يواصل الحزب الواحد الحاكم في كوريا الشمالية السبت مؤتمره الأول منذ 1980، بعد خطاب للرئيس كيم جونغ-أون تمحور حول الدفاع عن برنامجه للسلاح النووي، فيما كشف خبراء عن مؤشرات تفيد عن قيام هذا البلد باستعدادات لتجربة نووية خامسة.
بيونغ يانغ: يتابع المراقبون عن كثب وقائع المؤتمر الاستثنائي، بحثًا عن مؤشرات محتملة إلى تغيير في الخط السياسي أو الأشخاص، في إطار الصعود المحتمل لجيل جديد من المسؤولين، يتم اختيارهم بناء على ولائهم.
قوة لا تقهر
في الخطاب، الذي افتتح به المؤتمر، هنّأ كيم جونغ-أون علماء بلاده، معلنًا أن "جيشنا أجرى بنجاح أول تجربة على قنبلة هيدروجينية، ما شكل محطة تاريخية في تاريخ شعبنا الذي يعود إلى خمسة آلاف سنة". وكان كيم جونغ-أون يتحدث أمام آلاف المندوبين، الذين تم انتقاؤهم بدقة، من جميع أنحاء كوريا الشمالية، لحضور هذا التجمع الاستثنائي لحزب العمال الكوري في قصر 25 ابريل" الكبير في بيونغ يانغ.
وقال الزعيم الكوري الشمالي ايضًا إن التجربة "اكدت للعالم اجمع روحنا التي لا تقهر وقوتنا غير المحدودة (...) ردًا على الضغوط الحاقدة وعقوبات القوى المعادية". والخطاب الذي نقله التلفزيون الرسمي مباشرة، قوطع مرارًا بعاصفة من التصفيق، وفي ختامه هتف الحضور وقوفًا.
ويشكك معظم الخبراء في ان تكون التجربة، التي اجريت في يناير، تجربة على قنبلة نووية، مشيرين الى أن تردداتها كانت ضعيفة جدًا. وتزايدت التكهنات في الفترة الاخيرة حول تحضير كوريا الشمالية لاجراء تجربة نووية خامسة تزامنًا مع المؤتمر.
غير أن الخبراء في المعهد الاميركي-الكوري في جامعة جونز هوبكينز الجمعة، بالاستناد الى الصور الاخيرة التي التقطتها الاقمار الصناعية لموقع التجارب النووية الكوري الشمالي في بونغي- ري، انه ليس هناك ما يدعو الى الاعتقاد بصورة مؤكدة أن كوريا الشمالية تعد لتجربة وشيكة.
محطة على "الطريق الثوري"&
لم يكن كيم جونغ-اون (33 عامًا) ولد عندما عقد المؤتمر السابق في العام 1980، وكان الهدف منه تعيين والده كيم جونغ-ايل وريثًا لوالده كيم ايل-سونغ، مؤسس هذا النظام المستمر منذ حوالى سبعين عاماً. واكد كيم جونغ-اون أن هذا المؤتمر يشكل "محطة مهمة" على "طريقنا الثوري".
ولم يسمح لنحو 130 صحافيًا اجنبيًا وجّهت اليهم دعوات الى تغطية المؤتمر، بدخول قصر "25 ابريل"، الذي زينت واجهته بصور عملاقة للرئيسين الراحلين كيم ايل سونغ، وابنه كيم جونغ-ايل. وأبقي المصورون الصحافيون ومصورو الفيديو على بعد 200 متر من القصر. ولم يعرف جدول اعمال المؤتمر ولا مدته، لكن هدفه الرئيس هو ترسيخ سلطة كيم جونغ-اون بصفته قائدًا أعلى لكوريا الشمالية والوريث الشرعي لوالده ومن قبله جده.
ويفترض ان يكرس المؤتمر ايضًا كعقيدة للحزب، استراتيجية كيم جونغ-اون، التي تعرف باستراتيجية "بيونغجين"، وهي تقضي بالعمل بصورة متزامنة على التنمية الاقتصادية وتطوير البرنامجين النووي والبالستي.
غياب الصين
ولم تتمثل الصين في المؤتمر، ورأت وسائل الاعلام الصينية الرسمية في ذلك دلالة على الأرجح الى فتور بين بيونغ يانغ وحليفها الوحيد الكبير. في العام 1980، ارسلت الصين وفدًا كبيرًا برئاسة لي شيان نيان، الذي اصبح في ما بعد رئيسًا للدولة، لحضور المؤتمر آنذاك.
ورفعت اعلام حزب العمال الكوري والاعلام الوطنية على جانبي الجادات الرئيسة في بيونغ يانغ. كما رفعت لافتات كتب عليها: "الرفيقان العظيمان كيم ايل-سونغ وكيم جونغ-ايل دائمًا معنا". وتولى "حراس" مرافقة الصحافيين الاجانب، بينما التزم المارة الذين قبلوا الرد على اسئلة الصحافيين، بالخطاب الرسمي.
ومنذ وصول الزعيم الشاب الى السلطة في ديسمبر 2011 بعد وفاة والده، اجرت كوريا الشمالية تجربتين نوويتين وتجربتين ناجحتين لاطلاق صواريخ اعتبرتا بمثابة تجربتين لصواريخ بالستية.
وبينما كانت الاسرة الدولية ترد بالادانات المرفقة بالعقوبات، واصل كيم جونغ-اون بتصميم جهوده لامتلاك ردع نووي يتمتع بالصدقية، عبر تجارب صواريخ وتجارب تقنية اضافية. ولم يبدِ كيم أي رحمة حيال الذين اعتبرهم غير موالين داخل الحزب والحكومة والجيش. وقد امر بإعدام زوج عمته وراعيه السابق جانغ سونغ-ثايك.
التعليقات