي لا سابق لها، خيبة أمل القصر العميقة برئيس الوزراء ديفيد كاميرون.&

وفي هذا الشأن قال المصدر لصحيفة الغارديان، إن شعور القصر هو "اننا لا يمكن ان نترك الأمر لكاميرون، انظروا ما حدث في الاستفتاء الأخير الذي اجريناه على اسكتلندا، فنحن كدنا ان نفقد قلعة بالمورال".&

وتشعر الدوائر الملكية باستياء شديد على الأخص من وصف كاميرون لرد فعل الملكة اليزابيث حين اتصل لابلاغها ان اسكتلندا صوتت ضد الاستقلال حيث قال إن الملكة ردت بصوت كصوت القطة، ونقلت صحيفة الغارديان عن المصدر الملكي قوله: "يا لوقاحة هذا الرجل، كان هناك سخط حقيقي على ذلك التعليق، والمفارقة انه جاء من أحد القطط السمان". &

وتعمل حلقة ضيقة في القصر على الجوانب المتبقية من استراتيجية التدخل لصالح البقاء، وبشأن التوقيت فان اليوم الذي حُدد لكلمة يوجهها الأمير فيليب الى البريطانيين هو 10 حزيران (يونيو)، قبل اسبوعين على الاستفتاء. ولاحظت مصادر القصر ان الضربة الأخرى في هذا الموعد ان 10 حزيران (يونيو) هو عيد ميلاد الأمير فيليب الخامس والتسعون. &

دراسة الخيارات

وعن المنبر الذي سينطلق منه التدخل الملكي، قال المصدر: "نحن نريد ان نتجنب ذلك الرجل الضئيل الأخرق"، كما وصف الأمير تشارلس مراسل "بي بي سي" لشؤون العائلة المالكة نيكولاس ويتشيل. &

وقالت مصادر قريبة من القصر إن الخيار بين مقدم الاخبار على قناة "آي تي في" المستقلة توم برادبي، الذي يفضله الأمير، وليام والثنائي التلفزيوني "آنت وديك" اللذين يفضلهما الأمير هاري. &

وقال مصدر آخر إن المقترح الأول ببث كلمة على الهواء رُفض بسبب ميل الأمير فيليب الى استخدام كلمات بذيئة، ونقلت صحيفة الغارديان عن هذا المصدر قوله: "إن المفردات يجب ان تكون مثلى ولدينا ما يكفي من الوقت لتسوية الأمور من اليوم وحتى حزيران (يونيو) المقبل".&
&