أعلن أحمد أبوالغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، عن قيامه بزيارة مرتقبة&لدولة قطر، في إطار سعيه& لقيام مصالحة بين جميع الدول العربية، كما أعلن من بين أهداف الزيارة تحقيق تقارب مصري قطري حول القضايا محل الخلاف بينهم.

إيلاف من القاهرة:&استبعد خبراء سياسيون ودبلوماسيون& أن ينجح أحمد أبوالغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، في إصلاح العلاقة بين مصر وقطر، والتي يسودها التوتر منذ الإطاحة بالرئيس الأسبق محمد مرسي في 3 يوليو 2013.&

جاء ذلك في سياق تعليقهم على زيارة أبو الغيط إلى دولة قطر، وإعلانه عن قيامه بوساطة للمصالحة بين القاهرة والدوحة وإنهاء الخلاف بينهما، إذ قال في مقابلة مع فضائية "العربية": "سأذهب إلى قطر وسأعمل معهم بكل ود وإيجابية وانفتاح، فمهمتي أمين عام ومؤتمن على العمل العربي المشترك، ولا توجد لديّ غضاضة ضد هذا الطرف ولن تكون"، وأكد الخبراء أن هناك تحديات كبيرة تواجه مهمة "أبو الغيط" للتقارب بين مصر وقطر أبرزها الدعم القطري بلا حدود لجماعة الإخوان المسلمين، والتدخل القطري الدائم في الشأن المصري، وهو ما يزعج بشدة النظام المصري الحالي.

ضوء أخضر&

في هذا الإطار، يرى السفير صلاح فهمي،&مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن إعلان الأمين العام لجامعة الدول العربية& قيامه بدور المصالحة بين مصر وقطر جاء عقب حصوله على موافقة الرئيس عبد الفتاح السيسي بالقيام بتلك المهمة الصعبة .&

مشيرًا إلى أن دعم قطر وتركيا للإخوان يرهق النظام& المصري، في& ظل إدراكه بأن المعركة مازالت مستمرة ولم تنتهِ بسبب هذا الدعم، وسحب البساط القطري من تحت أقدام الإخوان مهم جدًا لنظام السيسي .

والتوقيت الآن مناسب جدًا لحدوث مصالحة بين القاهرة والدوحة، في ظل انشغال النظام التركي الداعم الرئيسي لقطر في تداعيات الانقلاب الفاشل هناك والذي سوف يستمر لفترة ليست بالقصيرة .

وقال السفير صلاح فهمي ﻠ"إيلاف": "إن هناك أمرًا هامًا آخر تسعى مصر لتحقيقه جراء المصالحة مع قطر من أجل الحصول على دعم قطري يساعد الاقتصاد المصري، في ظل& انحسار الدعم المالي لبعض دول الخليج خلال الفترة الماضية، ولا ننسى أن قطر لها روابط قوية مع واشنطن وتل أبيب ومصر تحتاجها في قضايا الشرق الأوسط مثل فلسطين وأزمة سوريا".

فشل المصالحة&

من جانبه، قال الخبير السياسي الدكتور محمد شعلان: "إن إعلان أبو الغيط لزيارة قطر بعد دولة السودان رغم رفضهم توليه منصب الأمين العام لجامعة الدول العربية، من أجل& أن يقدم نفسه بأنه الرجل الذي يضع نصب عينيه "لملمة" جراح النظام الإقليمي العربي الذي حدثت له بسبب ثورات الربيع العربي، كما يحاول& "أبو الغيط"& التقرب بين الدول العربية من أجل تسهيل مهمته القادمة في محاولة لم الشمل العربي، فهو يعلم جيدًا أهمية الدور القطري في هذا الشأن، وربما يكون ذلك ضمن خطة للجامعة العربية لتقريب وجهات النظر بين الدول العربية، لاسيما بين مصر وقطر، ومن ثم توجيه ضربة لجماعة الإخوان المسلمين، التي يكن لها أبو الغيط كراهية شديدة منذ ثورة 25 يناير 2011، وربما يكون ذلك ضمن خطة للجامعة العربية لاحتواء الدوحة، وإبعادها عن تركيا التي بدأ نفوذها يتعاظم في الشرق الأوسط، لاسيما بعد اتفاق السلام بينها وبين إسرائيل".

استبعاد تحقيق المصالحة

واستبعد الخبير السياسي نجاح مهمة "أبو الغيط "في تحقيق المصالحة بين مصر وقطر خلال الفترة المقبلة، بدليل طلب النظام القطري تأجيل زيارة الأمين العام لجامعة الدول العربية للدوحة، الى جانب أن قطر سوف تفرض شروطًا على مصر قبل تنفيذ المصالحة، من أهمها: تخفيف الطوق الخانق على جماعة الإخوان، واتخاذ النظام إجراءات من شأنها الضمانة بأنه قد تكون هناك مصالحة مستقبلية مع الإخوان، وقد تطلب قطر كعكة مشاريع اقتصادية كتلك التي كانت تريدها في حكم مرسي، ويبقى الرهان هنا على نزاهة وحيادية الوسيط ومدى استجابة مصر لمطالب وشروط قطر.

قرارات صعبة&

من جهته، قال الدكتور سعد عبد العظيم، أستاذ العلوم السياسية جامعة القاهرة: "إن سعي أبو الغيط للسفر إلى قطر للمصالحة مرتبط بشقين الأول: هو مدى استيعاب النظام المصري والقطري& لفكرة المصالحة خاصة أنها ستكون مرتبطة بقرارات صعبة سوف يتخذها النظامان. والثاني: هو تخلي النظام القطري عن دعمهم للإخوان وتسليمهم للقضاء المصري، ووقف الهجوم المتواصل من قبل قناة الجزيرة على مصر".

وتوقع عبد العظيم ، أن يكون أبو الغيط قد حصل على مباركة من الرئيس عبدالفتاح السيسي للمصالحة، إلا أن تلك المبادرة لن تحظى بقبول لدى قطر لعدة أسباب منها: أنها كانت معترضة في الأساس على اختيار أبوالغيط كأمين عام لجامعة الدول العربية، بجانب أن الرأي العام المصري قد يرفض تلك المصالحة خاصة إذا ترتب عليها عودة جماعة الإخوان للظهور في المشهد السياسي من جديد.