تحدث رئيس البرلمان الاوروبي مارتن شولتز ورئيس المفوضية الاوروبية جان كلود يونكر عن تداعيات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وعمل مؤسسات الاتحاد والاتصالات الهاتفية التي يتبادلونها في ساعة مبكرة من الصباح.&
حديث الصباح
قال يونكر إن أول من اتصل بهم يوم إعلان نتيجة الاستفتاء على خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي كان رئيس البرلمان الاوروبي مارتن شولتز الذي اعتاد التحادث معه هاتفيًا بين السابعة والثامنة من صباح كل يوم.أضاف يونكر: "إنها عادة اتمنى أحيانًا أن يتخلى عنها".
أما شولتز فقال إنه اتصل بين السادسة والسابعة صباحًا، و"كنتُ مصدومًا، ففي الأيام التي سبقت الاستفتاء راهنتُ على بقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي".
لكن يونكر قال إنه راهن مع مفوض الاستقرار المالي في الاتحاد الأوروبي البريطاني جونثان هيل على خروج بريطانيا وربح الرهان بجنيه إسترليني ما زال هيل يدين له به.
وقال شولتز إنه دعا في اتصاله مع يونكر إلى رد سريع من الاتحاد الأوروبي، واتفق معه يونكر قائلًا: "ضروري أن يقوم البريطانيون بتفعيل آلية الخروج من خلال المادة 50 بأسرع وقت ممكن لتفادي أي شكل من اشكال البلبلة".&
لا تواطؤ
نفى شولتز ما يُشاع عن تواطؤ بينه وبين يونكر، "فنحن نؤدي أدوارًا مختلفة، بل هناك احتكاك بيننا، على سبيل المثال، في شأن الاتفاق على إلغاء تأشيرة المرور لتركيا".أضاف أن تركيا نفذت 66 من اصل 72 شرطًا، "لكن العديد من أهم الشروط لم تُنفذ، بينها تعديل قوانين مكافحة الإرهاب، لهذا وضعنا الاتفاق في الثلاجة".
قال يونكر إنه يدخل أحيانًا في نزاعات مع البرلمان الاوروبي تُحل بالحوار، مؤكدًا أن شولتز يعرف تفكير المفوضية، فهو رئيس المفوضية المطلع على حساسيات البرلمان.
اتفق رئيس المفوضية الاوروبية ورئيس البرلمان الاوروبي في حديثهما المشترك لمجلة شبيغل على أن الوقت ليس ملائمًا لقبول مقترح زيغمار غابريل، نائب المستشارة الالمانية انغيلا ميركل، بتحويل المفوضية الاوروبية إلى حكومة أوروبية يراقبها البرلمان الاوروبي، ونقل قدر كبير من سلطات الدول الاعضاء إلى هذه الحكومة.
لست مسؤولًا
قال يونكر ردًا على اتهامه بالمسؤولية عن خروج بريطانيا من خلال سياسته التسلطية والبيروقراطية، إن بريطانيا لم تخرج بسبب اليورو، لأنها ليست عضوًا في منطقة العملة الموحدة، وما كان لأزمة اللاجئين تأثير يُذكر عليها. واضاف أن عنده تفسيرًا آخر: "لم تتمكن بريطانيا على امتداد 43 عامًا من عضويتها في الاتحاد الاوروبي من أن تقرر إذا كانت تريد الانتماء إلى الاتحاد الاوروبي انتماءً كاملًا أو جزئيًا فحسب".&
وكانت تقارير افادت بأن الانتقادات التي توجه إلى المفوضية الاوروبية ورئيسها يونكر لا تأتي من الأحزاب الشعبوية اليمينية فحسب، بل من دول في اوروبا الشرقية مثل بولندا والجمهورية التشيكية، وصلت حد المطالبة باستقالته بسبب اعتراضهما على توزيع اللاجئين، وفق حصص محددة لكل بلد. وفي هذا الشأن، قال يونكر إنه جلس مع رئيسة الحكومة البولندية ساعات إلى طاولة واحدة، ولم تأتِ قط على ذكر أي استقالة، وأن رئيس الوزراء التشيكي أكد له خلال زيارة أخيرة إلى بروكسل انه يجب أن يبقى في منصبه.
أضاف يونكر: "المفوضية اقترحت تحديد حصة من اللاجئين لكل دولة، لكن مجلس وزراء داخلية الاتحاد الاوروبي هو الذي صادق على الاقتراح بالأغلبية. كما ساعدت المفوضية في التوصل إلى اتفاق مع تركيا وبذلك المساهمة بقسط حاسم في حل ازمة اللاجئين".
واشار يونكر إلى انه لولا الاتفاق مع تركيا، لكان عشرات الآلاف من اللاجئين ما زالوا عالقين في اليونان حتى الآن.&
أبعد من السياسة
رأى شولتز أن يونكر يكون دائمًا كبش محرقة، "بعد أن اعتادت الدول الاعضاء أن تنحو باللائمة على المفوضية في كل شيء لا تتفق عليه".
وتحدث يونكر عن الصداقة التي تربطه بشولتز قائلًا إن في السياسة انواعًا مختلفة من الصداقة، واصفًا صداقته مع رئيس الوزراء اليوناني الكسيس سيبراس مثلاً بأنها "صداقة نفعية نشأت حين كانت اليونان تواجه خطر الخروج من منطقة اليورو، وكان كثير من اليونانيين يشعرون أن اوروبا تخلت عنهم، لكن صداقتي مع شولتز مختلفة لأنها تذهب أبعد من السياسة".
قال شولتزإن صداقته مع يونكر بدأت في مدينة آخن الالمانية خلال الاحتفال السنوي بتقديم جائزة شارلمان في المدينة، ولم يجد نفسه في موقع عليه أن يختار بين صداقته مع يونكر وتحقيق طموحاته السياسية.
وأكد يونكر من جهته أن اختلاف الآراء مع شولتز يحدث باستمرار، وانه يحاوره في شأنها.&
قضايا خاصة
قال شولتز إن هذه الصداقة تمتد إلى الحديث عن قضايا خاصة ايضًا، بما في ذلك ما تردد عن حالة يونكر الصحية وتعاطيه الكحول.&
قال: "يؤدي جان كلود واحدة من أصعب الوظائف وأشدها ضغطًا على الأعصاب، وحقيقة أن المرء يبدو متعبًا بعض الأحيان أمر لا مفر منه. ومن الواضح أن التقارير الكثيرة جزء من حملة سياسية".&
قال يونكر في معرض التعليق على هذه التقارير إنه أبلغ البرلمان الاوروبي بأنه ليس مريضًا ولا منهكًا.&
أشار يونكر في ختام الحديث إلى أن أوروبا تواجه أوقاتًا عصيبة، وفي مثل هذه اللحظات يجب أن تعمل مؤسسات الاتحاد الاوروبي بالتنسيق في ما بينها، منوهًا بالعمل الفرقي لرؤساء هذه المؤسسات.
واكد أنه يقول ذلك بوصفه سياسيًا وصديقًا لهم.
ترجمت "إيلاف" هذه المقالة عن مجلة شبيغل على الرابط أدناه:
http://www.spiegel.de/international/europe/interview-with-jean-claude-juncker-and-martin-schulz-a-1102110.html
&
التعليقات