بهية مارديني: اندلعت مواجهات بين الفصائل العسكرية السورية المعارضة في بلدات مسرابا، وجسرين، وزملكا، وعين ترما، بالغوطة الشرقية في ريف دمشق في اليومين الماضيين.

وقال المتحدث الرسمي باسم "جيش الإسلام" إسلام علوش، إن اثنين من عناصر الجيش قتلا خلال المواجهات، لافتا الى أن 3 من مقاتلي "فيلق الرحمن" قتلوا خلال المواجهات اضافة الى مقتل 3 من المدنيين دون ورود حصيلة نهائية عن المواجهات.

وحمّل المعارض السوري معتز شقلب في تصريح لـ"إيلاف" ما يحصل في الغوطة "للقضاة الشرعيين الذين تغاضوا سابقا عن بعض جرائم الاغتيالات التي وقعت حيث تم توجيه أصابع الاتهام للجهاز الامني بجيش الاسلام، والذي بدوره رفض تلك الاتهامات مما أدى لتفاقم الوضع مع الوقت ".

وأعرب عن استغرابه من اختيار "فيلق الرحمن" و"جبهة النصرة" "لهذا التوقيت بالذات لتحريك الموضوع الذي جاء غداة المجازر الفظيعة التي يرتكبها النظام في حلب ".

وقال" كنا نتوقع ان تتحرك باقي الجبهات لتخفيف الضغط على حلب لنتفاجأ باعلان حرب بالغوطة، لكن للأسف بين فصائل تنتمي للثورة السورية".

وطالب بعودة القضاة المتمرسين "لاستلام القضاء مع أن يكون الشرع هو المرجعية".

وقال" استلام بعض المشايخ لأمور القضاء وجهلهم باحكامه من جهة وتحيزهم لفصائل معينة من جهة أخرى، زاد من االمشاكل في ظل اصرار الفصائل على بسط سيطرتها ومحاولتها الغاء الاخر الامر الذي يتم بالغوطة".

واعتبر شقلب أن "هذا الاقتتال أساء للجهاد الاسلامي، وأعطى صورة بشعة عنه من أناس من المفروض انهم هم من يحارب الطغاة والبغاة كما نسمع دائما منهم".

وأضاف "لو شعروا بالمسؤولية فيما حلب تباد لما رفعوا بنادقهم باتجاه بعضهم البعض ولاشتركوا سويا بقتال النظام لتخفيف الضغط عن مدينة حلب".

وأصدرت حركة "أحرار الشام" الإسلامية بياناً مساء أمس قالت فيه إنها "لم تشارك مع أي طرف في هذه"الفتنة المظلمة".

ودعت إلى "إيقاف الاقتتال، وقبول الاطراف المتقاتلة الاحتكام لمحكمة شرعية مستقلة، والإفراج عن كافة المعتقلين، وإعادة المعتقلين والمقرات والأمانات، وتطويق الأزمة والحد منها، وعدم السماح لها بالتمدد خارج نطاق الغوطة الشرقية".

وأكدت حركة أحرار الشام عدم مشاركتها أيا من الأطراف المتناحرة في الغوطة الشرقية، ووصف البيان الاقتتال ب"الفتنة وأنه لا يصب إلا في مصلحة النظام".

ودعت الحركة إلى "التوقف الفوري عن القتال بين من أسمتهم"إخوة الدم والعقيدة في فسطاط المسلمين، ووقف كل أشكال التصعيد والتجييش بين جميع الأطراف، صيانةً للأرواح والدماء المعصومة، ورحمةً بعامة المسلمين في غوطة دمشق".

وطالبت الحركة بإعلان الأطراف المتنازعة الموافقة على الاحتكام" لمحكمة شرعية مستقلة، تعمل على حل الإشكال من جذوره، وتقوم بالنظر في دعاوى الأطراف كافة".

ولفتت إلى استعدادها للمشاركة بأية خطوة تحقق هذا الهدف، مهيبة "بكافة الفصائل تغليب مصلحة الساحة، وتطويق الأزمة والحدّ منها وعدم السماح لها بالتمدد خارج الغوطة الشرقية."

يشار في هذا الصدد الى أن حركة "أحرار الشام" هي إحدى الفصائل العسكرية الإسلامية التي نشأت مع بداية الأحداث في سوريا باتحاد أربعة فصائل إسلامية سورية وهي" كتائب أحرار الشام" و"حركة الفجر الإسلامية" و"جماعة الطليعة الإسلامية" و"كتائب الإيمان المقاتلة".

وخرجت مظاهرة في بلدة زملكا تطالب الفصائل بوقف الاقتتال الحاصل بينها، كما أعرب معارضون سوريون عن "أسفهم" لما شهدته الغوطة الشرقية، داعيين الفصائل إلى وقف الاقتتال فورا.

تداولت مواقع الكترونية مقربة من تنظيم "أحرار الشام"، يوم الأربعاء الماضي أنباء عن مقتل القائد العسكري سعود العساف التابع للتنظيم بتفجير عبوة ناسفة قرب قرية معصران بإدلب.

ودعت موسكو مؤخرا مجلس الأمن الدولي إلى إدراج "أحرار الشام" و"جيش الإسلام" في قائمة المنظمات الارهابية الا ان واشنطن أعلنت عن رفضها ذلك.

وقال مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين، إن الوفد الروسي وجه للجنة مكافحة الإرهاب للأمم المتحدة التي تقوم بمتابعة عمل العقوبات المفروضة على تنظيمي "داعش" و"القاعدة"، طلبا بإدراج تنظيمين آخرين، وهما "أحرار الشام" و"جيش الإسلام" في قائمة العقوبات لهذه الآلية المساعدة للأمم المتحدة.