مينامي-اسو: قتل 18 شخصًا في زلزال جديد تبلغ شدته 7,1 درجات ضرب جنوب غرب اليابان ليل الجمعة السبت، وادى الى انهيار مبان وحوادث انزلاق للتربة وحرائق، بينما اعلنت السلطات ان عددا كبيرا من الاشخاص عالقون تحت الانقاض.
وقال الناطق باسم الحكومة يوشيهيدي سوغا في لقاء مع صحافيين ظهر السبت "لدينا معلومات عن عدد كبير من الاماكن التي علق فيها الناس تحت الانقاض"، مؤكدا ان "رجال الاطفاء والشرطة يفعلون ما بوسعهم لانقاذهم".
وكان زلزال تبلغ قوته 6,5 درجات ضرب مساء الخميس (اكرر.. مساء الخميس) المنطقة نفسها التي تبعد حوالى 900 كلم عن طوكيو وادى الى سقوط تسعة قتلى على الاقل. وادت هاتان الهزتان الارضيتان الجديدتان الى انهيار عدد من المباني، بينها مستشفى في مدينة كوماموتو والمطار الذي اغلق.
كما سببت سيلا هائلا من والحل والحجارة، ادى الى قطع طريق سريع، وعزل عن بقية العالم سكان منطقة جبلية في جزيرة كيوشو. وقال المسؤول في ادارة كوماموتو كاريكو كوراميتسو لوكالة فرانس برس ان "16 شخصا قتلوا في الزلزال الثاني".
واعلنت جامعة في المنطقة مقتل اثنين من طلابها كانا عالقين مع حوالى عشرة شبان آخرين في مبنى سكني في مينامي-اسو القريبة من مكان السيل. وبذلك ترتفع حصيلة ضحايا الزلزالين منذ مساء الخميس الى 27 قتيلا ومئات الجرحى، بينهم 171 مصابون بجروح خطيرة، كما ذكرت السلطات المحلية.
65 ألف بلا مأوى
وصرح رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، الذي الغى زيارة الى المنطقة، ودعا الى اجتماع ازمة "علينا انقاذ حياة الناس قبل كل شيء، وعلينا التحرك بسرعة". وحذر آبي من ان "الاحوال الجوية يمكن ان تسوء، وينتظر هطول امطار، وهبوب رياح، ونخشى حوادث انزلاق للتربة وكوارث اخرى". وسترسل الحكومة تعزيزات الى المنطقة ليرتفع عديد قواتها هناك الى 20 الف عنصر.
وقال الناطق باسم الحكومة ان "حرائق اندلعت (...) وسجلت اضرار جسيمة في مناطق واسعة". وعرضت محطات التلفزيون لقطات من المنطقة كشفت عن دمار هائل، من انهيار جسر طوله مئتي متر الى طرق تشققت بفعل الزلزال.
ولجأ حوالى 65 الف شخص دمرت بيوتهم الى مراكز للايواء، بينما ما زال عشرات الآلاف محرومين من المياه والكهرباء والغاز. وقال توموكو غوتو (67 عاما) "ليس لديّ ما آكله او اشربه، ولا اعرف ماذا سافعل".
وقال المعهد الاميركي للجيولوجيا ان الهزة الارضية الجديد التي بلغت شدتها سبع درجات وقعت عند الساعة 1:25 من السبت (16:25 ت غ من الجمعة)، على عمق عشرة كيلومترات فقط، وتلتها هزات ارتدادية عدة. اما وكالة الارصاد الجوية اليابانية فقدرت شدة الهزة بـ7,3 درجات، موضحة ان زلزال الخميس كان في الواقع الصدمة "التمهيدية" للهزة.
خوف كبير"
الى جانب الهزات التي لا تتوقف، يزداد القلق بسبب انفجار صغير لبركان اسو في الجزيرة نفسها. لكن لم يتم رفع حالة التأهب، كما لم تثبت اي علاقة بين الزلازل وثوران هذا البركان.
وقالت هيساكو اوغاتا (61 عاما) الي نقلت مع ابنتها الى حديقة في كوماموتو تجمع فيها نحو خمسين شخصا "خرجنا من المنزل بسبب الهزات التي لا تتوقف". واضافت "شعرنا بخوف كبير، لكننا على قيد الحياة لحسن الحظ". واكد مصور من وكالة فرانس برس "ايقظني الزلزال، وكان السرير يهتز بقوة وسقط جهاز التلفزيون".
واصيب قصر في المدينة يبلغ عمره 400 سنة باضرار في جزء من سقفه وشقوق في جدرانه. وذكرت شبكة التلفزيون اليابانية "ان اتش كي" ان طفلة في شهرها الثامن انتشلت حية من تحت الانقاض. واعلنت السلطة التنفيذية حالة الكارثة الطبيعية في هذه المنطقة.
واكدت الشركة الموزعة للكهرباء في المنطقة "كيوشو الكتريك باور" انها لم تجد اي خلل في محطة سينداي النووية، حيث يقع المفاعلان الوحيدان الموضوعان في الخدمة في اليابان. واكد مسؤول في المحطة لوكالة فرانس برس ان "المحطة تعمل بشكل طبيعي حاليا".
وتقع اليابان عند تلاقي اربع طبقات تكتونية، وتتعرض كل سنة لعشرين بالمئة من الزلازل القوية التي تضرب الارض. ويخشى اليابانيون خصوصا مخاطر اخرى منذ التسونامي الذي ادى الى مقتل حوالى 18 الفا و500 شخص في آذار/مارس 2011 وتسبب بالحادث النووي في فوكوشيما.
التعليقات