الرياض: باشرت الجهات الأمنية بالعاصمة السعودية الرياض اليوم الأربعاء في إغلاق سوق الإبل، وذلك بعد أن أثبت فحص العينات المخبرية ارتفاع نسبة العينات المصابة بفايروس متلازمة الشرق الأوسط التنفسية (كورونا) في السوق إلى نحو 60 % ، بحسب ما ذكرت إمارة منطقة الرياض في حسابها الرسمي.

وقال وكيل أمين منطقة الرياض للخدمات، سليمان البطحي ، أن الأمانة باشرت إجراءات إغلاق السوق، بشكل كامل، وذلك بمنع الخروج والدخول من السوق، كما بدأت من خلال التعاون مع وزارة الزراعة ، بعمل حصر شامل لجميع الحظائر و ما تحتويه من أبل، وتوقيع تعهد خطي على الملاك بعدم التصرف فيها سواء بالبيع أو النقل أو الذبح، &قبل رفع الحظر على السوق بشكل رسمي.

الإغلاق الرسمي للسوق، &جاء بعد أسبوع من سلسلة فحوصات أجرتها لجنة حكومية لتقصي مرض متلازمة الشرق الأوسط التنفسية (كورونا) حيث &كشفت الفحوصات المخبرية للفريق &إن 60% أن العينات &المأخوذة من السوق ، &مصابة بالكورنا ، وهو ما استدعى من أمانة الرياض استنفارا كاملا لإغلاق السوق، حيث جهزت سيارات للرقابة، و و فرت عدد من المعدات الثقيلة وسيارات النقل لمباشرة أي حالة، وأكثر من ٦٠ عاملا، ٣٠ طبيبا ومساعدا بيطريا للعمل على فترتين في الموقع.

ويقع سوق الجمال الذي يعتبر الأكبر في السعودية على مشارف شرق العاصمة السعودية الرياض، على طريق سريع للقادمين من الدمام ودول الخليج، ويستقطب السوق في أيام الإجازات و في موسم الصيف خاصة ، أعدادا كبيرة من تجار و مربو الجمال، الذين يقطعون مئات الكيلومترات من شتى أنحاء المملكة للتنافس في بيع ما يمتلكون في سوق تشهد في الصيف ربحا كبيرا، حيث يتقاطر التجار لجني ثمار تغذية وتسمين المواشي خلال الأشهر الماضية.

وتحتل الجمال مكانة خاصة في المجتمع السعودي فهي تمثل رابطا مهما في نفوس السعوديين بينهم وبين حياة البداوة التقليدية ، لكن مع ظهور كورونا &تحددت سيناريوهات جديدة لأسواق الإبل لاسيما بعد أن بدأت الشكوك الطبية تتزايد حول تورط الإبل في انتشار الفيروس ، فيما نصحت وزارة الصحة السعودية مؤخرا المواطنين بالابتعاد عن لحوم الجمال النيئة و ألبانها ، كما أكدت &منظمة الصحة العالمية بضرورة اتخاذ الناس الأكثر عرضة للإصابة كورونا احتياطاتهم الوقائية حين يتواجدون في أماكن الإبل.

ويبدي ملاك الإبل استياءهم من إلقاء &اللائمة على الإبل، في انتشار فيروس كورونا، وهو الأمر الذي تسبب في ركود تجارتهم ، ورغم أن لحوم الإبل لا تتعدى &مساهمتها في تغطية الاستهلاك المحلى من اللحوم &سوى &5% ، إلا هذه النسبة المنخفضة، قد تتراجع خلال الفترة &المقبلة، بسبب تزايد الشكوك حول تورطها في انتشار فيروس كرونا ، وهو مما يهدد بركود هذه التجارة وتعرضها إلي خسائر اقتصادية كبيرة ، بعدما أعلن عدد من تجار الماشية انخفاض الطلب على الإبل بنسبة كبيرة&

وبعيدا عن الجدل بين الجهات الصحية وملاك وتجار الإبل ، يعيش الهائمون بعشق الإبل من المواطنين &بيْن شد وجذب ، من فئة تجاهلت تلك الأنباء واستمرت في ارتباطها بالإبل وبين فئة أخرى وهي الأكثر، أثرت السلامة وابتعدت حتى يتم الإثبات وقطع الشك باليقين عن سبب ذلك الفيروس والناقل له، هو ما قد يرسم نظرة متشائمة لسوق الإبل &بالسعودية.
&