بيروت: أي سياسة سينتهجها مرشح الحزب الجمهوري الأميركي دونالد ترامب ومرشحة الحزب الديموقراطي هيلاري كلينتون بالنسبة إلى الشرق الأوسط بما فيه لبنان، في حال نجح أحدهما في الوصول إلى الرئاسة الأميركية؟.

يؤكد الكاتب والمحلل السياسي عادل مالك في حديثه لـ"إيلاف" أن السياسة الخارجية الأميركية تأتي في البند الثالث أو الرابع من الاهتمامات الأميركية، فالسياسة الخارجية الاميركية لا تأتي بالأفضلية، ولكن هذا لا يعني أن السياسة الخارجية ليست مهمة في أميركا، فهنري كيسنجر، وزير الخارجية الأميركي السابق، لديه نظرية تقول إن السياسة الخارجية الأميركية تبقى شأنًا داخليًا، بمعنى أن السياسة الخارجية لأميركا ينظر إليها على أنها من البيت الداخلي المحلي، أكثر من أنها خارج الحدود، والولايات المتحدة الأميركية سوف تأخذ في الاعتبار في الدرجة الأولى الوضع المتفجر في الشرق الأوسط، ثم علينا ألا ننسى أن كلينتون تأتي من خلفية التعاطي مع السياسة الخارجية في خيباتها ونجاحاتها.

ويلفت مالك إلى أن هيلاري كلينتون عارضت الرئيس الأميركي باراك أوباما، خصوصًا في مواقفه وسياساته من النزاعات في الشرق الأوسط، ووجّهت أكثر من مرة انتقادات حادة إلى أوباما، عندما اتهمته بأنه تخاذل تجاه سوريا، وهذا النوع من المواقف يؤكد لنا أن هناك اختلافًا في أبعاد وتحليلات السياسة الخارجية لأميركا، حتى إن أوباما شكل نوعًا من صدمة في أزمة الشرق الأوسط، من خلال الأخطاء التي وقعت فيها السياسة الخارجية الأميركية خلال توليه سدة الرئاسة.

حالة خاصة؟
وردًا على سؤال هل سيؤخذ لبنان في سياسة أميركا الخارجية ضمن منطقة الشرق الأوسط ككل أم ستكون السياسة الخارجية الأميركية مهتمة به كحالة خاصة؟.&

يجيب مالك أن لبنان ليس أولوية مطلقة في الوقت الحاضر، لكن إذا ما تطورت الأمور بشكل من الأشكال، فالأمر قد يطرح لبنان كأولوية بالنسبة إلى سياسة أميركا الخارجية، في حال ربحت كلينتون أو ترامب، عدا عن ذلك، يهم السياسة الخارجية الأميركية أن يبقى الوضع الأمني ممسوكًا في لبنان، وعدم انفجاره، ولبنان يعتبر فعليًا في الخطوط الأمامية لناحية مواجهة "الإرهاب".&

يضيف "الموقف الأميركي واضح في هذا الخصوص، وهو حماية أمن لبنان من أي تفجير، والأمر يرشح لبنان بأن يمثل مركزًا مهمًا لجهة محاربة "الإرهاب" من تنظيم داعش والنصرة، والاهتمام الأميركي تجاه لبنان هو في محاربة هذا "الإرهاب"، وعدا ذلك هناك أولويات أخرى لدى السياسة الأميركية الخارجية غير لبنان، ما يجري في سوريا والعراق واليمن وليبيا يبقى أولوية لدى السياسة الأميركية الخارجية".

تعصب وعقلانية
ولدى سؤاله بأنه من المعروف أن ترامب يكره العرب، وأن كلينتون أكثر عقلانية، فهل تكون الغلبة للتعصب في السياسة الخارجية الأميركية تجاه المنطقة، أم ستكون الغلبة للعقلانية؟.&

يجيب مالك أن الغلبة للعقلانية، ترامب أطلق تصريحات معادية للعرب والإسلام، وقال إن أول قرار سوف يتخذه في البيت الأبيض هو عدم السماح بدخول أي مسلم إلى الولايات المتحدة الأميركية، وهو كلام بالغ الخطورة، ولا يعتقد مالك أن ترامب لديه حتى الآن أفضلية بأن يكون رئيسًا لأميركا، من هنا تأتي أهمية كلينتون المنفتحة إلى حد ما بالمقارنة مع ترامب.

"الإرهاب"
أي دور "للإرهاب" في المنطقة، إذا ما ربحت كلينتون، وأي دور إذا ربح ترامب؟. يقول مالك إن هذه القضية غير مختلف عليها بين الديموقراطيين والجمهوريين، هناك قضايا مسلم بها من الطرفين، لذلك يتوقع مالك ألا يكون هناك تعديل جوهري، لكن الطريقة قد تختلف في كيفية التعاون والتعاطي مع أحداث المنطقة من قبل كلينتون وترامب، وتبقى إسرائيل الكاسب الأول في ما يتعلق بسياسة أميركا تجاه الشرق الأوسط الخارجية.