إيلاف من لندن:

حذر رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي اليوم الجمعة مما اسماها التصرفات المتهورة والأعمال الاجرامية التي تستهدف المؤسسات العامة ومكاتب الكتل السياسية تحت غطاء التظاهرات، كما قال مكتبه الاعلامي في بيان صحافي اطلعت على نصه "إيلاف".

وقال: "في الوقت الذي تتقدم فيه قواتنا الامنية في الفلوجة، ونحن نقطف الانتصارات المتتالية لنعيد أرضنا المغتصبة إلى حضن الوطن، تقوم بعض الجهات المجهولة بحرق مقار ومكاتب الكتل السياسية تحت غطاء التظاهرات".

وأضاف: "نحن ومن أرض المعركة المقدسة بين العراق والإرهاب نحذر وبشدة من كل التصرفات المتهورة والأعمال الإجرامية التي تستهدف أي مؤسسة عامة أو مكتب كيان سياسي وسنقف بقوة وحزم لردع المتجاوزين على النظام العام وارواح الأبرياء".. مطالبًا قادة الكتل السياسية برفض هذه الأفعال المشينة واستنكارها.

وطالب المتظاهرين الوطنيين بإعلان البراءة من هذه الأفعال المتطرفة التي تسببت بوقوع ضحايا واشاعة الرعب والقلق في صفوف المواطنين.

تجدد عمليات إغلاق مقار الاحزاب الشيعية

وقد تجدد الحرك الشعبي الذي يقوده التيار الصدري في محافظات البلاد الجنوبية الشيعية اليوم الجمعة بإغلاق مقرات لاحزاب سياسية مشاركة في السلطة متهمين اياها بالتسبب في الخراب الذي يعيشه العراق.&
ففي مدينة الحلة عاصمة محافظة بابل (100 كم جنوب بغداد)، هاجم متظاهرون فجر اليوم مكاتب حزب الدعوة الاسلامية بزعامة رئيس الوزراء السابق نوري المالكي والذي ينتمي اليه العبادي ايضًا وقاموا بإغلاقها في عموم المحافظة.

وفي مدينة النجف (160 كم جنوب بغداد) مقر المرجعيات الشيعية الاربع الكبرى يتقدمها آية الله السيد علي السيستاني، فقد هاجم انصار زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر الليلة الماضية مقر حزب الدعوة الاسلامية بزعامة المالكي وحطموا واجهته ورفعوا عليه شعار"مغلق بأمر الشعب"، حيث اصطدمت القوات الامنية مع المهاجمين واطلقت النار في الهواء لتفريقهم.. بالتزامن مع اغلاق مقار احزاب اخرى في محافظات عدة بينها تيار الاصلاح وحزب الفضيلة وتيار الدولة العادلة.

&

محتجون يغلقون مقرًا لمنظمة بدر

&

وجاء الهجوم على مقر حزب الدعوة اثر تجمع لمئات المتظاهرين من التيار الصدري في ساحة الصدرين بالنجف احتجاجًا على تصريحات الامين العام لحزب الدعوة نوري المالكي التي وصف فيها اتباع التيار الصدري بانهم بعثيون ومن فدائيي صدام.&

واعتبر المالكي في بيان صحافي تسلمته "إيلاف" تعرض مكاتب ومقرات الاحزاب السياسية في بغداد ومناطق اخرى من البلاد إلى الاغلاق من قبل من أسماها بـ"مجموعات الشغب" قد اعاد للإذهان "عصابات الحرس الجمهوري وفدائيي صدام"، ابان حكم النظام السابق، محذراً من الاستمرار في مخطط اثارة "النزاعات الداخلية". ودعا رئيس الوزراء حيدر العبادي ووزير الداخلية محمد الغبان إلى توفير الامن والحماية اللازمة لمكاتب الاحزاب السياسية.

ومنذ ثلاثة ايام، يقوم شبان تابعون للتيار الصدري يطلقون على أنفسهم "الثورة الشعبية الكبرى" بمهاجمة وإغلاق عدد من مقار الأحزاب الشيعية المشاركة في السلطة في محافظات جنوب العراق. فقد اغلق المحتجون مقار حزب الدعوة الإسلامية بزعامة الوزراء السابق نوري المالكي وحزب الفضيلة بقيادة المرجع محمد اليعقوبي ومقر المجلس الإسلامي الأعلى برئاسة عمار الحكيم ومقر حركة الإصلاح لوزير الخارجية إبراهيم الجعفري.

&

محتجون يحطمون واجهة مقر حزب الدعوة بالنجف

&

الحكيم يرفض مهاجمة مقرات الاحزاب واتهام القادة بالفساد

ومن جانبه، اعتبر رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي عمار الحكيم تحطيم مقرات الاحزاب الشيعية التي وصفها بأنها "مقرات المجاهدين" واتهام "المخلصين" بالسرقة بأنها خطوات تؤدي للفساد لا للاصلاح مؤكدًا ضرورة اتخاذ اساليب ووسائل اخرى لتحقيق الاصلاح.&

وقال الحكيم في كلمة خلال امسية رمضانية، اقيمت في مكتبه الليلة الماضية ووزعها مكتبه الاعلامي، "إن هناك من يحطم مقرات المجاهدين وهذا منطق غريب".. متسائلاً "لماذا نريد الاصلاح ؟ هل يتم الاصلاح بوسائل غير اصلاحية هل يتم الاصلاح بالتحطيم والتشهير والاساءة إلى المؤمنيين واتهام جميع المخلصين بالسرقة.. هذا افساد وليس إصلاحاً".

واكد الحكيم قائلاً: "نحن لانؤمن بمنطق الغاية تبرر الوسيلة والوسائل يجب ان تكون من جنس الغايات وشريفة وقيمة". وتساءل قائلاً: "هل هتافات (كلهم حرامية) واتهام الجميع بالسرقة نهج اسلامي ؟ حيث يتم الاتهام من دون تمحيص". مضيفًا أن " هناك سراقًا وسيئين لكن ليس الجميع".&

مليونية للمطالبة باصلاح حقيقي وتشكيل حكومة تكنوقراط

ووسط مخاوف من صدام شيعي شيعي أو مع القوات الامنية، فقد دعا المتظاهرون إلى تظاهرة مليونية اليوم الجمعة المقبل في ساحة التحرير وسط بغداد بمشاركة متظاهرين من جميع المحافظات.

وقالت اللجنة المنظمة لتظاهرات الاحتجاج في بيان، اطلعت على نصه "إيلاف"، مخاطبة المواطنين: "يا ابناء الثورة العراقية الكبرى يا ابناء الرافدين يا ابناء سومر وآشور وبابل وثورة العشرين وثورة الكفن الأبيض.. يا ابناء المقاومة والممانعة وَيَا ابناء الفكر والوعي.. وَيَا أهل السلم والسلام، لقد والله قرب يوم المظلوم.. وأنها لصيحة المحرومين وأنها لصيحة الفقراء وأنها لصيحة الوطنيين الشرفاء... تهدم عروش الفاسدين".

وناشدت اللجنة المواطنين قائلة "فهبوا ألوفًا وهبوا فئات وهبوا جميعاً لنصرة ثورة الإصلاح.. فها هم أعداء الإصلاح قد راهنوا على ذبول جذوة الإصلاح في صدوركم... وها هو قائد الإصلاح العراق العظيم ينتظر منكم المزيد من المطاولة والتحشيد".

&

محتجون يهاجمون مقر حزب الدعوة الاسلامية

&

وختمت لجنة التظاهر بيانها بالقول "في التحرير موعدنا مع كل عراقي غيور وفى بعهده مع أمه ارض العراق ومع شعبه... وان كان الفاسدون يراهنون على عدم السلمية وعلى الملل والتعب فإننا نراهن على السلمية والثورة المتجددة... ولا عذر لمن خذل الثورة... وترك العراق صريعا بين انياب العملاء التابعين الفاسدين.. يا أبناء محافظاتنا العزيزة.. موعدنا غدا الجمعة في ساحة التحرير بعد الافطار".

وكان الصدر اعتبر ان التظاهر في شهر رمضان من العبادات.. وقال ردا على سؤال وجهه له احد اتباعه أمس حول ما اذا كان التظاهر في شهر رمضان من العبادات "بلى هو كذلك.. شكرا لهذا السؤال".

وكانت انطلاقة تظاهرات الاحتجاج العراقية في عموم محافظات البلاد الوسطى والجنوبية في أغسطس عام 2015 بدعم من المرجعية الشيعية علي السيستاني للمطالبة بإصلاحات في أوضاع البلاد السياسية والأمنية والاقتصادية ومحاربة الفساد ومحاكمة الفاسدين قام إثرها رئيس الوزراء حيدر العبادي بإجراء إصلاحات ترقيعية لم تنل رضا المرجعية الدينية، كما لم تقتنع بجديتها الجماهير الغاضبة.