مع كل موسم للفيضانات في السودان يتجدد الجدل

ماتزال تداعيات الفيضانات التي ضربت ولايات عدة في السودان خلال الأيام الماضية تتوالى، وسط حديث عن تسببها في قتل العشرات وهدم وتدمير الآلاف من المنازل، مما أسفر عن تشريد كثيرين خاصة في المناطق الريفية، وكان وزير الداخلية السوداني عصمت عبد الرحمن قد قال في آخر تصريحاته بشأن الكارثة، إن الفيضانات قتلت 76 شخصا ودمرت آلاف المنازل على مدار الأيام القليلة الماضية ، وأضاف الوزير إن 13 من بين 18 ولاية سودانية تضررت بالفيضانات.

ونقلت رويترز في تقرير لها عن إحصاءات وزارة الداخلية السودانية، إن الأمطار والفيضانات دمرت 3206 منازل ، كما ألحقت أضرارا بنحو 3048 منزلا آخر في ولاية كسلا شرقي السودان، والتي قالت إنها واحدة من أكثر المناطق تضررا.

وقد بدا أن الأضرار التي أحدثتها الفيضانات والأمطار الغزيرة لم تقتصر على الأقاليم البعيدة عن العاصمة، فقد ضربت الأمطار الغزيرة العاصمة السودانية الخرطوم قبل أيام، محولة العديد من شوارعها وساحاتها إلى برك كبيرة للمياه، وأدت إلى الإضرار بالمنازل في العديد من الأحياء وإلى انقطاعات في التيار الكهربائي، وسط حديث من قبل وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات السودانية تهاني عبد الله، عن تخوفها من تسرب المياه لمركز البيانات الوطني الموجود في الطابق تحت الأرضي ببرج الاتصالات، جراء ارتفاع مناسيب النيل.

وتشير التقارير الواردة بشأن موجة الفيضانات الأخيرة في السودان إلى أن غالبية المتضررين هم من الفقراء، الذين يسكنون القرى ومعظمهم يقيمون في منازل بنيت من الطين، وغير مهيأة للصمود في مواجهة الفيضانات.

وكما يحدث في موسم الفيضانات في السودان كل عام، ومع وقوع ضحايا وأضرار تتجدد الانتقادات من قبل المواطنين وسياسيي المعارضة للحكومة بفعل تقاعسها عن اتخاذ الإجراءات المناسبة، للحد من الضحايا والخسائر، ويرى هؤلاء أن الأمر كان متوقعا كما هو كل عام، لكن الحكومة وكالعادة تبدو كل مرة وقد فاجأها الفيضان، خاصة مع معرفة أن فيضان هذا العام لنهر النيل هو الأعلى مستوى منذ مئة عام، وفق ما تقول تقديرات وزارة الري السودانية.

وكان نواب في البرلمان السوداني قد وجهوا انتقادات لاذعة للحكومة، مشيرين إلى أن ما حدث في هذا العام، ظل يتكرر سنويا الأمر الذي يشير لعدم وجود خطة لمجابهة الخريف، وانتقد النواب عدم وجود ميزانية جاهزة للتصدي لمخاطر الفيضانات، كما لفتوا انتباه الحكومة لخطورة المرحلة المقبلة بعد انتشار البعوض والذباب، محذرين من تفشي أمراض الملاريا والكوليرا في المناطق المنكوبة.

وكانت صحيفة (سودان تريبيون) السودانية قد أشارت إلى أن الحكومة السودانية "عقدت على مدى الأيام الماضية، اجتماعات على "عدة مستويات لاستنفار الجهود والوقوف على وضع الخريف في ولايات البلاد" وقالت الصحيفة إن "مجلس الوزراء السوداني أمر الخميس، بحماية مجاري السيول وترحيل ساكنيها، داعياً إلى اتخاذ الإجراءات الضرورية لدرء الآثار السالبة جراء الأمطار والسيول التي تشهدها البلاد حالياً".

برأيكم

  • لماذا تعجز الحكومة السودانية عن مواجهة آثار الفيضانات عاما بعد عام؟
  • ولماذا لا توجد ميزانية جاهزة لدى الحكومة تخصص لهذا الغرض؟
  • إذا كنتم في السودان وتضررتم من الفيضانات الأخيرة حدثونا عن تجاربكم؟
  • لماذا تظهر البنية التحتية لعدة مدن سودانية على رأسها العاصمة ضعيفة مع تعرضها للأمطار؟
  • وما هو السبيل من وجهة نظركم من أجل خطة محكمة لمواجهة الفيضانات سنويا؟

سنناقش معكم هذه المحاور وغيرها في حلقة الإثنين 8 آب/أغسطس من برنامج نقطة حوار الساعة 16:06 جرينتش. خطوط الاتصال تفتح قبل نصف ساعة من البرنامج على الرقم 00442031620022. إن كنتم تريدون المشاركة عن طريق الهاتف يمكنكم إرسال رقم الهاتف عبر الإيميل على [email protected] يمكنكم أيضا إرسال أرقام الهواتف إلى صفحتنا على الفيسبوك من خلال رسالة خاصة Messageكما يمكنكم المشاركة بالرأي على الحوارات المنشورة على نفس الصفحة، وعنوانها: https://www.facebook.com/hewarbbc أو عبر تويتر على الوسم @nuqtat_hewar