قسم المتابعة الإعلامية
بي بي سي
حذرت صحف عربية اليوم من مغبة الرد الذي أعلنت عنه حركة حزب الله في أعقاب اغتيال القيادي سمير القنطار بغارة صاروخية قرب العاصمة السورية دمشق فجر 20 ديسمبر/كانون الأول.
وشددت صحف، لاسيما اللبنانية، على ما وصفته بـ"حالة الهلع" التي انتابت إسرائيل منذ الإعلان عن مقتل القنطار خوفا من رد فعل حزب الله.
ووجهت صحف أخرى اللوم لعدة أطراف في مقتل القيادي اللبناني، الذي أمضى نحو 30 عاماً في سجون إسرائيل قبل الإفراج عنه في صفقة تبادل أسرى عام 2008.
"حالة الهلع"
واهتمت الصحف اللبنانية بما سمته "حالة هلع" التي أصابت إسرائيل بعدما قال زعيم حزب الله حسن نصرالله: "سمير القنطار واحد منا وقائد في مقاومتنا وقد قتله الإسرائيلي ومن حقنا أن نرد على اغتياله بالزمان والمكان، وبالطريقة التي نراها مناسبة".
وكتب حلمي موسى في السفير قائلا: "منذ الإعلان عن اغتيال الشهيد سمير القنطار في جرمانا، والإسرائيليون في قلق بشأن ما ستؤول إليه الأمور. فسكان المناطق الحدودية المجاورة للبنان وسوريا عاشوا ليلتهم ونهار أمس بأكمله في توتر شديد بعدما فُتحت الملاجئ في بعض المستوطنات وساد انطباع بأن الرد آت. ولم يلطف كثيراً من مخاوف الإسرائيليين إطلاق ثلاثة صواريخ باتجاه نهاريا، فليس هذا ما يتوقعونه من رد. وكان موعد تسيير الجنازة، ثم انتظار خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله مثيرا أيضاً للقلق. ويبدو أن لا شيء يهم الإسرائيليين اليوم أكثر من معرفة ما تخبئه لهم الأيام."
وكتب هشام يحي في صحيفة الديار مُحذراً من رد فعل حزب الله قائلا: "لا تزال حالة الإرباك والهلع والخوف ترخي بأثقالها المرعبة على المجتمع الإسرائيلي الخائف والمرعوب بعد المغامرة الطائشة التي نفذها جيش العدو الإسرائيلي في منطقة جرمانة في دمشق مستهدفا المناضل الشهيد سمير القنطار."
وأضاف الكاتب: "المعطيات والمؤشرات الصادرة من الدوائر القريبة جدا من المقاومة قد أعطت انطباعا قويا يرجح بأن الرد المزلزل للمقاومة على عملية جرمانة التي سقط فيها الشهيد سمير القنطار هو قادم وسيكون على مستوى الجريمة."
وفي نفس الصحيفة، كتب ياسر الحريري قائلا: "القضية باختصار أن الجميع ينتظر رد حزب الله ماذا سيفعل وكيف سيكون في زمانه ومكانه وهل سيكون له طبيعية استراتيجية أو تكتيكية، هذا ما سيحدده حزب الله في المقبل من الأيام، وإلى ذاك الحين ستبقى تل أبيب في حالة استنفار."
توجيه اللوم
وكتبت عزة شتيوي في الثورة السورية متوعدةً إسرائيل، قائلة: "لم يغلق الحساب بعد كما توهموا. بل هي فاتورة مضافة وعلى إسرائيل دفعها وسط هذا الزحام من الحسابات في المنطقة. اغتيال سمير القنطار في دمشق يزيد في صدر المقاومة مئة قنطار من الإصرار بأن المعركة كانت ولاتزال مع بني صهيون وان تعددت جبهات القتال."
واستطردت الكاتبة موجهة اللوم للولايات المتحدة، فقالت: "عبارة وقف إطلاق النار أرعبت السيد الأمريكي حول الطاولة الأممية من أجل سورية ولأن الأوراق المتبقية في جيب واشنطن لا تربح إلا باستمرار الحرب والإرهاب كان لابد من تدخل إسرائيل مباشرة فهي تشعل الأجواء وتخرق الاتفاقات وتبطئ المبادرات... وما يزيد طين الأمريكيين بلة أن الأخبار الميدانية في سورية تسرع في الفوز السياسي لدمشق وموسكو فالشمال السوري يحبط الأحلام العثمانية ومراهنات واشنطن لذلك كان التصعيد في الجنوب السوري ومدت إسرائيل يدها لتلسع."
وربط خليل حرب بين اغتيال القنطار وقرار الولايات المتحدة لوضعه على لائحتها الإرهابية. كتب حرب: "مريبا قرار واشنطن المفاجئ إدراج القنطار على لائحتها الإرهابية في أيلول الماضي، وهو يقود مقاتلين سوريين يعملون على الأراضي السورية لتحرير مناطق محتلة، وينتمون إلى عائلات هذه المنطقة والمحاذية لها، ولم يكن بالمفهوم الأمريكي المضلل منخرطا في ساحات الاشتباك السورية الواسعة، وهي بكل الأحوال معركة مواجهة مشروعة."
أما روزانا بومنصف فقالت في النهار اللبنانية: "ما يمكن أن يشير إليه اغتيال القنطار بغارة إسرائيلية في دمشق هو أن اتفاق التنسيق الجوي بين روسيا وإسرائيل أعطى ثماره على غير ما يصب في مصلحة الحزب الذي تجنب حتى الآن كما تجنبت إيران التطرق إلى أي من التقارير الرسمية التي تحدثت عن تنسيق الطلعات الجوية الروسية الإسرائيلية فوق سوريا... فلدى الحليف الروسي الذي تدخل لمنع انهيار النظام واحتفل ما يسمى بالمحور الممانع بتدخله العسكري، حسابات أخرى قد يذهب ضحيتها لاعبون آخرون على الطريق، خصوصا متى كان الهدف منع انهيار النظام وليس حماية حلفائه أو تأمين غطاء لبناء قواعدهم."
ونعى جمال العلوي في الدستور الأردنية القنطار مؤكداً على دوره في المقاومة السورية، قائلا: "عاش القنطار الذي يعادل وزنه ذهبا في سفر الأمة ومسيرتها النضالية مقاتلا وأسيرا وها هو اليوم يرتقي شهيدا على أرض سورية العروبة بصواريخ الغدر الصهيوني التي امتدت له في شواطئ السواحل اللبنانية لتصفية حساب قديم معه وحساب جديد معه بعد أن كان له دور واضح في تفعيل الجبهة السورية من شطرها الجولاني، برفقة رفيق دربه المناضل فرحان الشعلان الذي ارتقى معه في ذات اللحظة وبذات الصاروخ الغادر.
التعليقات