مشروع قانون في الكونغرس الأميركي بدأ يبصر النور يطلب من أوروبا تصنيف حزب الله بالإرهابي، وهو يعتبر أقسى إجراء وجودي لحزب الله في لبنان، وقد يؤدي إلى تطويقه في المستقبل.
إيلاف من بيروت: كشفت مصادر ديبلوماسية أن هناك مشروع قانون في الكونغرس الأميركي قدّم قبل أيام من الاتحاد الأوروبي يطلب تصنيف حزب الله في مجمله على أنه منظمة إرهابية، وزيادة الضغوط عليه في مجال الحدود وإصدار مذكرات اعتقال ضد أعضاء في الحزب وأنصار ناشطين فيه وتجميد أرصدة الحزب في أوروبا، بما في ذلك الأرصدة التي تعمل تحت غطاء الجمعيات الخيرية، وما هو خاضع لحظر أنشطة جمع الأموال لدعم حزب الله، وحتى الآن وقع على المشروع 23 نائبًا.
تطويق حزب الله
عن هذا مشروع القانون في الكونغرس الأميركي ضد حزب الله، يقول النائب السابق مصطفى علوش لـ"إيلاف"، إن الموقف الأميركي بالنسبة لحزب الله واضح بأنه يريد أن يصنفه كمنظمة إرهابية، وعلى الأقل صنف الاميركيون الفرع العسكري من حزب الله على أنه إرهابي، وبالإضافة إلى ذلك صُنّف حزب الله منظمة إجرامية بناء على المعطيات التي تتعلق بتبييض الأموال، والإستفادة من تهريب المخدرات، وغيرها من الأعمال، غير الشرعية، ومشروع قانون الكونغرس اليوم، يطلب من الدول الأوروبية تصنيف حزب الله بالإرهابي، وهذا عمليًا يطوق حزب الله بشكل كبير، بخاصة مع وجود أنشطة تجارية شبه شرعية لحزب الله في الكثير من الدول الأوروبية، من خلال بعض العملاء الذين يمولون حزب الله في قيامه بمشاريعه، والمشاركة بالربح فيها، فإذا طبقت الدول الأوروبية هذا الموضوع، الذي يبقى معقدًا، لأنه إذا وضع القانون الأوروبي في هذا الخصوص يجب أن تكون هناك موافقة بالإجماع حول هذا الموضوع، وهذا إذا نفذ تصل الأمور إلى تطويق كامل لحزب الله على مستوى القيادة.
إقتصاص مالي
وردًا على سؤال بأن حزب الله يعتبر من خلال العقوبات الأميركية بأن أميركا تريد الإقتصاص منه والتضييق عليه ماليًا كي ينهار عسكريًا؟ يجيب علوش أن سعر المعدات العسكرية لا يستهان به والمقاتلون لدى حزب الله يأخذون معاشًا شهريًا، والمؤسسات الرديفة لدى حزب الله لديها عاملون، فعمليًا هناك عشرات الملايين من الدولارات التي تدفع شهريًا كمعاشات للمؤسسات التابعة لحزب الله، يضاف إليها مؤسسة الشهيد وجهاد البناء، وكلها عمليًا ليس بالعقيدة والصلاة يمكن دعمها، فخنق حزب الله ماليًا والقضاء عليه اقتصاديًا، هو مقدمة لإنهياره، حتى المنظمات الإرهابية السرية التي كانت قائمة في الستينات والسبعينات من العهد الماضي، بعناوين يسارية بدل عناوين متطرفة دينيًا، كانت تمول من قبل دول عدة، وعمليًا القضاء المالي يؤدي إلى القضاء على المنظومة، ويستفيد لبنان إذا تم وقف أنشطة المنظمات الخارجة عن الشرعية اللبنانية.
ولدى سؤال أن 23 نائبًا وقعوا حتى الآن على مشروع قانون الكونغرس، هل الموقف الأميركي المعادي لحزب الله سوف يؤدي إلى تقليص حجم حزب الله على المدى القريب؟ يعتقد علوش أنه بين الإجراءات التي حصلت على مدى بضع سنوات ضد حزب الله كانت جميعها إجراءات تقريبًا هامشية وتحذيرية، أما الإجراء المقبل من قبل الكونغرس الأميركي فهو أقسى إجراء وجودي لحزب الله.
إيران وأميركا
وردًا على سؤال كيف يساهم الملف النووي بين أميركا وإيران في العلاقة الأميركية مع حزب الله؟ يجيب علوش إنه عمليًا الأمر يعود لإيران، وكما نرى فإن هناك نوعًا من الإنفصام بالشخصية الإيرانية، بين إيران الدولة، التي يمثلها الرئيس الإيراني حسن روحاني وبعض الإصلاحيين، والذين ربحوا الإنتخابات، وبين الحرس الثوري الذي يرأسه علي خامنئي، المرشد الأعلى للثورة الإسلامية، وبعض متطرفي النظام الإيراني الذين يشكلون جزءًا من المستفيدين من الإقتصاد الإيراني والمسيطرين عليه، من هنا نرى أن هناك صيفًا وشتاء على سطح واحد في إيران، ونرى حزب الله تابعًا لقيادة ولاية الفقيه والحرس الثوري، يتصرف على أساس منطقه، مع استمرار استعمال الشعارات المعادية لأميركا.
التعليقات