إيلاف من لندن: في ذكرى اليوم الدولي الأول للقضاء على العنف الجنسي في حالات النزاع فقد أعرب كلّ من الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق يان كوبيش والممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة المعنية بالعنف الجنسي في حالات الصراع زينب حواء بانغورا عن تضامنهما مع ضحايا العنف الجنسي المرتبط بالصراع وأسرهم، والذين استهدفهم تنظيم داعش كما نقل عنهما مكتب الامم المتحدة في بغداد في بيان صحافي تسلمت "إيلاف" نصه الاثنين.

وقال كوبيش "في حين نعترف بالأثر المدمر للإرهاب على جميع العراقيين، فإننا ندرك، على وجه خاص، التأثير المأسوي للعنف الجنسي المتعلق بالصراع على الأفراد والمجتمعات". وأضاف "تقع على عاتق حكومة العراق المسؤولية الأساسية في منع ومواجهة ممارسة العنف الجنسي ضد مواطنيها، ومع ذلك تقف الأمم المتحدة على أهبة الاستعداد لمساعدة السلطات الوطنية في مجابهة التحديات غير المسبوقة لهذا النوع من الجرائم التي ترتكب على نطاق جماعي بنيّة تدميرية مبيتة".&

واكد كوبيش قائلاً انه "من خلال العمل معاً، ستكفل الأمم المتحدة وحكومة العراق تحقيق العدالة للناجين من العنف الجنسي المرتبط بالنزاع، من خلال آليات تقرّ بالخطر الجسيم والتهديد الجديّ الذي يشكله ذلك العنف، ليس على شعب العراق فحسب، وإنما على السلم والأمن الدوليين أيضاً". وقال "يتعين علينا أيضاً أن نشيد في هذا اليوم بقوة وصمود الناجين من العنف الجنسي. ونحث حكومة العراق على تخصيص يومٍ وطني للقضاء على العنف الجنسي في حالات النزاع، على النحو الذي أوصى به "المؤتمر الوطني بشأن تمكين المرأة لمعالجة أثر الإرهاب" الذي عقد في آب 2015". &

ومن جانبها، أكدت الممثلة الخاصة للأمين العام بانغورا قائلة "فيما نحتفل بأول يوم دولي للقضاء على العنف الجنسي في حالات الصراع، فإننا نواجه واقعاً جديداً، حيث يستخدم العنف الجنسي ليس فقط كأحد أساليب الحرب، وإنما أيضاً كأسلوب للإرهاب".&

وقالت "نحن عندما نفكر في الإرهاب، يرد إلى أذهاننا تدمير الممتلكات، والقتل، والتفجير، واحتجاز الرهائن. إلا أنه لا يمكننا أن نشجب العنف العلني للإرهاب في حين نتجاهل العنف الذي يلحقه الإرهابيون بالنساء والفتيات في الخفاء خلف الأبواب المغلقة". وشددت بانغورا على "أن العنف الجنسي الذي يرتكبه تنظيم داعش في العراق لم يحدث الرعب فحسب، وإنما مورس على نحو ممنهج بقصد التدمير".&

وقالت "أود في هذا اليوم أن أبعث برسالة بسيطة إلى ضحايا ومرتكبي هذه الجرائم على حدٍّ سواء، مفادها أن: العدالة قد تتأخر ولكنها ستتحقق حتماً. إن الأمم المتحدة صامدة وملتزمة بالوفاء بواجبها المقدس في منع العنف الجنسي المرتبط بالنزاع وفي توفير الرعاية للناجين".&

وكانت بانغورا زارت العراق الصيف الماضي حيث اطلعت عن كثب على معاناة النساء العراقيات من ضحايا تنظيم داعش وبشكل خاص من الايزيديات حيث اكد لها رئيس الوزراء حيدر العبادي خلال اجتماعها به استعداد حكومته للتعاون مع مكتبها لإنجاز مهمتها لان العراق يحتاج إلى المزيد من الدعم الدولي في مجال إعادة تأهيل النساء الناجيات ومساعدتهن.&

وعبرت المسؤولة الاممية عن صدمتها لما شاهدته وسمعته من معاناة ومآسي الضحايا وأسرهن في الوقت نفسه بينت أعجابها لما لمسته من تكاتف وتضامن بين أبناء الشعب العراقي لنصرة النساء من ضحايا داعش من خلال الجهود المبذولة لإنقاذ المختطفات ومساعدة الناجيات مبينة أن حجم المأساة في الواقع أكبر بكثير مما نقل إلى المجتمع الدولي حتى الآن.

&وكانت الأمم المتحدة قد باشرت في مارس الماضي مساعي جديدة للحد من العنف الجنسي في مناطق النزاع في كل من سوريا والعراق حيث شهدت الظاهرة ارتفاعا ملحوظا في الآونة الأخيرة خصوصا مع ظهور تنظيم الدولة الإسلامية داعش حيث ناقش مجلس الأمن الدولي قضية العنف الجنسي خلال النزاعات في جلسة مفتوحة.

ونوهت بانغورا في إفادتها أمام المجلس بأن المجتمع الدولي أمام مفترق طرق بهذا الخصوص، ولديه الفرصة للتصدي لهذه الفظائع ووقفها ومن ثم معالجة الضحايا.

ويحدد تقرير أعدته للأمم المتحدة خلال عام 2014 بشأن العنف الجنسي المتصل بالنزاعات 19 منطقة نزاع تشهد عنفا جنسيا ضد النساء والأطفال . ويشير إلى أن العنف الجنسي في هذه النزاعات يرتبط بشكل وثيق بالأهداف الاستراتيجية والأيديولوجية للجماعات المتشددة. ويسلط التقرير السنوي الضوء على قائمة تشمل 45 تنظيما يشتبه في استخدامهم العنف الجنسي كتكتيك "إرهابي".