إيلاف من بغداد: ضبطت قوة أمنية مطبعة وسط العاصمة بغداد تحوي كُتبا بعثية مُعدة للتوزيع، فيما انتشرت صور لافتات وشعارات مناوئة لايران خطت على الجدران وعلى اسفلت الشوارع وذكر انها في مدن جنوب العراق، في حين اظهر فيديو مجموعة من العراقيين وهم يضرمون النار بالعلم الإيراني، فيما حذر رئيس مجلس النواب سليم الجبوري من الانجرار وراء مخططات الفتنة وتعويق مسيرة البلد اعتبر اتحاد القوى ان ما جرى يوم الجمعة فوضى، أما رئيس &ائتلاف دولة القانون نوري المالكي فقد دعا الى عقد جلسة برلمانية شاملة وفق سياق توافقي.

مطبعة البعث&

وذكر بيان لخلية الاعلام الحربي اطلعت "إيلاف" على نسخة منه، أن "قوة امنية ضبطت مطبعة في منطقة السعدون تحتوي كتبًا لحزب البعث المحظور وكانت مُعدة للتوزيع".

ولم تكشف خلية الاعلام الحربي عن عناوين هذه الكتب، ولا عن اعدادها كما لم تبيّن ما اذا كانت مؤلفات او كراسات حزبية ومنشورات صغيرة، في حين اشارت مصادر امنية الى أن موضوع المطبعة محاولة لتخفيف حدة الاحتقان واثارة مخاوف عودة البعثيين، وان الإعلان عنها قصة مختلقة.

عضو اللجنة في مجلس محافظة بغداد سعد المطلبي قال لـ"إيلاف" إن "وجود كتيبات بعثية في احدى مطابع منطقة السعدون يؤكد أن حزب البعث ومؤيديهم مازالوا طامعين بالسلطة ومازالوا يتأمرون على العراق وان المندسين في المظاهرات دليل آخر على مخططاتهم الشيطانية".

وكان رئيس الوزراء حيدر العبادي، من وصفهم بـ"المندسين" في الوقوف وراء اقتحام المنطقة الخضراء أمس الجمعة، داعيًا "المواطنين والقوى السياسية الوطنية الى التكاتف والتصدي الى مؤامرات المندسين البعثيين المتحالفين مع الدواعش المجرمين، والذين يقومون باعمال ارهابية في المدن لايقاع الفتنة بين المواطنين والدولة".

حرق علم ايران ولافتات مناوئة&

لكنّ المتظاهرين جددوا ومرة ثانية ترديد شعارات مناوئة لإيران ويظهر فيديو انتشر على وسائل التواصل الاجتماعي قيام عراقيين بحرق العلم الإيراني وهم يرددون " احرقوه هذا العلم ايران .. خلي يسمع سليماني ".

كما انتشرت صور لشعارات ولافتات مناوئة لإيران ونشرت وكالة القشلة العراقية عددًا من تلك الصور، وقالت انها من مدن جنوب العراق، وأشارت فيها الى ان جدران في الناصرية والبصرة والعمارة والسماوة والقادسية تحولت الى لافتات احتجاج ضد ايران.

وحملت بعض الجدران عبارات "كلا كلا ايران عاش عاش مقتدى"، وظهر في إحدى الصور شخص يرتدي ملابس سوداء ويحمل قميصه شعارًا لسريا السلام وهي فصيل تابع للتيار الصدري ، وفي صورة أخرى كتب "برّا برّا سليماني .. برّا برّا ايران عاش عاش ابن الصدر"، وكتب في ثالثة "ما نريد ايراني دجال دجال سليماني قائدنا ابن الصدر".

تشييع ضحايا التظاهرات&

وشيع اهالي مدينة الصدر شرق بغداد، السبت، متظاهرين قتلا بأحداث اقتحام المنطقة الخضراء .وتقدمت عناصر في سرايا السلام جموع المشيعين للقتيلين (حسين محي حسن ،وحيدر محمد حسن ) اللذين سقطا باطلاق نار وقنابل مسيلة للدموع من قبل القوات الامنية لتفريق المتظاهرين.

وطالب المشيعون الحكومة بالسعي لحقن دماء الشعب العراقي كسعيهم &للحفاظ على مناصبهم ، حيث رددوا هتافات مناهضة للحكومة.

وتخيم اجواء الهدوء الحذر على العاصمة بغداد، في ظل انتشار امني كثيف وأغلقت القوات الامنية ساحة التحرير والشوارع المحيطة بها باتجاه ساحة الطيران وجسر الجمهورية المؤدي الى المنطقة الخضراء، وسط العاصمة بغداد، بالحواجز الكونكريتية والاسلاك الشائكة.

دعوة المالكي&

ودعا رئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي، السبت، إلى التصدي للخارجين عن القانون، عادًا ما حصل يوم امس، بدخول المنطقة الخضراء من قبل المتظاهرين بأنه محاولة لتعطيل الإصلاح.

قال المالكي في بيان تلقت "إيلاف" نسخة منه، إن "ما حصل من عملية اقتحام للبرلمان ومقرات الحكومة والتحريض على استهداف رجال الأمن الذين يمارسون مهامهم في حفظ القانون يتطلب من الجميع الإحساس بالمسؤولية وإعلاء المصلحة الوطنية، ونحن إذ وقفنا في البرلمان لصالح صيحة الإصلاح، نقف اليوم مجددًا من اجل تلبية مطالب الشعب العراقي".

وأشار المالكي إلى "أننا نعتقد أن ما حصل يوم أمس كان محاولة لتعطيل عملية الإصلاح، لأن إجراء التغيير وتصحيح المسار لا يفرض بالقوة وسطوة الشارع، بل عبر القانون والدستور، لذلك نؤكد ضرورة الحفاظ على النظام والممتلكات العامة والخاصة التي هي ملك الشعب، ونجد ان حالة الانفلات والفوضى لا تخدم مصالحه".

وطالب المالكي الأجهزة الأمنية بـ"حماية المواطنين والتصدي للخارجين عن القانون من الذين يحاولون حرف التظاهرات عن مطالبها المشروعة"، داعيًا أبناء الشعب العراقي إلى "المزيد من التعاون والوقوف مع أبنائهم في القوات المسلحة لقطع الطريق أمام من يحاول خلق الفتنة وزعزعة الامن والاستقرار".

وتابع المالكي "نهيب بالمخلصين والحريصين على سلامة العملية السياسية إلى سحب البساط من تحت الذي يريد السوء بالعراق، والذي اتضح جليًا من الإعلام المعادي للعراق الجديد والمؤيد للبعث المقبور والحركات الإرهابية".

ودعا زعيم دولة القانون، جميع الأطراف المعنية في مجلس النواب إلى "عقد جلسة شاملة وفق سياق توافقي توحيدي ينهي الأزمة الراهنة لتبدأ مسيرة الإصلاح والتصدي لاستعادة هيبة الدولة، ومواصلة دعم قواتنا المسلحة والحشد الشعبي لاستكمال عملية تطهير كامل التراب العراقي من رجس عصابات داعش الإرهابي".

حكم الاتحادية&

رئيس الجمهورية دعا الى تعجيل استثنائي لبت المحكمة الاتحادية بمشكلة مجلس النواب، وقال انه "نظراً إلى الحاجة الماسة لتلافي أية مضاعفات استثنائية طارئة قد تترتب عن الأزمة السياسية التي تمر بها البلاد".

وأضاف "انطلاقًا من مقتضيات المصلحة الوطنية العليا وما تمليه مسؤوليتنا الدستوية من جهد مضاعف لازم لحسم معالجة المشكلة الراهنة التي يواجهها مجلس النواب في أسرع وقت، ندعوكم الى حث الجهات القضائية المعنية بضرورة مضاعفة العمل لتمكين المحكمة الاتحادية من البت العاجل بالمشكلة أعلاه".

معصوم دعا المتظاهرين الى ضبط النفس&والالتزام بالقانون وعدم اقتحام مؤسسات الدولة، مبينًا انه ما حصل امس لا يخدم المتظاهرين ومطالبهم بل يساهم في خلق الفوضى.

وقال معصوم في بيان حصلت "إيلاف" على نسخة منه، إن "التظاهرات حق دستوري وقانوني مضمون للعراقيين للتعبير عن آرائهم حول أداء الحكومة والسلطات الاخرى ولمطالبتها بتوفير الخدمات وحفظ الامن وسلامة المواطن"، مبينًا ان "هذا لا يعني تحويل التظاهرات الى فرصة للاعتداء على القوات الامنية او اقتحام المؤسسات الحكومية".

واضاف معصوم أن "ما حصل يوم امس من اقتحام الامانة العامة لمجلس الوزراء لا يخدم المتظاهرين واهدافهم بل يساهم في خلق الفوضى".

وقال تحالف القوى العراقية إن "ما جرى من فوضى أمس ﻻ تعبر عن وجه نظر المتظاهرين المدنيين والمطالبين بالحقوق"، واكد انه يتفاجأ بـ"ممارسات تحاول عرقلة اإستقرار السياسي وتزيد من الفجوة بين الشعب ومؤسسات دولته ، بل وتجاهد لجر البلد الى الفوضى، والمصير مجهول".

وكان رئيس مجلس النواب سليم الجبوري حذر &من مغبة الانجرار وراء مخططات الفتنة وتعويق مسيرة البلد، ودعا الى ضبط النفس والتحلي بالمسؤولية تجاه الوطن.&

وكان محتجون قد دخلوا مبنى مجلس الوزراء يوم الجمعة لعدة ساعات وأظهرت صور بثت على الانترنيت محتجين يحملون أعلام العراق ويلوحون بأيديهم أمام شعار المكتب الصحفي لرئيس الوزراء وداخل قاعة اجتماعات.

وفتحت قوات الأمن العراقية النار على المحتجين الذين اقتحموا المنطقة الخضراء الحصينة ببغداد الجمعة، بينما أدان رجل الدين الشيعي البارز مقتدى الصدر سلوك القوات. وقال شهود إن عشرات الأشخاص أصيبوا بسبب إطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع والرصاص الحي. وذكر بيان للجيش أن بعض رجال الأمن تعرضوا للطعن ولم يتسنَّ للسلطات على الفور التحقق من تقارير عن سقوط عدد من القتلى من المدنيين.
&