أكد خبراء ومحللون سعوديون، أن الملف الإيراني سيكون من أبرز الملفات التي ستكون على طاولة مباحثات القمة الخليجية الأميركية، المرتقب إنطلاقها يوم الخميس 21 نيسان (أبريل) في العاصمة السعودية الرياض، بحضور رؤساء دول مجلس التعاون الخليجي والرئيس الأميركي باراك أوباما الذي سيلتقي أيضا العاهل السعودي الملك سلمان في قمة ثنائية، قبل اجتماعه مع رؤساء مجلس التعاون الخليجي.&

إيلاف من الرياض: تنطلق القمة الخليجية الأميركية في الرياض يوم الخميس المقبل. وأوضح محللون سعوديون أنه بالإضافة إلى التأكيد على أهمية العلاقات الأميركية الخليجية والسعودية على وجه الخصوص، يتوقع أن يحيط الرئيس الأميركي باراك أوباما دول مجلس التعاون الخليجي بالكثير من التطورات في المنطقة خاصة بعد توقيع الاتفاق النووي مع إيران، مشيرين إلى أن قدومه ربما جاء بهدف إيصال معلومات دقيقة ومباشرة إلى قادة الخليج في هذا الباب والتي قد يكون فيها رسم ملامح خريطة جديدة في المنطقة مستقبلا .

وتسود قناعات في دول الخليج بأن الرئيس باراك أوباما، لم يعد مهتما بأمنها واستقرارها، حيث أثارت سياساته المترددة قلقا منذ بداية عهده، فانسحاب القوات الأميركية من العراق وتهيئة البلد ليكون حديقة خلفية للإيرانيين، كانت البداية، تلاه تبرير عدم التدخل في سوريا أكثر من مرة، وتجاهل أحداث اليمن بعد انقلاب الحوثيين، كل تلك الأحداث تبرهن على أن أوباما لا يرى أن إيران تشكل خطرًا على الأمن القومي.

مرحلة جديدة

الباحث والمحلل السياسي، زيد الفضيل، أوضح أنّ حضور أوباما للقمة الخليجية قد يكون بهدف إحاطة دول مجلس التعاون الخليجي بالكثير من التطورات في المنطقة خاصة بعد توقيع الاتفاق النووي مع إيران، وأضاف في حديثه لـ "إيلاف" لعل أوباما يريد أن يوصل معلومات دقيقة ومباشرة إلى قادة الخليج في هذا الصدد.&

وتابع "أنا أتصور ان هناك ملامح جديدة للولايات المتحدة بحكم العلاقة الوطيدة مع دول الخليج، تريد أن تؤسس لمرحلة جديدة من العلاقات الإستراتيجية، وأتصور أنه تم تكليف أوباما بطرح هذه الملامح على قادة مجلس التعاون الخليجي".

امتداد لـ "كامب ديفيد" 2015

من جهته، قال أنور عشقي، مدير مركز الشرق الأوسط للدراسات الإستراتيجية، إن القمة الخليجية هي امتداد للقمة الخليجية الأميركية التي انعقدت في "كامب ديفيد" مايو 2015، وأيضا استكمال للقمة السعودية الأميركية التي انعقدت في سبتمبر 2015 في&واشنطن، حيث تم التأكيد على التحالف الاستراتجيي بين الطرفين لغرض تحقيق الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط.&

وقال عشقي لـ "إيلاف" إن وجهة نظر السعودية ودول الخليج كانت واضحة، وهي إن مسالة الاتفاق النووي لا تكفي وحدها لكبح جماح إيران، وأهم شيء يجب أن تكف إيران عن محاولة زعزعة أمن الشرق الأوسط، وإذا رغبت إيران أن تكون هناك علاقة دبلوماسية عليها أن لا تتدخل في شؤونها

وأوضح عشقي، أن "أوباما يبدو أنه سيناقش خطة استراتيجية جديدة مع السعودية والخليج العربي ستعمل على توحيد الجهود وتوظيف الإمكانيات لمواجهة التحديات، لا سيما أن السياسية الأميركية مرهونة بالمؤثرات الداخلية فاللوبيات قد تشوش على الرؤية الأميركية ومن واجبنا نحن أن نوضح رؤيتنا"، وأضاف "طالما هناك قمم بين الجانبين، فهذا يعني أن هناك إرادة من جميع الأطراف لإيضاح كل المشاكل".

ليست بديلًا

إلى ذلك، قال الباحث والمفكر السعودي الدكتور توفيق السيف، إن قضية إيران ستكون بالتأكيد حاضرة ضمن ملفات القمة الخليجية الأميركية، مضيفا في حديثه لـ "إيلاف" "أظن أنّ أوباما سيقول للخليجيين إيران لن تكون بديلًا عن دول الخليج في منظومة العلاقات الأميركية، فأنتم لكم مكان، وهم لهم مكان، وهناك فارق كبير بين حليف موثوق وقديم، وبين دولة بدأت في تطبيع علاقتها للتو، وأمامها مسافة طويلة قبل أن تصل إلى علاقات طبيعية مع الولايات المتحدة".

وحول سياسة&أوباما في المنطقة، قال توفيق السيف إن هذا يأتي ضمن إشكاليات التحولات في الإستراتجية الأميركية، فواشنطن منذ 7 سنوات أصبح لها توجه مختلف عن الماضي، حيث كان الشرق الأوسط احد أربع نقاط، تضع فيها أميركا ثقلًا عسكريًا واستراتيجيًا كبيرًا، لكن حاليا بدأت واشنطن تحويل نقاط الثقل باتجاه شرق آسيا والمحيط الهادي، وهذا أدى إلى تقليل الاهتمام والثقل الذي كان يشكله الشرق الأوسط في السياسة الخارجية الأميركية.

وأوضح السيف، أن هناك شعورًا في الولايات المتحدة الأميركية، بأن الشرق الأوسط مغنم ولكنه مكلف جدا، بسبب الحروب والنزاعات المعقدة وعدم الاستقرار وعدم النمو الاقتصادي بمعدلات متوقعة، مقارنة بدول منطقة شرق آسيا والمحيط الهادي والتي فيها استقرار سياسي ونمو اقتصادي قوي وحقيقي، وهي تمر أيضا بمرحلة تحولات اجتماعية، وبالتالي ستكون هذه المناطق واعدة بالنسبة لأميركا اقتصاديا وسياسيا على مدى السنوات الـ 30 &القادمة، على حساب دول منطقة الشرق الأوسط، بحسب وصف السيف.