بعض الصحف اتهمت مجلس النقابة بعملية التسييس الشديدة للأزمة

آراء وتكهنات ترصدها مختلف الصحف العربية حول الأزمة الراهنة بين نقابة الصحفيين ووزارة الداخلية في مصر،إذ يراها البعض أزمة دخلت "مرحلة الوساطة" بينما يتهم آخرون رئيس النقابة بـ"تسييس" الخلاف.

كما استمر بعض الكتاب في تحليل فوز المسلم صادق خان ذي الأصول الباكستانية بمنصب عمدة لندن إحدى أكبر العواصم الأوروبية.

وعلى رأس صفحتها، ترى جريدة المصري اليوم أن "أزمة الصحفيين تصل مرحلة الوساطة"، مستندة بأن عدة أطراف بدأت "إجراء اتصالات مع جهات بالدولة، منها مؤسسة الرئاسة لرأب الصدع بين النقابة ووزارة الداخلية".

وترى صحيفة الشروق أن هناك "تحركات للتهدئة" بعد استجابة النقابة لاقتراح عدد من نواب البرلمان بتأجيل المؤتمر العام الذي تم تحديده يوم الثلاثاء المقبل، وقررت تأجيله لمدة أسبوع، لإعطاء الفرصة لكل الأطراف والوسطاء سواء من داخل البرلمان أو خارجه لتفعيل جهودهم لحل الأزمة.

بينما يرى كتاب آخرون مثل محمد فايز فرحات بالأهرام المصرية أن النقابة ربما خسرت جزءا من معركتها في أزمة اقتحام الشرطة مقرها حينما دخلت في "مواجهة مع أعلى مستويات السلطة في مصر، ممثلة في رئيس الدولة ومطالبته بالاعتذار الواضح والصريح رغم أنه لم يكن طرفا في هذه الأزمة".

وأضاف أن "الخطأ الثاني الأبرز الذي وقع فيه مجلس النقابة هو عملية التسييس الشديدة للأزمة".

وفي جريدة الوفد المصرية، يتهم الكاتب مجدي سرحان مجلس النقابة بأنه "هو الذي أوقعها وورطها في هذه الأزمة العبثية، وهو وحده المسؤول عن الحل". كما أنه وجه أصابع الاتهام نحو "الطرف الثالث" الذي قام "باستغلال سوء تصرف نقيب الصحفيين في قضية الناشطين بدر والسقا وأقحم النقابة في مشهد معقد للغاية".

في نفس السياق، ينتقد عبد الله زلطة في جريدة السياسة الكويتية دور نقابة الصحفيين على خلفية الأزمة الراهنة مع وزارة الداخلية.

وقال الكاتب: "بدلا من أن ينشغل نقيب الصحافيين ومجلس النقابة بإعداد قانون جديد والارتقاء بالعمل النقابي ومناقشة قضايا الأجور المتدنية لعشرات من الصحافيين المصريين وتطبيق ميثاق الشرف الصحافي على كل من يتجاوز بالنشر ويخوض في أعراض الناس بالحق والباطل، بدلا من القيام بهذا الدور النقابي، نجد مجلس النقابة يتعمد إثارة أزمات مع الدولة والرأي العام وإيواء المطلوبين للعدالة والتستر عليهم".

ويرى الكاتب أنه "لا حل للأزمة الحالية إلا بتصحيح المسار وإبعاد النقابة عن العمل السياسي والتفرغ للعمل النقابي الذي يخدم أبناء المهنة".

وفي جريدة البيان الإماراتية، كتب جلال عارف، نقيب الصحفيين المصريين السابق، قائلا إن "نقابة الصحافيين المصريين كانت على الدوام هي قلعة الحريات وحصن الديمقراطية".

وأضاف: "أن الصحافة المصرية كانت أحد الصناع الرئيسيين لـ30 يونيو وأن الصحافيين المصريين كانوا في مقدمة الصفوف في المعركة ضد حكم الإخوان وفي الدفاع عن صحافة مصر ضد عملية الأخونة التي استهدفت السيطرة على الصحف الأساسية... إن توقيت الأزمة يثير الكثير من علامات التعجب... وستبقى المهمة الأصعب بالنسبة للجميع: كيف نحافظ على تحالف 30 يونيو لنبني مصر التي يتمناها كل المصريين والعرب".

عمدة لندن الجديد "يهزم العنصرية"

خان: سأكون عمدة لكل اللندنيين

يقول علي سعد الموسى في صحيفة الوطن السعودية إن نجاح خان يعكس مدى "انخراط" الجاليات الإسلامية بلندن "في تشكيل وجه الحياة السياسية في البلدان الديمقراطية المهاجرين إليها".

وأضاف الكاتب أن "الطوابير الطويلة نحو صناديق الاقتراع في شرق لندن، حيث كثافة الجالية الإسلامية" كان لها دور ملفت ساهم "ضمنياً إلى فوز المرشح المسلم".

ولكنه يرى أن صعود خان هي "حالة فردية خاصة مثله مثل باراك أوباما... فوز صادق خان ليس إلا إشارة تغيير لافتة في بنية المجتمع البريطاني الأبيض المحافظ جداً ثم يقبل بمهاجر لمنصب عمدة المدينة الرمز. هذا ما يجب أن تنتبه له الجاليات المهاجرة وتبني عليه بشراكة وإيجابية".

وفي الشرق القطرية يقول سمير الحجاوي: "صادق خان يهزم العنصرية".

ويقول الكاتب: "يحق لمدينة لندن ولبريطانيا كلها أن تحتفل مطولا بهزيمة العنصرية، فهذه الدولة الاستعمارية تحاول أن تكفر عن خطاياها، وتحث الخطى نحو مجتمع جديد عابر للأديان والأقوام والألوان، رغم وجود حركة عنصرية لا يستهان بها".

وقارن الكاتب مصير خان في حال كان يعيش في دولة عربية، قائلاً: "لو أن أهله هاجروا إلى دولة عربية بدلا من بريطانيا، كان سيبقى رهنا للكفيل، وتصريح السفر والمنع من الدراسة في المدارس الحكومية، وسيحصل على الإقامة بشق الأنفس، وبالطبع سيبقى باكستانيا إلى الأبد، ولن يصبح مواطنا، وسيكون من الصعب أن يصبح مديرا أو حتى رئيس قسم".

أما سهى الجندي في موقع إيلاف اللندني تقول: "لم يأت فوز المحامي صادق خان المسلم بمنصب عمدة لندن مفاجئاً، لأن انكلترا أكثر بلاد العالم تفهما لما يجري على الساحة العالمية والإنجليز يفهمون لعبة الدول الكبرى القذرة التي استغلت شريحة مغرر بها من المسلمين وجعلتهم إرهابيين".

وأضافت: "هناك إنجاز آخر في المجتمع الإنجليزي وهو نجاح حملة المقاطعة وسحب الاستثمارات... بدأت في 9 يوليو 2005... وتطبيق العقوبات ضد إسرائيل حتى تنصاع للقانون الدولي والمبادئ العربية لحقوق الإنسان".

وتصدر خان الصفحة الرئيسية لجريد الأهرام المصرية التي أبدت اهتماما بتصريح له عقب الفوز يقول "لم أتخيل فوزي وسأكون عمدة لكل اللندنيين".

&