إيلاف من لندن: شدد رئيس مجلس النواب سليم الجبوري على ضرورة الحفاظ على حياة المدنيين ومسار الجانب الانساني وتهيئة الممرات الآمنة بالسرعة الممكنة وتحييد المدنيين من نيران المعركة الدائرة في مدينة الفلوجة بمحافظة الانبار الغربية.&

وقال في تصريح صحافي، تسلمت "إيلاف" نصه اليوم، "هناك معلومات تشير إلى بعض التجاوزات التي ارتكبها أفراد في جهاز الشرطة الاتحادية وبعض المتطوعين أدت إلى انّتهاكات بحق مدنيين، وان هذه الأفعال تسيء إلى التضحيات التي يقدمها هذا الجهاز وجميع القوات المقاتلة".&

وطالب الجبوري رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة بتعقب هذه التجاوزات ومعالجتها بحزم وسرعة، "تلافيًا لتداعياتها وحفاظًا على الانتصارات المتحققة للقوات المسلحة".&

يذكر أن ناشطين عراقيين أكدوا في تعليقات لهم وافلام فيديو عرضوها على شبكة التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، واطلعت عليها "إيلاف"، ارتداء عناصر في مليشيات الحشد الشعبي زي الشرطة الاتحادية للدخول إلى المناطق التي تشهد قتالاً ضد تنظيم "داعش" حاليًا، وخاصة في مدينة الفلوجة، لارتكاب تجاوزات طائفية ضد سكانها، حيث لجأت عناصر الحشد إلى ذلك بعد منع تشكيلاته من المشاركة في المعركة.

وأشارت تقارير إلى أنّ قيادات وعناصر اللواء الخامس الخاص من ميليشيا بدر التي يتزعمها قائد عمليات الحشد الشعبي هادي العامري قد شوهدوا وهم يرتدون زي الشرطة الاتحادية، وقد تم تسليمهم أسلحة ثقيلة وآلية تحت قيادة شخص يدعى العميد حيدر ويُكنى أبو ضرغام كان قائد ميليشيا بدر ومنحه هادي العامري رتبة عميد في الشرطة وأعاده لقيادة اللواء الخاص.

يذكر أن قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الايراني الجنرال قاسم سليماني، إضافة إلى عدد من المستشارين العسكريين الايرانيين، يوجدون حاليًا في جبهة القتال حول مدينة الفلوجة والمناطق القريبة منها، والتي انطلقت شرارة القتال فيها في 23 من الشهر الماضي وهي تقف حاليًا على مشارفها بإنتظار التقدم لدخولها.

ووسط محاولات عناصر تنظيم "داعش" صد هجوم الجيش العراقي على الفلوجة، فقد اشتدت حاجة سكان المدينة للغذاء والماء، ما دفعهم للهرب لتعتقل السلطات المئات منهم بذريعة تأييدهم لتنظيم داعش الذي يفرون منه.&

واعتقلت القوات العراقية خلال اليومين الماضيين عشرات العراقيين الفارين من الفلوجة التي يسيطر عليها التنظيم منذ مطلع عام 2014، فيما نشرت عشائر محلية في بلدة الكرمة قوائم بأسماء الرجال المختطفين من قبل مليشيات الحشد الشعبي.&

عملية التحرير تتحول إلى تدمير&

ومن جهته، حذر ائتلاف الوطنية بزعامة اياد علاوي من تحول معارك تحرير الفلوجة إلى عمليات انتقام من اهلها وتدمير لبناها التحتية.&

وقال القيادي في ائتلاف الوطنية النائب حامد المطلك في بيان صحافي، حصلت "إيلاف" على نصه الجمعة، "لم نتوقع ان تكون معركة الفلوجة ذات دوافع وحسابات سياسية ورغبات خارجية وتكون نتائجها المزيد من فقدان الارواح والمعاناة لاهلها الذين يعيشون في ظروف مروعة وكارثية". وأضاف: "اردناها ان تكون معركة تحرير حقيقية يقودها العسكريون ذوو الاختصاص والمهنية، وليس غيرهم، وبقطعات عسكرية وأمنية رسمية يكون فيها النصر ناجزاً وعراقياً بأقل الخسائر وافضل النتائج، ويكون الهدف الاسمى هو تحرير الانسان وممتلكاته وليس غيره".

وأشار إلى أنّه سبق لائتلاف الوطنية أن عبر عن القلق من أن تأخذ عملية التحرير بُعدًا طائفياً بمشاركة الحشد الشعبي وخصوصا بعد هدم منارات بعض الجوامع في مدينة الكرمة.. وقال: "اليوم اصبحت هذه المخاوف كبيرة وأكيدة بعد اختفاء اكثر من 90 شخصًا لدى الشرطة الاتحادية، والذين هم حشد شعبي بلباس الشرطة الاتحادية.&

وحذر المطلك من انحراف عملية التحرير إلى عملية انتقام وتدمير.. مشددًا على ضرورة ايفاء رئيس الحكومة القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي بوعده في حماية المدنيين، والتدخل لتصحيح عملية التحرير ومعرفة مصير المعتقلين وايقاف الممارسات ذات البعد الطائفي الغريب عن اعراف العراقيين وتوجهاتهم الوطنية.&

كما دعا النائب المطلك المرجعيات والقادة السياسيين إلى موقف وطني وانساني واضح من هذا الوضع.. مؤكدًا على الامم المتحدة والمجتمع الدولي ومنظمات حقوق الانسان والصليب الاحمر ضرورة القيام بدورها الانساني بإدخال عناصرها لايصال الغذاء والدواء إلى المدنيين وتسهيل الممرات الانسانية الآمنة لخروج السكان أو ايقاف العمليات القتالية لإنقاذ عشرات الآلاف من الارواح من القتل والانتقام.

وتقف القوات العراقية حاليًا على تخوم مدينة الفلوجة (60 كم غرب بغداد) استعدادًا لدخولها وانتزاعها من ايدي تنظيم داعش، حيث تعتبر المدينة مركزًا دينيًا مهمًا للسنة في العراق، وتسمى "مدينة المساجد" نظرًا لانتشار مئات المساجد فيها، وفيها برز أول اتباع المذهب الوهابي في العراق نظرًا لوجودها على مفترق طرق مع السعودية والاردن.

وبعد أن سيطر تنظيم داعش على المدينة إثر إنسحاب قوات الأمن منها، شن بعدها هجومًا واسعًا في يونيو عام 2014 واستولى على 40 بالمئة من اراضي العراق، وبينها مدينة الموصل ثاني أكبر مدن البلاد بعد العاصمة بغداد.