اعترف الكاتب الأميركي جون كاسيدي، "أن توقعات عدد كبير من الصحافيين والمعلقين حيال ترشح دونالد ترامب، كانت خاطئة".
نيويورك: شكل التقدم الكبير الذي حققه دونالد ترامب، الساعي الى نيل ترشيح الحزب الجمهوري للإنتخابات الرئاسية الأميركية، مفاجأة كبيرة، بالنسبة إلى الصحافيين والنقاد في الولايات المتحدة الاميركية.
ومنذ اسبوعين تقريبًا (قبل الانتخابات في انديانا والولايات الخمس)، قالت شبكة سي ان ان الأميركية، في تقرير لها، " إن الإنتخابات التمهيدية للجمهوريين ستحط رحالها في آخر 15 ولاية، وذلك خلال إبريل ومايو ويونيو، وبحال استمر قطب العقارات على حيازة نسبة 47 بالمئة من الأصوات كمعدل وسطي، فإنه لن يتمكن من الفوز ببطاقة ترشيح الحزب الجمهوري قبل شهر تموز، ما يعني أن الأنظار ستتجه إلى مؤتمر الجمهوريين، حيث سيتم إعلان المرشح الرسمي من قبل مسؤولي الحزب".
استخبارات أميركا قلقة من إطّلاع ترامب على أسرار الدولة - إيلاف |
&
التغيُّر الكبير
الكاتب جون كاسيدي في صحيفة (نيويوركر)، قال "من المؤكد أن هناك عدداً كبيراً من المعلقين والكتّاب – من ضمنهم انا - في الصيف الماضي، رفضوا الإعتراف بوجود أي فرصة لترامب في الإنتخابات الأميركية"، وذلك في مقال صحافي تناول من خلال قضية عن عدم تطابق حقل معظم الصحافيين مع بيدر الإنتخابات، وفي تفوق استطلاعات الرأي على الصحافة التقليدية.
الإعتراف بالخطأ
كاسيدي كتب يقول: "يوم الخميس، استعرض الكاتب جيمس روتنبرغ مع عدد من الصحافيين قضية الإستخفاف بقدرات دونالد ترامب الإنتخابية، ووصل الى نتيجة مفادها أن كل التوقعات كانت خطأ، وخصّ بالذكر مقالات الصحافي نات سيلفر (موقع 538) والذي استبعد على الدوام امكانية نجاح ترامب".
التقليل من اهمية استطلاعات الرأي
وركز كاسيدي في مقالته على نات سيلفر باعتباره يمتلك موقعاً إلكترونيًا خاصًا به، وايضًا لديه سجل حافل في متابعة الإنتخابات الرئاسية الأميركية، ويشير كاتب النيويوركر "إلى أن الخطأ الكبير الذي وقع فيه سيلفر تجلى بالتقليل من شأن نتائج إستطلاعات الرأي التي تبنى على التواصل المباشر مع الناخبين، وفي النهاية افترض بشكل خاطئ أن الحزب الجمهوري لن يختار ترامب كمرشح يمثله في السباق النهائي".
أصاب في توقعاته حول بوش
ويلفت "إلى أن نات سيلفر اعترف في مقالته يوم الاربعاء الماضي بأنه أخطأ – باستثناء تشاؤمه بمسيرة جيب بوش الإنتخابية - كما عمد إلى نشر عناوين لمقالات كتبها في اوقات مبكرة حول الإنتخابات، كـ" أعزائي وسائل الإعلام، توقفوا عن الجنون في موضوع إستطلاعات الرأي لترامب"، كما أكد سيلفر "أن توقعاته كانت تقوم على فرضية عدم حسم غالبية الجمهوريين لخياراتهم، وفي العصر الحديث لم يتمكن شخص كترامب بالفوز بترشيح حزب كبير".
عودة إلى التاريخ
ويؤكد كاسيدي "أن اخطاء سيلفر مثيرة للدهشة في الحقيقة، لانها صدرت من شخص يعمل في الإحصاءات، علمًا بأن وفي مرحلة العصر الحديث نجح باري غولدووتر في نيل ترشيح الحزب الجمهوري عام 1964، وجورج ماكغفرن (نال ترشيح الحزب الديمقراطي عام 1972، رغم انهما لم يكونا من التيار الرئيس للحزبين، كما إن خبرتهما في السياسة تفوق خبرة ترامب".
الإنقلاب الأول
ويقول الكاتب في نيويوركر "في ديسمبر/كانون الاول الماضي، اجرت WMUR وCNN، استطلاعًا للرأي في نيوهامشير، وجاءت النتائج 47% من الناخبين الجمهوريين يؤيدون افكار ترامب الذي حاز تأييد 49% من النساء، و58% من المتخرجين حديثًا".
ويتابع:" هذا الإستطلاع جعلني انظر الى ترشيح ترامب على انه اكثر جدية، وايضًا في مطلع يناير/كانون الثاني، رأى سام وانغ، أن استطلاعات الرأي الأولية لا تمتلك قيمة كبيرة، لكنه وبعدما اعاد النظر عاد ليقول إن دونالد ترامب في موقف قوي للحصول على ترشيح حزبه على غرار هيلاري كلينتون، وكما حدث مع جورج دبليو بوش (الحزب الجمهوري) في عام 2000، أو آل غور (الحزب الديمقراطي) في عام 2000".
وأضاف كاسيدي، "في فبراير الماضي وعلى الرغم من اعتراف سيلفر بأن النخبة الجمهورية لم تفعل الكثير لمكافحة ترشيح ترامب، غير انه رفض الاعتراف بحظوظ الأخير رغم فوزه في انتخابات نيوهامشير وساوث كارولينا".
عوامل ساعدت
سيلفر لم يكن الوحيد الذي استبعد فرص ترامب، نات كوهين كان هو الآخر في المعسكر الذي لم يتوقع وصول الملياردير، وكان دائمًا يقلل من حظوظه، وكتب اخيرًا يقول"حصلت افتراضات سيئة إضافة الى عملية سوء تفسير في البيانات".
واضاف: "من وجهة نظري، نصر ترامب لا مفر منه، وهناك العديد من العوامل غير العادية ساعدت على تحقيقه، كاهتمام وسائل الاعلام بأخبار ترامب، ووجود عدد كبير من المرشحين في السباق، الأمر الذي حال دون تمكن الحزب الجمهوري من التوحد ضده".
مختلف اليوم&
ويقول سيلفر: "لا بد من الاشارة الى ان الحزب الجمهوري اليوم يختلف عن الحزب الجمهوري في السبعينات والثمانينات، فقد انعطف اكثر إلى اليمين، وشهد سلسلة من الثورات الداخلية التي قوضت سلطة "المؤسسة الجمهورية"، وهذه الأمور جعلت الأمور مؤاتية لدونالد ترامب".
&
التعليقات