تقول المرشحة للرئاسة الأميركية هيلاري كلينتون في حوار تطرّق إلى بعض الجوانب في حياتها الزوجية، إنها تتطلع إلى منافسة دونالد ترامب مرشح الجمهوريين، وتؤكد أنها لن تقع في الشراك التي ينصبها لها، والتي يريد من خلالها إدارة المعركة بشروطه هو.


لندن: حين تكون المرشحة الديمقراطية المفترضة هيلاري كلينتون خلال جولاتها الانتخابية حتى على بُعد ساعتين عن مدينة تشباكوا التي تعيش فيها، فإنها تحاول المبيت هناك، مع زوجها بيل في الغالب. واحيانًا يعود الاثنان من احدى الفعاليات الانتخابية معًا واحيانًا اخرى كل على انفراد.

وقالت كلينتون في مقابلة مع صحيفة الديلي تلغراف "اننا نعود الى البيت ونبقى في المطبخ ونتحدث، وربما نأكل شيئاً ضاراً وربما نحتسي شيئاً منكرًا". &

وتشمل المشروبات التي تتناولها كلينتون في الغالب البيرة والنبيذ، وهي تعدها منكرًا ليس لأسباب اخلاقية بل لأسباب صحية.

ثم تشاهد مع زوجها برامج تلفزيونية شعبية يتابعها ملايين الاميركيين مثل مسلسل الدراما السياسية "بيت من ورق".

ويقول خبثاء إن علاقة الزوجين علاقة مصلحية، لكنّ آخرين يعرفونهما يؤكدون انها علاقة حميمة صادقة وذات أهمية بالغة لحالتهما النفسية.

وقال مصدر قريب من الزوج بيل "انه كلما تقدم به العمر زاد تعلقاً بهيلاري، وإذا مر وقت طويل دون ان يكونا في مكان واحد فإن مزاجه يتعكر ويصبح من الصعب التعامل معه".

يصف المرشح الجمهوري المفترض دونالد ترامب غريمته كلينتون بأنها كانت "تمكّن" زوجها من الايقاع بنساء أُخريات. وحين سُئلت عن رأيها بهذه التهمة قالت مازحة "لا اعتقد انه قال ذلك عندما طلب يدي".&

حين ولدت كلينتون في عام 1947 لم تكن هناك امرأة واحدة عضو في مجلس الشيوخ.

ولكن النساء من جيل كلينتون يحملن شهادات جامعية بالجملة ودخلن معترك العمل في مجالات مختلفة.

وتقول كلينتون في هذا الشأن إن طموح المرأة يُعتبر خطيرًا، لأنه يرتبط بخوف الرجل من منافستها.

وروت كلينتون أن شاباً قال لها ذات مرة "إذا قُبلتِ في كلية القانون ولم أُقبل أنا وتعيّن عليّ ان اذهب الى فيتنام وأُقتل هناك فأنتِ السبب".

كلينتون تكره الصحافة. وتتبعها مجموعة من الصحافيين الشباب من فعالية الى أخرى دون ان يحصلوا منها على أي شيء تقريباً.

وبخلاف المرشحين الآخرين، فإنها لا تنتقل معهم على متن طائرة واحدة رغم ان هذا قد يتغيّر حين تبدأ الحملة الرئاسية وتصبح مجموعة الصحافيين الذين يتابعونها كبيرة.

وبين حين وآخر ترفع كلينتون الكلفة وتجلس مع الصحافيين للتحادث معهم دون ان يكون الكلام للنشر، ولكن ليس كما كان يفعل زوجها الذي كانت احاديثه مع الصحافيين ذات صراحة اسطورية على ألا تكون للنشر.&

ستخوض كلينتون معركتها الانتخابية مع ترامب الذي يمثل ونال على ما يبدو تأييد كل رجل وكل أبيض وكل حانق على صعود المرأة والسود في اميركا.

ويرى محللون أن ترامب الأهوج نقيض برغماتية كلينتون المتأنية بطبيعتها وفهمها الواسع للمؤسسات الاميركية وكيف تتعامل معها للحصول على ما تريد.

وسيتعين على هذه المرأة الطامحة في الوصول الى المكتب البيضاوي ان تتخطى نجماً من نجوم التلفزيون الواقعي تحدث عن عضوه الذكري في مناظرة رئاسية شاهدها ملايين الاميركيين.

ورغم قلق مؤيدي المرشحة الديمقراطية بشأن تمكنها من مواجهة بلطجي قال بصراحة انه سيهاجمها بطرق لا تعرف الحياء، فإن كلينتون تبدو سعيدة بخوض المواجهة الانتخابية مع ترامب.

وقالت في حديثها لصحيفة الديلي تلغراف: "أنا أتطلع اليها".

واشارت الى أن سر النجاح ضد ترامب هو عدم الوقوع في المصائد التي ينصبها للخصم كي يخوض المعركة معه بشروطه هو.

واضافت كلينتون "ان هذا لا يعني عدم الدفاع عن الذين يهينهم ولا يعني عدم الحديث عن المآل الذي سينتهي اليه هذا البلد بسبب سياساته".

وفي مقابلة مع شبكة سي ان ان الاخبارية التلفزيونية مؤخرًا، سُئلت كلينتون عن حقيقة ان ترامب سيلعب ورقة خيانات زوجها بيل بكل ما في وسعه، &فأجابت ضاحكة "انه لن يكون أول من يفعل ذلك".&

من سمات الانتخابات الرئاسية الاميركية هذا العام أنها قد تتطلب من كلينتون أن تُقدم على مخاطر ليس من عادتها الاقدام عليها. فإن كل ما يجري اليوم في اطار الحملة الانتخابية، من فوز ترامب بترشيح الحزب الجمهوري مرورًا بشعبية بيرني ساندرز غير المتوقعة الى فوزها هي بترشيح الحزب الديمقراطي، كل هذا دفع محللين الى القول إن هذه الانتخابات نوع من الحرب الأهلية بأدوات سياسية واستفتاء على موقف اميركا من قضايا مثل المرأة وحقوق الملونين وتأثيرهم المتزايد في الحياة السياسية الاميركية.

وهنا لا تحتاج كلينتون الى الحديث عن نفسها بل يكفي ان تكون نفسها لإيصال الرسالة القائلة انها تمثل المساواة والتقدم ومراعاة مصالح الجميع. وهي ترى في ترامب ماضي اميركا القمعي.

اعداد عبد الاله مجيد عن صحيفة الديلي تلغراف البريطانية على الرابط التالي.