نصر المجالي: تلقفت وسائل الإعلام الروسية بترحيب ملحوظ ما تحدث عنه موقع (ويكيليكس) من أن فضيحة "وثائق بنما" المتعلقة بتسريب وثائق شركة "Mossack Fonseca " جاءت بتمويل مباشر من الحكومة الأميركية والملياردير الأميركي جورج سوروس.

وأوضح "ويكيليكس" عبر حسابه على موقع "تويتر" الإلكتروني أن تسريب البيانات التي تدل على تورط عدد من ممثلي النخبة السياسية على مستوى العالم في الشبكات المالية غير الشرعية العاملة في الملاذات الضريبية (أوفشور)، كان في حقيقة الأمر هجوما موجها ضد روسيا وتحديدا ضد رئيسها فلاديمير بوتين.

يذكر أن اتحاد الصحافيين الاستقصائيين الذي يتخذ من واشنطن مقرا له، أنشأ موقعا إلكترونيا خاصا بـ "أوراق بنما"، وعلى الصفحة الأولى في الموقع نشر مقال تحت عنوان "كلهم رجال بوتين: بيانات سرية تكشف&عن شبكة مالية مرتبطة بالزعيم الروسي"، وذلك على الرغم من عدم ورود اسم بوتين في أي من الوثائق. وينطلق المحققون في استنتاجاتهم مما قيل عن علاقات صداقة تربط بين بوتين ورجال أعمال روس كانوا من زبائن شركة "Mossack Fonseca".

تنديد الكرملين&

وكان الكرملين ندد يوم الإثنين الماضي بتسريبات "وثائق بنما" حول الملاذات الضريبية لشخصيات كبرى معتبرا أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هو المستهدف الرئيس بها.

وقال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف للصحافيين أن "بوتين، وروسيا وبلادنا واستقرارنا والانتخابات المقبلة، هي الهدف الرئيس وخصوصا &زعزعة الوضع في روسيا".

وأضاف "أعلم أن هناك أسماء أخرى وردت في التحقيق لكن من الواضح أن الهدف الرئيس لهذه الهجمات هو بلادنا ورئيسها".

وتابع بيسكوف الذي ورد اسم زوجته في الوثائق أن "لا شيء جديدا أو ملموسا" حول الرئيس الروسي في التسريبات مشيرا "كل الباقي تكهنات". وقال إن موسكو لا تنوي ملاحقة معدي التقرير قضائيا.

ممولون&

وجاء في تغريدة نشرها "ويكيليكس" على "تويتر" يوم الأربعاء 6 نيسان (ابريل): "أعد مشروع رصد الجريمة المنظمة والفساد هجوم "أوراق بنما" ضد بوتين. ويستهدف هذا الهجوم روسيا والجمهوريات السوفيتية السابقة، ويتم تمويلها من وكالة "يوسايد" (وكالة التنمية الدولية الأميركية) وسوروس".

ويؤكد "ويكيليكس" حسب ما نقلت وسائل الاعلام الروسية في تقاريرها أن مشروع "أوراق بنما" تلقى تمويلا مباشرا من الحكومة الأميركية. وفي تغريدة أخرى، استطرد "ويكيليكس" قائلا: "ربما يقوم المشروع الأميركي لرصد الجريمة المنظمة والفساد بعمل جيد، لكن حصوله على تمويل مباشر من الحكومة الأميركية لشن هجوم "أوراق بنما" على بوتين، يثير شكوكا حول نزاهته".

كما لفت "ويكيليكس" الانتباه إلى أن أكثر من 3 آلاف شخصية اعتبارية وطبيعية مذكورة في أوراق بنما، مقيمين في الولايات المتحدة، فيما يقيم ما يربو على 9 آلاف من الشخصيات الاعتبارية والطبيعية التي وردت أسماؤها في الأوراق، في بريطانيا.

ضرورة نشر كل البيانات

وفي هذا السياق شدد كريستن خرافسون المتحدث باسم "ويكيليكس" في تصريح لقناة (روسيا اليوم ـRT) على ضرورة نشر كامل قاعدة البيانات التي سرّبها هاكر مجهول من شركة " Mossack Fonseca "، بدلا من نشر مقتطفات منها بشكل انتقائي.

يذكر أن العديد من وسائل الإعلام العالمية نشرت الأحد 3 أبريل/نيسان تحقيقا استنادا إلى 11,5 مليون وثيقة مسربة تحتوي على معلومات حول تورط زعماء حاليين وسابقين في العالم في تهريب وغسيل الأموال.

وقام الاتحاد الدولي للصحافيين الاستقصائيين بإعداد هذا التحقيق على أساس ما أطلق عليها "أوراق بنما"، وهي الوثائق التي قيل إنها مهربة من شركة "Mossack Fonseca" التي تقدم الخدمات القانونية لتسجيل شركات في الملاذات الضريبية "الآمنة" (أفوشور). لكن الشركة رفضت تأكيد تبعية الوثائق لها.

وتطاول الفضيحة 12 من الزعماء الدوليين الحاليين والسابقين، بالإضافة إلى 128 سياسيا أو مسؤولا وردت أسماؤهم بشكل مباشر في الوثائق. وليس بوتين من هؤلاء.

تمويل سوروس

يذكر أن اتحاد المحققين الصحافيين لا يخفى تلقيه تمويلا من سوروس، وهو يذكر في موقعه الإلكتروني مؤسسة "the Open Society Foundations " التابعة لـ سوروس كإحدى المنظمات الممولة له.

لكن موقع " www.infowars.com" ذكر في هذا الخصوص أن " the Open Society Foundations " مرتبطة بوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية وشاركت في العديد من العمليات الإعلامية التي تنظمها الاستخبارات الأميركية.
&