عبّرت الأمم المتحدة عن قلقها من أحداث المنطقة الخضراء في بغداد، ودعت إلى الموافقة من دون تأخير على حكومة قادرة على الإصلاح ومجابهة التحديات، بينما دعا معصوم المحكمة الاتحادية إلى التسريع في البتّ في مشكلة مجلس النواب، في حين عرض أوباما على العبادي دعمًا أمنيًا وماليًا.

بغداد: أعربت بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق "يونامي"عن قلقها البالغ إزاء تصاعد المواجهات خلال مظاهرات الجمعة، والتي استهدفت مرة أخرى المنطقة الخضراء في بغداد. وقال الممثل الخاص للأمين العام في العراق يان كوبيش، في تصريح صحافي تسلمت "إيلاف" نصه، إن "ما حدث يبيّن كيف يمكن للأحداث أن تتخذ منحىً مختلفًا، فتتصاعد، متسببة في سقوط الضحايا".

وشدد على أن "استعادة الهدوء عامل رئيس للعراق، ليتمكن من المضي قدماً في إيجاد حلّ سياسي، قائم على مشاورات، تشمل الجميع لاستئناف عمل برلمان موحّد الصف للموافقة من دون تأخير على حكومة قادرة على الإصلاح، وراغبة فيه، وقادرة على دفع مسيرة الإصلاحات، التي من شأنها معالجة الأولويات ومجابهة التحديات التي يواجهها البلد والشعب، وعلى رأسها محاربة تنظيم داعش صفّاً واحداً". & &

وحثّ الممثل الخاص للأمين العام القوى السياسية العراقية على الإنخراط فورًا في حوارٍ لتهدئة الوضع والبحث عن حلول سياسية.. وقال: "أعداء العراق فقط، وفي مقدمتهم داعش، هم من يستفيدون من الفوضى.. ونحن على يقين من أن العراقيين الوطنيين لن يسمحوا لهذا الأمر أن يحدث".&

من جهته، دعا الرئيس العراقي فؤاد معصوم المحكمة الاتحادية الى تعجيل استثنائي في البت في مشكلة مجلس النواب الراهنة، والتي قدم طعونًا لها النواب المعتصمون ورئاسة البرلمان في عدم شرعية كل من جلستيهما البرلمانيتين أخيرًا.

وخاطب معصوم رئيس المحكمة الاتحادية مدحت المحمود، في بيان إطلعت على نصه "إيلاف"، قائلًا: "ندعوكم إلى حث الجهات القضائية المعنية على ضرورة مضاعفة العمل لتمكين المحكمة الاتحادية من البت العاجل في مشكلة مجلس النواب الراهنة".

وأضاف أن ذلك يأتي "نظرًا إلى الحاجة الماسّة إلى تلافي أية مضاعفات استثنائية طارئة قد تترتب عن الأزمة السياسية التي تمر بها البلاد، وانطلاقًا من مقتضيات المصلحة الوطنية العليا، وما تمليه مسؤوليتنا الدستورية من جهد مضاعف لازم لحسم معالجة المشكلة الراهنة التي يواجهها مجلس النواب في أسرع وقت".

أوباما يعرض على العبادي دعمًا أمنيًا ومساعدات مالية
ابلغ الرئيس الاميركي باراك اوباما رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أن بلاده ستزيد الدعم للعراق من اجل تخطي الازمة المالية التي يمر بها واستعدادها لتقديم الخبرات الامنية اليه لمواجهة التحديات الامنية.

جاء ذلك خلال اتصال هاتفي تلقاه العبادي من اوباما مساء امس، حيث تم بحث العلاقات بين البلدين والتحديات الامنية والسياسية والاقتصادية والحرب على "الارهاب" والانتصارات المتحققة على عصابات داعش. وقدم أوباما تعازيه الى العبادي والشعب العراقي في التفجيرات "الارهابية" الاخيرة التي شهدها العراق أخيرًا، واوقعت مئات القتلى والجرحى، معبّرًا عن دعم بلاده الكامل للعراق في حربه ضد "الارهاب".

واكد الرئيس الاميركي أن بلاده ستزيد من دعمها للعراق، من اجل تخطي الازمة المالية التي يمر بها، نتيجة انخفاض اسعار النفط، مؤكدًا جاهزية الولايات المتحدة الاميركية لتقديم الخبرات الى العراق لمواجهة التحدي الامني، كما نقل عنه بيان رسمي لرئاسة الحكومة العراقية، اطلعت على نصه "إيلاف"، مشيرًا الى ان اوباما دعا جميع الدول الى مساعدة العراق والتنسيق مع الدول الصناعية الكبرى في مؤتمرها هذا الشهر لتقديم كل الدعم الى العراق، والى حكومته في جميع المجالات.

بدوره، اكد العبادي خلال الاتصال الهاتفي مع اوباما أن "عمليات تحرير الاراضي مستمرة، وسنكمل تحرير الفلوجة قريبًا، والتوجه الى تحرير كل شبر من ارض العراق"، بحسب قوله. واضاف ان العراق ماضٍ في الاصلاحات في جميع القطاعات، خصوصًا الاقتصادية، وتحقيق الانتصارات رغم التحديات العديدة وجهود الولايات المتحدة واضحة لدعم العراق في حربه ضد الارهاب".

يذكر ان أربعة محتجين ينتمون الى التيار الصدري قتلوا وأصيب 90 آخرون، عندما أخرجت قوات الأمن متظاهرين اقتحموا المنطقة الخضراء شديدة التحصين في بغداد ودخلوا مكتب رئيس الوزراء حيدر العبادي. واستخدمت قوات الأمن العراقية الرصاص الحي والمطاطي ومدافع المياه والغاز المسيل للدموع لإخراج المحتجين من المنطقة التي تضم مقار الرئاسات الثلاث والبرلمان والسفارات الاجنبية، حيث تم حصر عدد الضحايا من أربعة مستشفيات نقلوا إليها، ومن مشرحة بغداد المركزية، وهم من أصيبوا بالرصاص فقط، وليس حالات الاختناق نتيجة للغاز المسيل للدموع.

واقتحم مدنيون المنطقة الخضراء مرتين خلال ثلاثة أسابيع، مما يثير تساؤلات بشأن قدرة الحكومة على تأمين العاصمة، التي شهدت هذا الشهر تصعيدًا في التفجيرات، التي أعلن تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليته عنها.&

وكان من بين المحتجين أنصار لرجل الدين الشيعي مقتدى الصدر وآخرون من جماعات أخرى غاضبون لفشل الحكومة في إقرار إصلاحات لمكافحة الفساد وتقديم الخدمات الضرورية وعجزها عن توفير الأمن.

وندد جعفر الموسوي نائب رئيس الهيئة السياسية للتيار الصدري بالحكومة لاستخدامها ما وصفه "بالقوة المفرطة".. وقال في بيان صحافي إن "استخدام الرصاص الحي ضد المتظاهرين المسالمين هو أمر غير مبرر تمامًا، ودليل واضح على أن الحكومة التي يفترض أن تكون شرعية قد تحولت إلى حكومة قمعية".

من جهته، هاجم العبادي في كلمة متلفزة مساء الجمعة اقتحام المنطقة الخضراء، وحذر من الفوضى والصراع، قائلاً: "ما حصل اليوم من اقتحام لمؤسسات الدولة والعبث بالمال العام لا يمكن القبول به، والتهاون مع مرتكبيه، وإن القانون لا بد أن يأخذ مجراه على كل متجاوز".
&
&


&