الجزائر: اربعون عاما من نزاع الصحراء ادت الى فصل الاف العائلات عن بعضها البعض مثل عائلة عبدالله الركيبي التي تعيش قرب تندوف الجزائرية في مخيم اللاجئين حيث يبدو الافق الوحيد امامه رمال الصحراء.

وخلال زيارة لمخيمات اللاجئين قام بها،بداية مارس (اذار) الماضي، الامين العام للامم المتحدة بان كي مون اثار غضب المغرب بسبب حديثه عن "احتلال" الصحراء الغربية التي كانت تحتلها اسبانيا واسترجعها المغرب عام 1975، بواسطة مسيرة خضراء سلمية شارك فيها 350 الف مغربي ومغربية، وتحدث بان بعد ذلك عن "سوء فهم" لتصريحاته.

وتطالب جبهة "بوليساريو" المدعومة من الجزائر بانفصال الصحراء عن المغرب في حين تقترح الرباط حكما ذاتيا موسعا كما تنتشر هناك بعثة تابعة للامم المتحدة " مينورسو"منذ بداية عقد التسعينات من القرن الماضي .

ويفرض هذا المأزق نفسه على الاف العائلات الصحراوية التي ما زالت تعيش في المخيمات ، وقد تمكن البعض خلال السنوات الماضية من الاتصال بافراد عائلته بفضل التكنولوجيا الحديثة التي سمحت لهم التواصل.

لم يكن عبد الله يبلغ من العمر سوى تسعة اشهر عندما حملته خالته بين يديها هاربة من دون ذويه وشقيقه. جرى ذلك في عام 1978 ابان الحرب بعد عامين على انسحاب اخر جندي اسباني من الصحراء .وكان عبد الله حتى سن العاشرة يعتقد ان خالته هي والدته.

وقال هذا الصحافي البالغ من العمر 40 عاما وهو رئيس التحرير في اذاعة تابعة لجبهة البوليساريو "ذهبت امي الى السوق في اليوم الذي هربنا فيه".

واضاف لوكالة فرانس برس "حسب ما قيل لي، فر الناس حفاة تحت القنابل. وصلنا الى مخيم اللاجئين ولم نغادره ابدا".

وولدت زوجته واطفاله الثلاثة في مخيم "السمارة"، وهو على غرار المخيمات الاخرى التي اقيمت قرب تندوف أطلقت عليها اسماء مدن الصحراء. 

ويعيش اللاجئون وهم بين ١٠٠ الف و٢٠٠الف حسب بعض المصادر، لكن لا يوجد احصاء رسمي لعدد اللاجئين في المخيمات . وترفض الجزائر اجراء الإحصاء .

وظل افرادء عائلة الركيبي زمنا طويلا لا يعرفون شيئا عن بعضهم البعض.وقال عبد الله "بما اني كنت صغير السن، لم اشعر فعلا بهذا الغياب. اعتقدت دائما وما زلت ان "بوليساريو" تمثل الام والاب والاخ".

في عام 2011، التقى افراد العائلة بفضل المفوضية العليا للاجئين التابعة للامم المتحدة. واوضح "كانت لحظة مؤثرة للغاية. لكننا اضطررنا للذهاب الى المستشفى فور وصولنا لرؤية والدتي التي لم تكن تنام منذ اسبوع". وقال ايضا "كنا سعداء جدا رغم الصعوبات".

اما محمد شيخ قنطاوي فلم يسعفه الحظ لرؤية والدته مجددا. وامام فنجان من الشاي بدأ يستعرض صور العائلة ويروي قصة حياته كلاجىء.

لم يكن يبلغ بعد 20 عاما عندما غادر الصحراء مع بزة واحذية عسكرية لانه كان يريد مقاتلة الجيش المغربي. لكن "بوليساريو" قررت تعينته مدرسا.

وفي عام 1996، توجه الى الجزائر لدى معرفته بوفاة والدته من خلال الاتصال باحد اقاربه في جزر الكناري قبالة الصحراء .

لكن في عام 2008، تمكن اخيرا من رؤية اقارب ظلوا في القسم الاخر. وقال هذا الاب لثلاث بنات الذي اصبح محاسبا "استقبلونا بترحاب كبير استمر خمسة ايام. لم تكن المدة طويلة لكن تمكنا من رؤية العائلة".

كذلك تمكنت خديجة متختري من رؤية بعض افراد عائلتها قبل اربع سنوات. لكن والدها توفي بسبب الشيخوخة كما قتل احد اشقائهافي الحرب.

وقالت "عندما غادرت كان اخوتي لا يزالون يذهبون الى المدرسة". واضافت "عندما عدت، رأيت رجالا بالكاد تعرفت عليهم. لقد بكيت من شدة الفرح".