تستكمل الوفود اليمنية بحث بنود أساسية واردة في النقاط الخمس التي تنطلق منها المشاورات

علّقت صحف عربية آمالا على نجاح مفاوضات السلام اليمنية المنعقدة في الكويت، داعية أطراف الحوار إلى "تغليب صوت العقل والحكمة" للوصول باليمن إلى السلامة والاستقرار.

وحذّر بعض الكتّاب من أن فشل المحادثات في هذه المرة لن يكون في مصلحة أحد، لأن الفشل "يعني مزيداً من الدمار".

هذا وقد بدأ وفد الحكومة اليمنية وممثلون عن المتمردين الحوثيين، يوم السبت 23 أبريل / نيسان، جلسة جديدة من مشاورات السلام التي تستضيفها الكويت في يومها الثالث برعاية الأمم المتحدة.

وتستكمل الوفود اليمنية بحث بنود أساسية واردة في النقاط الخمس التي تنطلق منها المشاورات، ولاسيما ما يتعلق منها بتثبيت وقف إطلاق النار.

"فرصة كبيرة"

في الوطن القطرية، يرى عوض باقوير أن "الوضع في اليمن الشقيق أصبح في مفترق طرق وبالتالي يتعين على الفرقاء اليمنيين التوصل إلى حل سياسي توافقي يعيد الأمل لليمن وشعبه".

ويضيف: "لاشك أن جولة الكويت تعد فرصة كبيرة لإنهاء هذا الصراع الدامي، ومن هنا فان أي فشل لهذه الدولة قد يُدخل اليمن في نفق مظلم مما يستوجب على العقلاء في اليمن أن يدركوا خطورة الوضع."

وفي نفس السياق، ترى توكل كرمان الحائزة على جائزة نوبل للسلام في صحيفة القبس الكويتية أن محادثات الكويت هي "الفرصة الأخيرة لوقف الحرب وتحقيق سلام مستدام".

وتضيف قائلة: "من هنا أؤكد أن الكويت تعتبر مكاناً مناسباً جداً لإنجاز سلام يتأسس على ما سبق أن توافق عليه اليمنيون ونصت عليه قرارات الشرعية الدولية، سبق أن صنعنا سلاماً يمنياً في الكويت.. وبالإمكان أن نصنعه مجدداً الآن."

وفي صحيفة الوسط اليمنية، يقول علي ناصر محمد إن حوار الكويت "يبعث الآمال مجدداً لدى شعبنا في تغليب صوت العقل والحكمة والاحتكام إلى لغة الحوار للوصول ببلادنا إلى مرفأ السلامة والاستقرار وأن يسمح له باستعادة عافيته، وألا تبدو القضية انتصاراً أو هزيمة لأحد أو فائدة أو خسارة لأي طرف وإنما اعتبار الشعب والوطن هما المنتصران والمستفيدان".

ويقول مصطفى أحمد النعمان في صحيفة عكاظ السعودية إن كل المبررات التي يسوقها طرفا لقاء الكويت "لن تعيد قطرة دم واحدة أراقتها مدافعهم ولا حجرا هدمته قذائفهم".

ويدعو الكاتب أطراف الحوار إلى "محاسبة ضمائرهم وتقديم المصلحة الوطنية لمرة واحدة فوق مصالحهم المذهبية والحزبية والخاصة والتخلي عن الأنانية والاعتقاد بقدرتهم على الإقصاء والانفراد في حكم البلاد".

تحذير من الفشل

في الخليج الإماراتية، يقول صادق ناشر: "في الكويت التمّ شمل اليمنيين الذين تمترسوا لمدة تزيد على العامين خلف السلاح، واعتقدوا أنه الخيار الوحيد لحسم خلافاتهم وحماية مشاريعهم، لكنهم اكتشفوا أن السلاح لا يجلب إلا الموت، وأنه لا يصنع استقراراً وأمناً."

ويحذر الكاتب من أن "الفشل في هذه المرة لن يكون في مصلحة أحد، لأن الفشل يعني مزيداً من الدمار، واتساع رقعة الخراب في كل مكان، والإجهاز على ما تبقى من الوحدة الوطنية".

وفي صحيفة عدن الغد اليمنية، يدعو إبراهيم محمد عبده جميع الأطراف إلى "إيقاف هذه الحرب فورا والاستفادة من فرصه التوصل إلى طريق السلام المتاحة في الكويت حفاظا علي الدم اليمني الطاهر وحياة المواطنين وأرواحهم ومعيشتهم اليومية وصون ما تبقي من الوطن وإنقاذ ما يمكن إنقاذه".

وفي نفس السياق، يقول عبدالواسع الفاتكي في موقع ميدل ايست أونلاين: "يريد اليمنيون إيقاف الحرب لا تأجيلها، وإحلال السلام لا ترحيله، كما يريدون الحيلولة دون تحول اليمن إلى يمن بنكهة عراقية أو سورية."

ويضيف الكاتب أن المطلوب هو "إسقاط مشروع الانقلاب وتراجعه لصالح المشروع السياسي الوطني بنزع سلاح ميلشياته وبسط مؤسسات الدولة الشرعية سيطرتها على كامل التراب الوطني ومعالجة قضايا وتحديات ما بعد الحرب معالجة وطنية حقيقة، على قاعدة عدالة انتقالية، تجبر ضرر الضحايا، وتمنع تكرار أو إعادة إنتاج القتلة والفاسدين".

وفي صحيفة الأخبار اللبنانية، يتوقع لقمان عبد الله أن تُفضي مفاوضات الكويت التي وصفها بـ"الشاقة والمعقدة" إلى "تكريس الهدنة والعمل على مأسستها من خلال لجان إشراف دولي"، مضيفا أن القضايا الأساسية "ستُرحَّل إلى جولات أخرى، ستكون طويلة، وإن حرصت الدولة المضيفة والأمم المتحدة على انتزاع بعض التدابير الإنسانية وتهيئة الأجواء لاستمرار الحوار".