إيلاف من بغداد: قال ممثل الامين العام للامم المتحدة في العراق يان كوبيش، عقب اجتماع مع المرجع الشيعي الاعلى السيستاني اليوم، إن المرجع اكد له ان المرجعية ستتدخل بقوة في العملية السياسية عند الضرورة، مؤكدًا أن المرجع محبط لما آل مشروع الاصلاح من عدم التنفيذ.
واضاف كوبيش في مؤتمر صحافي بمدينة النجف (160 كم جنوب بغداد) الاثنين، عقب اجتماعه مع المرجع الشيعي الاعلى آية الله السيد علي السيستاني، "تشرفت كثيرًا بلقاء المرجع السيد السيستاني وهو شرف لنا وللأمم المتحدة واوجزت خلال اللقاء نشاطات الامم المتحدة ودورها في حل الازمة السياسية في العراق ودعم الاصلاحات ومحاربة داعش". وشدد على أن المرجع السيستاني عبر له عن قلقه من الوضع الحالي في العراق وسيتدخل بقوة في العملية السياسية عند الضرورة.. مشيراً الى أن المرجعية تراقب الوضع العام في البلاد عن كثب وهي قلقة من أزماته .. وقال: "نحن كأمم متحدة ومعنا المرجعية ندعم التقدم الحالي للقوات الوطنية ومعها القوات الساندة في معاركها ضد داعش".
واشار الممثل الاممي الى ان المرجع السيستاني اكد ان المرجعية ستتدخل بقوة في العملية السياسية اذا وجدت ضرورة لذلك .. مشددة على دعمها للعراقيين بكل مكوناتهم لمحاربة داعش ووجوب توحد العراقيين بكل طوائفهم".
واكد ان المرجع السيستاني عبّر عن اسفه لما طال مشروع الاصلاح في العراق، مؤكدًا دعمه لعمل منظمات الامم المتحدة في العراق، وداعيًا الحكومة العراقية والمجتمع الدولي الى مساعدة ودعم النازحين في العراق.
واوضح كوبيش أنه اوجز للمرجع السيستاني بصراحة كبيرة موقف بعثة الامم المتحدة من الاوضاع الحالية في العراق.. وقال: "إن الامم المتحدة تدعم القوات العراقية والشعب العراقي في محاربة داعش والمرجع اكد لي انه يدعم بقوة القوات العراقية لمحاربة داعش". واشار كوبيش الى أن المرجع السيستاني بعث رسالة تؤكد أن محاربة داعش يجب ان توحد جميع العراقيين، وهو يلح على ضرورة الاهتمام بالمدنيين الذين يجب ان لا يتضرروا من أي انتهاكات خلال الحرب الحالية وتقديم الدعم اللازم لهم.
السيستاني غاضب
وفي 13 من الشهر الحالي، انتقد السيستاني استمرارهم بخلافاتهم السياسية وتقديم مصالحهم الخاصة على العامة، عدّت الكلام مع هؤلاء المسؤولين اصبح "بلا جدوى". وقال ممثله احمد الصافي في خطبة صلاة الجمعة في كربلاء (110 كم جنوب بغداد) إن الجميع يتساءل متى يعود المسؤولون الى رشدهم ويتركون المناكفات والمصالح الخاصة".. مبينًا انه "لا جدوى من الحديث معهم بهذا المجال لأنهم صموا آذانهم" في اشارة الى اولئك المسؤولين.
وكان السيستاني قرر في الخامس من فبراير الماضي أن لا تكون خطبته السياسية اسبوعية، بل "حسب ما يستجد من الامور وما تقتضيه المناسبات" في اشارة الى احباطه ازاء أداء الحكومة .. وقال معتمده الصافي "كان دأبنا في كل جمعة أن نقرأ في الخطبة الثانية نصًا مكتوبًا يمثل رؤى وأنظار المرجعية الدينية العليا في الشأن العراقي".
وأضاف: "لكن قد تقرر أن لا يكون ذلك أسبوعيًا في الوقت الحاضر، بل حسب ما يستجد من الأمور وتقتضيه المناسبات. ونكتفي اليوم بالدعاء لإخواننا المقاتلين في جبهات المنازلة مع الارهابيين"، في اشارة الى ميليشيات الحشد الشعبي.
ومن الواضح أن السيستاني لا يزال غاضبًا ازاء الحكومة بسبب فشل برنامجها الاصلاحي وجاء قراره هذا ليؤكد الاحباط الواضح فرسائله الثابتة التي تمارس ضغوطًا من اجل الاصلاحات لم تلقَ اذانًا صاغية. وغالبًا ما يدعو السيستاني الحكومة لتطبيق اصلاحات في مجال مكافحة الفساد، لكن بعض الطبقة السياسية تحول دون أي تغيير حقيقي.
ويعتبر السيستاني، صاحب النفوذ الواسع، انه يتعين على رجال الدين تقديم النصح دون التدخل في ادارة الشؤون العامة في البلاد. لكن دوره كان له أثر كبير على التطورات في العراق بعد سقوط نظام صدام حسين عام 2003.
دعم الاصلاحات
وحظيت الاصلاحات التي اقترحها العبادي في اغسطس عام 2015 بدعم من السيستاني في مواجهة نفوذ رئيس الوزراء السابق نوري المالكي وشخصيات أخرى تواجه اتهامات بالفساد ونهب المال العام، لكن المرجع الشيعي الأعلى عاد لاحقًا لينتقد تأخر تنفيذ الاصلاحات مع تنامي الغضب الشعبي في شوارع معظم المحافظات العراقية احتجاجًا على عدم تنفيذ العبادي لوعوده وعدم محاسبة كبار الفاسدين.
ويتمتع السيستاني بنفوذ واسع بين الملايين من الشيعة، وله سلطة يندر أن يتحداها سياسي عراقي، حيث تتناول خطبه قضايا عديدة منها الأمن والانتخابات والاقتصاد.
وكان السيستاني قد دعا العراقيين في يونيو عام 2014 إلى حمل السلاح ضد تنظيم داعش الذي استولى على نحو ثلث مساحة شمال وغرب العراق، حيث استجاب عشرات الآلاف من العراقيين لدعوته. وفي صيف عام 2015 دعا إلى إصلاح النظام السياسي العراقي الذي يشوبه الفساد مما شجع رئيس الوزراء حيدر العبادي على إطلاق حملة إصلاح انتقدها السيستاني لاحقًا واصفًا إياها بالبطيئة وغير الفعالة.
وفي وقت سابق اليوم، وصل رئيس بعثة الامم المتحدة في العراق "يونامي" ايان كوبيش إلى محافظة النجف لبحث العديد من القضايا المهمة، حيث كان في استقباله بمطار النجف الدولي العديد من المسؤولين في الحكومة المحلية.
وتأتي زيارة كوبيش الذي من المقرر انتهاء اعماله في العراق خلال شهر يونيو المقبل، في وقت تشهد فيه البلاد أزمة سياسية وتزايد الخلافات بين الكتل السياسية منذ اقتحام المتظاهرين للمنطقة الخضراء ومبنى البرلمان وسط بغداد وتصاعد الحرب ضد داعش بالترافق مع التفجيرات التي تشهدها بغداد ومدن عراقية أخرى عدة.
التعليقات