أعلن ممثلون للمتمردين اليمنيين الأربعاء موافقتهم على الانضمام إلى مباحثات السلام، برعاية الأمم المتحدة، التي كان من المقرر أن تبدأ الاثنين في الكويت، بعد تلقيهم تعهدات بتثبيت وقف إطلاق النار.

صنعاء: تبلغ الصحافيون الموجودون في الكويت لتغطية المباحثات، ان وفد المتمردين "سيصل مساء اليوم او صباح غد"، وان المباحثات قد تنطلق "غدا عصرا"، وذلك بحسب مذكرة لوزارة الاعلام الكويتية.

ضمانات دولية
وكان المتمردون الحوثيون وحلفاؤهم الموالون للرئيس السابق علي عبدالله صالح، امتنعوا حتى الآن عن الحضور الى الكويت للمشاركة في المباحثات مع وفد حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي، المدعوم من التحالف العربي بقيادة السعودية. وبرر المتمردون ذلك بمواصلة خرق الطرف الآخر الهدنة التي بدأت في منتصف ليل 10-11 نيسان/ابريل.

ونقل موقع "صدى المسيرة" الالكتروني، التابع للحوثيين، عن المسؤول في جماعة "انصار الله" (الاسم الرسمي للحوثيين) صالح الصماد، ان المتمردين تلقوا "تأكيدا من المبعوث الدولي (اسماعيل ولد الشيخ احمد) وعدد من السفراء، بأولوية تثبيت وقف اطلاق النار كخطوة اساسية وضرورية للدخول في حوار ناجح، تتوافق الاطراف المتحاورة بموجبه على اولويات اجندته في طاولة الحوار". واضاف انه بناء على ذلك "تمت الموافقة على الذهاب للمفاوضات".

وأكد ياسر العواضي، الامين العام المساعد لحزب المؤتمر الشعبي العام بزعامة صالح، مشاركة "الوفد الوطني ان شاء الله في مشاورات الكويت". ورجح في تغريدات عبر "تويتر" وصول الوفد الى الكويت غدا الخميس.

وصول الوفد غدًا

واكد مهدي المشاط، مدير مكتب زعيم جماعة "انصار الله" عبد الملك الحوثي، مشاركة وفد المتمردين في المباحثات بعد تلقي "تأكيدات بتثبيت وقف اطلاق النار والاعمال القتالية بشكل كامل، وكل ما من شأنه حفظ وسيادة واستقلال بلدنا الحبيب"، وذلك بحسب صفحته على "فايسبوك". واضاف ان المشاركة مرتبطة بان "تكون اجندات الحوار واضحة، وتلامس القضايا التي من شأنها الخروج بحلول سلمية تنهي الحالة القائمة (...) على ان يكون لنا تعليق المشاركة في حال لم يتم شيء مما ذكر".

وبحسب مصادر مطلعة على سير النقاشات، يرغب المتمردون في رفع العقوبات المفروضة من قبل مجلس الامن على عدد من زعمائهم، لاسيما الرئيس السابق علي عبدالله صالح. وكان الامين العام للامم المتحدة بان كي مون حضّ الثلاثاء "جميع الاطراف المحاورين على التحاور بنية سليمة"، داعيا الى بدء المحادثات "بدون مزيد من التأخير"، بحسب ما نقل عنه المتحدث ستيفان دوجاريك.

عرض المخاوف
وافاد دبلوماسي غربي في الكويت، وكالة فرانس برس، مساء امس، ان ممثلين للدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن الدولي، وجهوا رسالة الى المتمردين، اكدوا فيها انهم "يتفهمون مخاوفهم"، وحضّوهم على "الانضمام سريعا الى المفاوضات في الكويت لعرض هذه المخاوف".

أتى ذلك غداة اعلان الموفد الدولي "تأخير" بدء المباحثات، وحضه المتمردين الحوثيين وحلفائهم على عدم اضاعة فرصة البحث عن حل للنزاع المستمر منذ اكثر من عام.

ميدانيا، افادت مصادر عسكرية الاربعاء عن مقتل 19 مسلحا، هم 16 متمردا وثلاثة جنود من القوات الحكومية، في اشتباكات خلال الساعات الاربع والعشرين الماضية في منطقة نهم في شمال شرق العاصمة صنعاء. واشارت المصادر الى تواصل الاشتباكات المتقطعة الاربعاء في نهم، والتي شهدت ابرز الخروقات لوقف النار خلال الايام الماضية.

وتبادل طرفا النزاع الاتهام بخرق وقف النار، وهو الرابع منذ بدء عمليات التحالف في آذار/مارس 2015. وادى النزاع منذ ذلك التاريخ، الى مقتل زهاء 6400 شخص، نصفهم تقريبا من المدنيين، بحسب الامم المتحدة.