صعّد الرئيس الأميركي باراك أوباما ضغوطه على الرّئيس التّركيّ رجب طيب إردوغان، مطالبًا بالكفّ عن انتهاج استراتيجيّة القمع والتّضييق على الديمقراطيّة&في بلاده، معربًا عن قلقه من توجّهات في تركيا ضدّ حرّيّة الصّحافة.

واشنطن: قال أوباما، الذي كان قد اجتمع مع إردوغان، يوم الخميس، في ختام اجتماع قمّة للأمن النّوويّ في واشنطن، إنّ تعاون تركيا مع الولايات المتّحدة مهمّ بشأن عدد من القضايا الدولية، على الرّغم من الخلافات بين البلدين.

وأضاف الرئيس الأميركي للصحافيين يوم الجمعة: "أعتقد أنّ الموقف الّذي يتّخذونه تجاه الصحافة موقف يمكن أن يدفع بتركيا في طريق سيكون مقلقًا للغاية".&
وتابع الرئيس الأميركي: "إردوغان وصل إلى السلطة بوعد بتحقيق الديمقراطية، وتركيا تاريخيًّا بلد تعيش فيه العقيدة الإسلامية الراسخة جنبًا إلى جنب مع الحداثة والانفتاح المتزايد. وهذا هو التراث الذي يتعيّن عليه إتباعه بدلًا من استراتيجية تتضمن قمع الإعلام ووقف المناقشات الديمقراطية".

وقال أوباما "أعتقد أن الموقف الذي يتخذونه تجاه الصحافة موقف يمكن أن يدفع بتركيا نحو طريق سيكون مقلقًا للغاية".

حملة غير مسبوقة
وتشن السلطات التركية حملة غير مسبوقة على وسائل الإعلام المعارضة، وكان آخرها من نصيب صحفية (زمان)، التي وضعت تحت الوصاية القضائية.
وتجري في تركيا محاكمة صحافيين بارزين، لنشرهما صورة، قيل إنها تظهر وكالة المخابرات التركية ترسل شاحنات محملة بالأسلحة إلى مقاتلي المعارضة في سوريا في أوائل العام 2014.

وخضع الأكاديميون للاستجواب والتوقيف، وتعرّض بعضهم لعقوبات تأديبية، ما أثار الغضب في تركيا والخارج. وتتهم المعارضة ومنظمات غير حكومية أردوغان، الذي يحكم البلاد منذ العام 2003، بالتّسلّط والسّعي إلى أسلمة البلاد والتعرّض لحرية التعبير. وقال إردوغان إنه سيواصل مقاضاة أي شخص يوجّه إليه إهانة في تركيا، حيث وُضع صحافيّون ومنتقدون للرئيس في السجن.

زيارة بايدن
وكان نائب الرئيس الأميركي جو بايدن، الذي التقى أيضًا الرئيس التركي، انتقد خلال زيارة لتركيا يوم 22 كانون الثاني (يناير) الماضي الضغوط المفروضة على الصحافة والمعارضة في البلاد، قائلًا إنها "لا يمكن أن يضرب بها المثل" في مجال حرية التعبير.

وقال بايدن خلال لقاء مع ممثلين عن المجتمع المدني التركي، "عندما يتم ترهيب وسائل الإعلام أو سجن الصحافيين، ويتهم أكثر من ألف أكاديمي بالخيانة لمجرد أنهم وقّعوا على عريضة، فهذا لا يشكّل مثالًا جيدًا".

أضاف بايدن، بحضور 6 أكاديميين ورؤساء تحرير وصحافيين أتراك مقربين من المعارضة، "إذا لم يكن بمقدوركم أن تعبّروا عن رأيكم، أو أن تنتقدوا سياسة أو تقدّموا بديلًا، من دون خوف من الترهيب والعقاب، فهذا يعني أن بلدكم لا يوفر لكم الفرص".