قوات من الجيش الإسرائيلي قرب الحدود مع غزة

أشادت صحف عربية بعملية تل أبيب التي نفذها فلسطينيان في الثامن من يونيو/ حزيران بإطلاق النار في مركز "سارونا ماركت" للتسوق الواقع بالقرب من وزارة الدفاع والمقر الرئيسي للجيش الإسرائيلي.

ووصفت بعض الصحف العملية بأنها "بطولية"، ورأت صحف أخرى أن العملية اخترقت منظومة الدفاع "الصهيوني" وأكدت على أن روح المقاومة الفلسطينية مستمرة.

هذا وانتقدت بعض الصحف أسلوب "العقاب الجماعي" الذي لجأت إليه حكومة نتنياهو.

"استمرار الانتفاضة"

وكتب جواد محمود مصطفى في صحيفة الشرق القطرية العملية يقول إن العملية هي الثانية التي تستهدف "منظومة الأمن الصهيونية في القلب" بعد العملية الأولى التي نُفذت عندما أطلق فلسطيني النار على ملهى في شارع ديزنغوف بتل أبيب.

وأكد الكاتب أن العملية وجهت عدة رسائل لإسرائيل قائلاً: "عملية تل أبيب البطولية وجهّت عدة رسائل إلى سلطات الاحتلال، الأولى: تمكّن الفدائيين من الوصول إلى الداخل الفلسطيني المحتل قادمين من بلدة يطا بالخليل بالضفة الغربية، والثانية، فشل كافة إجراءات الاحتلال الرامية إلى وأد الانتفاضة وقتل روح المقاومة في شبابه."

ويضيف أنها أيضاً نجحت في كسر "هيبة منظومة الردع العسكري للاحتلال" والتأكيد على "استمرار الانتفاضة".

وعلى نفس المنوال، ذهب ياسر الزعاترة في جريدة الدستور الأردنية إلى أن العملية أكدت أن "روح المقاومة في السياق الفلسطيني لم تتراجع أبدا".

وأضاف: "من تابع الاحتفال الفلسطيني بالعملية البطولية، كما عكست ذلك مواقع التواصل الاجتماعي (فضلا عن الترحيب العربي والإسلامي طبعا)، يدرك أن روح المقاومة لا زالت تسري في شعبنا البطل، لكن الظروف عموما لا تعمل في خدمته، وبطلا يطا ليسا استثناءً، فهناك المئات، بل الآلاف ممن يتمنون الحصول على سلاح يوجهونه إلى صدر عدوهم."

"قفزة نوعية"

وبالنسبة لخالد الجامعي في جريدة بديل المغربية فإن عملية تل أبيب كشفت فشل السلطة الفلسطينية التي "ترمي إلى كبح كل مقاومة مسلحة ضد العدو الإسرائيلي".

وأضاف الكاتب: "إن هذه العملية أبانت وأعطت الدليل القاطع على أن هَبّة القدس لم تمت بل اشتد ساعدها، وانتقلت من هبّة السكاكين إلى مقاومة مسلحة علما أن السلاح المستعمل من انتاج محلي.

إن هذه العملية تشكل قفزة نوعية، وهذه المقاومة المسلحة الجديدة، سيكون من الصعوبة بمكان مواجهتها، لأنها فردية، وليست مهيكلة كفصيل مثل حماس أو الجهاد الإسلامي."

ومن جانبه، رأى رؤوف شحوري في جريدة الأنوار اللبنانية أن الهجوم يشير إلى عجز إسرائيل عن "إخضاع الشعب الفلسطيني بالقوة".

وأكد شحوري: "عملية مجمع سارونا بالقرب من مقر قيادة الجيش ووزارة الدفاع الاسرائيلية في قلب تل أبيب تظهر الحقيقة التي تواجهها اسرائيل بالإنكار ولا تريد تصديقها، وهي أنه لن يأتي يوم في أي زمن آتٍ مهما طال، لن تواجه فيه اسرائيل أجيالاً من الفلسطينيين لا يحملون سلاحاً من الحجر والسكين الى البندقية والصاروخ، للدفاع عن وجودهم وحريتهم ضد الاحتلال والإذلال والتصفية."

العقوبات الجماعية

من ناحية أخرى، انتقد عبد الناصر النجار في صحيفة الأيام الفلسطينية سياسة العقوبات الجماعية التي تطبقها حكومة الاحتلال.

وقال: " نتنياهو عرّاب العقوبات الجماعية، يعلم أن زيادة الضغط على الفلسطينيين يولّد الانفجار في ظل حياة ليست صعبة فقط، وإنما مريرة يعيشها الفلسطينيون، خاصة الشباب.

نتنياهو لا يعرف مثلاً أن محاصرة بلدة يطا لسنة قادمة وليس فقط لأسبوع أو شهر سيحل المشكلة بل إن أهل يطا، أطفالاً وشباباً قبل الشيوخ، سيتأكدون أن الاحتلال هو سبب معاناتهم، وأن سياسة نتنياهو وحكومته العنصرية يجب ألا يتم التساهل معها."