في جريدة السفير اللبنانية التي يعتبرها البعض موالية للنظام السوري وحزب الله، يقلل علاء الحلبي من أهمية الهجوم الأخير الذي شنّته فصائلى معارضة لفك الحصار الذي فرضه الجيش على المناطق الواقعة تحت سيطرتهم. يقول الكاتب: "رغم حدة الهجوم، لا ترى مصادر عسكرية أي خطر حقيقي حتى الآن، بسبب قوة التحصينات في حلب من جهة، إضافة إلى أهمية المدينة على الصعيد السياسي الأمر الذي يجعل التنازل عنها شبه مستحيل". وعلى المنوال ذاته، تصف الأخبار اللبنانية هجوم الثوار بـأنه "معركة مصيريّة"، مشيرة إلى أن أهداف الهجوم تضمنت "وضع أحياء سيطرة الدولة السوريّة في قلب النار" و "تلاحم الفصائل". بدوره، يأسف علي نون في المستقبل اللبنانية لـ"مآسي أهل حلب"، مشيراً إلى أن "معركة حلب تنتهي عندما ينضج الحل السوري، وغير ذلك، يعني زلزالاً لن يسلم أحد من تداعياته". في الشروق التونسية، يرى خالد الحداد أن "المشهد السياسي يوم أمس كان قاتما رغم المساحيق التي وضعتها كل الأطراف المنتمية إليه"، متهماً حبيب الصيد بأنه "وضع كل ثقله ليخرج كضحية بل ليزرع فتنة في قلب النظام". وينتقد الكاتب أيضا رئيس الجمهورية باجي قايد السبسي، قائلا: "من المسؤول عما حصل يوم أمس وزج بالبلاد في ازمة اخلاق سياسية دون شك، في انتظار ما ستسفر عنه المشاورات لاختيار خليفة الصيد من توافقات او تمزقات ؟ بالطبع المسؤولية جماعية ولكنها تقع في المقام الأول على رئيس الجمهورية ومنهجه في الحكم". بدوره، يقول محمد خروب في الرأي الأردنية: "جلسة السبت الطويلة للبرلمان التونسي والتي امتدت الى ساعات فجر الأحد، كانت كاشفة ومضيئة على طبيعة ما يحدث في تونس الآن من سجالات وتجاذبات بل وتصفية حسابات حزبية وشخصية, خصوصاً مع رئيس الحكومة". ويرى الكاتب أن الصيد تحول إلى "كيس ملاكمة للجميع وكبش فداء، لكل الأخطاء والخطايا التي تمت مقارفتها منذ انتصار الثورة". على النقيض، تقول الصحافة اليوم التونسية في افتتاحيتها: "خطت تونس اليوم خطوة تاريخية باتجاه الانتصار للصلاحيات الدستورية لتؤسس تقليدا ديمقراطيا جديدا قد لا نجد له مثيلا حتى في الديمقراطيات العريقة". وتتابع الصحيفة: "قبل الانزلاق في الفوضى السياسية يستوجب على مختلف القوى السياسية والمدنية أن تدرك جيدا أن تونس تمر بأدق مرحلة من مراحل تاريخها في ظل مشهد حزبي بائس وخطير. وتضيف الصحيفة قائلة إن ما بعد الصيد وقبل الانزلاق في مستنقع الفوضى السياسية تقبع مساحة مفتوحة أمام مختلف القوى لتترفّع قليلا عن حساباتها الخاصة والضيقة وتتسلح بوعي وطني يساهم في التعجيل بتركيز حكومة تحظى بالتأييد السياسي والشعبي وتتخلص من العقلية الحزبية".
- آخر تحديث :
التعليقات