يبدو أنّ دونالد ترامب سيدفع ببعض قادة حركة المحافظين إلى الانفصال عن الحزب الجمهوري. وتقول صحيفة "واشنطن بوست" إن ترشيح ترامب في انتخابات الرئاسة الأميركية قد حفز بعض قادة الحركة، الذين ظلوا على مدار أجيال العمود الفقري للحزب، على التحرر منه.

القاهرة: جاء ترشح الجمهوري، دونالد ترامب، لانتخابات الرئاسة الأميركية ليدفع ببعض قادة حركة المحافظين - التي ينظر إليها على مدار أجيال على أنها العمود الفقري للحزب الجمهوري - إلى التحرر من الحزب الذي يُعَاد تشكيله حالياً على نحو سريع بفضل لهجة ترامب المحرضة وشعبويته غير التقليدية. &

وأفادت صحيفة واشنطن بوست الأميركية بأن مناهضة عديد الشخصيات في اليمين بشكل استثنائي خلال الأسبوع الجاري لترامب لم تحدث لمجرد وجود اعتراضات على طابعه الخاص ووجود مخاوف حيال ترشحه للانتخابات في نوفمبر المقبل، بل أن الموضوع في أساسه يتلخص في وجود حسابات من قبل من يُعَرِّفون أنفسهم بأنهم "محافظو الحركة" حول تفضيلهم المشروع الأيديولوجي المترسخ لديهم على دعم مرشح يتصورون أنه سينتهك عقيدتهم وروحهم الجماعية.

وأوردت الصحيفة بهذا الخصوص عن آل كارديناس، وهو رئيس سابق لاتحاد المحافظين الأميركيين قام بحجب الدعم عن ترامب، قوله: "إنها أزمة. فإذا استغنينا عن القوة الأساسية لحركة المحافظين، التي تتمحور حول أفكارنا وقيمنا ومبادئنا، فلن يتبقى لك شيء سوى السياسة. ويمكن للحركة أن تصمد أمام خسارة دورة انتخابية، لكن لا يمكنها الصمود أمام خسارة غايتها، وهو ما نصارع من أجله هنا".

وربما تأتي تلك اللحظة (الخاصة بقرب ترشح ترامب للانتخابات) لتُشَكِّل إنهاءً لحقبة تاريخية تقدر بـ 50 عاماً في دنيا السياسة الخاصة بالحزب الجمهوري التي استطاع أن يُجَمِّع فيها المحافظون نفوذاً مهيمناً على الكابيتول هيل، القصور الحاكمة، مؤسسات الفكر والرأي، البرامج الحوارية الإذاعية وكذلك القاعدة الشعبية.

وبأخذهم موقفاً يرونه لحظة فاصلة على صعيد الوضوح الأخلاقي، يجازف قادة حركة المحافظين بفصل ائتلافهم عن حزب جمهوري قام فيه الناخبون على نحو فعال بتغيير مركز الثقل عن طريق اختيارهم ترامب ليكون حامل اللواء الخاص بهم.&

وتابعت واشنطن بوست بنقلها عن اريك اريكسون، وهو واحد من أبرز المعلقين المحافظين، قوله في هذا السياق، "أرى أن أحد الجوانب المشرقة التي يمكن أن تتمخض عن ذلك الأمر هو أن حركة المحافظين ككيان من الممكن أن تنسحب بعيداً عن الحزب الجمهوري. وخلال فترة حكم الرئيس جورج بوش، أضحت الحركة تابعة للحزب الجمهوري، وهو ما منحنا فرصة جيدة كمحافظين لكي نقف على أقدامنا".&

وقال ستيف كينغ (نائب عن الحزب الجمهوري في ولاية أيوا) "لم يسبق لي أن سمعت ترامب وهو يضع الأشياء في إطار أخلاقي. ولم أسمعه وهو يتحدث عن الدستور. ومن الصعب تصديق أن لديه أي نوع من أنواع القناعة العميقة بشأن الحياة والزواج. ولم أرَه وهو يسترشد بالمبادئ الدستورية. وهو لا يتحدث عنها مطلقاً. وهو ما يزعج الجميع. كما أنه لا يتحدث بنفس اللغة السياسية التي نتحدث بها".