نفت وزارة الخارجية المصرية عرقلة إصدار بيان من مجلس الأمن يدين محاولة الإنقلاب في تركيا، ما يزيد توتر العلاقات بين البلدين، في وقت&تتحاشى وسائل الإعلام الرسمية والمؤيدة للنظام الحاكم في مصر استخدام تسمية "الإنقلاب" في تركيا، وتستخدم وصف "تحرك الجيش التركي" أو "ثورة الجيش التركي".

إيلاف من القاهرة:&نفت وزارة الخارجية المصرية عرقلة اصدار بيان من مجلس الأمن يدين محاولة الإنقلاب في تركيا، ما يزيد توتر العلاقات بين البلدين،&وأصيب المصريون على المستوى الرسمي ومن مؤيدي الرئيس عبد الفتاح السيسي، بالإحباط نتيجة فشل الإنقلاب على الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، الذي ينظرون إليه بوصفه "العدو&اللدود" للسيسي ولمصر،&بينما تتحاشى وسائل الإعلام الرسمية والمؤيدة للنظام الحاكم في مصر استخدام تسمية "الإنقلاب" في تركيا، وتستخدم وصف "تحرك الجيش التركي" أو "ثورة الجيش التركي".

ورداً على الاتهامات الموجهة إليها دولياً بعرقلة صدور بيان صحافي من مجلس الأمن الدولي يدين محاولة الانقلاب ضد نظام حكم الرئيس رجب طيب إردوغان،&وقالت وزارة الخارجية المصرية، إن ما تم تداوله إعلامياً ونقلته وكالة أنباء رويترز والوكالة الفرنسية غير صحيح.

وقالت وزارة الخارجية المصرية في بيان لها، "إن مصر لا يوجد لديها اعتراض على مجمل البيان الصحافي المقترح صدوره عن المجلس، ولكنها طرحت تعديلًا طفيفًا في احدى الصياغات، وتستغرب عدم التعاطي ايجابياً مع التعديل حتى الآن والادعاء بعرقلة مصر صدور البيان".

وحول مضمون التعديل المصري المقترح، أوضح الخارجية المصرية: "إن البيان الصحافي المقترح صدوره عن مجلس الأمن يتضمن ثلاثة عناصر رئيسة، أولهما إعراب المجلس عن قلقه العميق لتطورات الأوضاع في تركيا، والعنصر الثاني هو إدانة المجلس العنف وحالة عدم الاستقرار في تركيا والتأكيد على أهمية إنهاء الأزمة، أما العنصر الثالث فيشير إلى دعوة المجلس جميع الأطراف لاحترام الحكومة المنتخبة ديمقراطياً في تركيا وضبط النفس وتجنب العنف"،وأشارت وزارة الخارجية إلى أن "مصر اقترحت استبدال العبارة الخاصة باحترام الحكومة المنتخبة ديمقراطياً في تركيا، بعبارة تطالب باحترام المبادئ الديمقراطية والدستورية وحكم القانون".

مصر تنتقد

&وانتقدت وزارة الخارجية تحميل مصر المسؤولية عن إعاقة صدور البيان، وقالت: "من المستغرب جداً محاولة البعض تحميل مصر مسؤولية إعاقة صدور بيان فيه كل تلك المعاني والمضامين، في الوقت الذي اقترحت فيه مصر إجراء تعديل بسيط لا يمسّ صلب البيان".

وسيطرت حالة من الشماتة بإردوغان على بعض المصريين المؤيدين للرئيس عبد الفتاح السيسي، بعد محاولة الانقلاب في تركيا، لدرجة وصلت بناشط على فيسبوك للقول "عدد المؤيدين لمحاولة الانقلاب التركي في مصر، أكبر من مؤيديه في تركيا".

وتستخدم وسائل الإعلام الموالية للنظام عبارة "ثورة الجيش التركي" أو "تحرك الجيش التركي" بدلاً من "محاولة الانقلاب العسكري".ويستخدم موقع "اليوم السابع" أكبر الصحف الإلكترونية في مصر وصف"تحرك الجيش" في جميع الأخبار والتقارير التي ينشرها يومياً، وكتب في خبر له اليوم الأحد: " أعلن بكر بوزداج، وزير العدل التركى، اعتقال 6 آلاف شخص حتى الآن، على خلفية تحرك الجيش، ضد الرئيس رجب طيب اردوغان". ويستخدم الوصف نفسه في صياغة التقارير المترجمة عن الصحف الغربية، رغم أنها تستخدم وصف "محاولة الإنقلاب العسكري".

خنق الأسواق التركية

وتحت عنوان "التليغراف: تحرك الجيش التركي يخنق الأسواق ويشوه صورة اسطنبول"، كتب الموقع الإلكتروني: قال خبير السياسة الخارجية في معهد بروكينغز البحثي عمر تاسبينار، إن الأحداث فى تركيا "سوف تخنق الأسواق التركية وتشوه صورة البلاد"، مضيفًا أن تحرك الجيش سوف يحرج إردوغان، لأن تاريخ تحركات الجيش في تركيا يدلل على أنه يأتي عندما تفقد الحكومة الدعم الشعبي، بحسب صحيفة التليغراف".

وفي حين يستخدم الإعلامي أحمد موسى، وهو من أشد المؤيدين للسيسي، وصف "ثورة الجيش التركي"، وقال: "إن ما يحدث الآن في تركيا هو ثورة للجيش التركي وليس انقلابًا"، مشيراً إلى أن "الجيش التركي يصحح مسار البلاد بعد ما أصبحت الأحوال سيئة بسبب الرئيس التركي رجب طيب إردوغان"،&&وأضاف خلال برنامجه "على مسؤوليتي"، "تركيا لابد أن تعود كما أسسها مصطفى كمال أتاتورك، مشيراً إلى أن تركيا في عهد إردوغان تمول الإرهاب،&وأعرب الإعلامي خيري رمضان، عن سعادته البالغة لمحاولة الانقلاب العسكري، وقال: "أنا فرحان في أردوغان"، مضيفًا خلال برنامجه "ممكن"، "لا أتمنى السلام لإردوغان، لأنه تدخل كثيرًا في شؤون مصر وعليه أن يشرب"،&وأضاف رمضان: "اللى يجى على مصر مش هيكسب خلاص بقى يا إردوغان، والدور على قطر بتاعت موزه وتميم". على حد تعبيره.

توتر غير مسبوق

وتمر العلاقات بين مصر وتركيا بتوتر غير مسبوق، في أعقاب تظاهرات 30 يونيو 2013، التي خرج على أثرها الجيش وعزل الرئيس السابق محمد مرسي، وقدمه للمحاكمة بتهم عدة منها التخابر مع قطر وحماس واقتحام السجون أثناء ثورة 25 يناير 2011، التي أطاحت بنظام حكم الرئيس حسني مبارك. وصدرت أحكام بالإعدام بحق مرسي و85 سنة سجن، في ثلاث قضايا،&واعتبر الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أن عزل مرسي "إنقلاب عسكري"، ودأب على انتقاد مصر والرئيس عبد الفتاح السيسي، ويوفر لقيادات جماعة الإخوان المسلمين المعارضة ملاذات آمنة في تركيا، وتصدر منها العديد من القنوات الفضائية الموالية للإخوان، والتي تنتقد النظام المصري ليل نهار،&ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل إن تركيا طلبت من مجلس الأمن الدولي في شهر أغسطس 2013، "فرض عقوبات على نظام حكم السيسي".

اردوغان يصف السيسي بالطاغية

ووصف إردوغان السيسي بـ"الطاغية"، وقال في تصريح لقناة الجزيرة إن حكومته "لا تقبل التعامل مع نظام قام بانقلاب عسكري"، ووصف السيسي بأنه "طاغية غير شرعي"، مع تجنب ذكر اسم الرئيس المصري،&وبالمقابل ردت مصر، دبلوماسياً في 2014، بممارسة ضغوط قوية ضد ترشيح تركيا للحصول على مقعد في مجلس الأمن، في الوقت الذي فازت فيه بمقعد غير دائم لمدة عامين.

وبلغت ذروة الهجوم على مصر عندما انتقد إردوغان في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في العام 2014، اسضافة الرئيس عبد الفتاح السيسي، وقال: "من اكتفوا بمجرد المشاهدة والصمت، ولم يكن لهم أي ردة فعل حيال قتل الأطفال والنساء، والانقلاب بالسلاح، والدبابات على الأنظمة المنتخبة من قبل الشعب، مشاركون صراحة وعلانية في هذه الجرائم الإنسانية"، واصفًا ثورة 30 يونيو بـ"الانقلاب على شرعية الرئيس المنتخب"،&وأضاف متحدثاً عن مصر والسيسي: "إن بلدًا يدَّعي الديمقراطية قُتل فيه الآلاف من رافضي الانقلاب، ويحاول أن يعطي الشرعية لمن قام به"، متسائلًا: "لماذا إذن الأمم المتحدة موجودة؟".