رغم أن السفارة السعودية في لبنان إمتنعت عن إصدار أي بيان لتأكيد أو نفي الأمر، فقد تساءلت معلومات صحافية عن إمكانية تخفيض السعودية تمثيلها الدبلوماسي في لبنان.

إيلاف من بيروت: تساءلت بعض المعلومات الصحافية عن إمكانية أن تلجأ السعودية إلى تخفيض تمثيلها الدبلوماسي في لبنان، وفي حين امتنعت السفارة السعودية في بيروت عن إصدار أي بيان تأكيد أو نفيّ لوجود إتجاه لدى المملكة لخفض مستوى تمثيلها في لبنان، يقول النائب خالد زهرمان (المستقبل) في حديثه لـ"إيلاف" تعقيبًا على الموضوع، إنه رغم بعض التأزم في العلاقات اللبنانية السعودية كان السفير السعودي في لبنان لا يزال يمارس أعماله، والمرحلة المقبلة لا معلومات دقيقة حول الموضوع حول تخفيض المستوى الدبلوماسي السعودي في لبنان، ولكن مما لا شك فيه أننا مقبلون على فترة مواجهة على الجبهة السورية واليمنية، وكلنا يعرف أن معركة حلب يبدو أنها تسير بوتيرة عالية، وموضوع المفاوضات اليمنية وصل إلى حائط مسدود، والمعارك عادت كما كانت في السابق. وإذا صحت فرضية إمكانية لجوء السعودية إلى تخفيض تمثيلها الدبلوماسي في لبنان، فهل تكون مرتبطًة بالحماوة التي ستشهدها المنطقة في الفترة المقبلة أم لا؟ في الحقيقة، يضيف زهرمان، لا جواب دقيق حول هذه المسألة.

الحلول

عن الحلول المطلوبة من أجل تفادي إمكانية لجوء السعودية إلى تخفيض تمثيلها الدبلوماسي في لبنان، يرى زهرمان أن الحلول تبقى واضحة من خلال عودة لبنان إلى الإجماع العربي ويترجم الأمر في ميثاق جامعة الدول العربية، أما أن يغرد لبنان لوحده من دون الإجماع العربي، بخاصة في مواقف كانت مضرة للجميع، فهذا غير مرغوب، خصوصًا أن السعودية وقفت إلى جانب لبنان في جميع أزماته، والسعودية يجب أن تكافأ بطريقة أخرى.

ويضيف زهرمان: "يجب على لبنان ألا يخرج عن الإجماع العربي، كي يتناسب الأمر مع رد الجميل للسعودية نتيجة كل مواقفها إلى جانب لبنان بكل أزماته، بدءًا من حرب لبنان الأهلية حتى يومنا هذا، فمواقف السعودية كانت مشرّفة جدًا مع لبنان على المستوى السياسي والإقتصادي والمالي وبكل المستويات، ولدى الحكومة اللبنانية الفرصة لتصحيح كل المواقف وتعود إلى حضن الإجماع العربي، ساعتئذ يمكن أن نرتب علاقتنا مع السعودية، ويتابع: "لبنان يبقى عمقه عربيًا وليس إيرانيًا، ولا مصلحة للبنان أن يخرج من الإجماع العربي، وإذا خرجنا من المظلة العربية لمسايرة محور معين في المنطقة، فإن أجندة هذا المحور هي ضد المصلحة الوطنية".

تداعيات

وردًا على سؤال في حال صحت فرضية تخفيض التمثيل الدبلوماسي السعودي، ما هي تداعيات هذا التطور على لبنان؟ يجيب زهرمان أن التخفيض الدبلوماسي يستجلب تداعيات على مستوى الحوالات المالية، وكذلك على العلاقة في العمالة اللبنانية في دول الخليج، وعلى أكثر من مستوى، وإذا كان الكلام صحيحًا في تخفيض التمثيل الدبلوماسي السعودي في لبنان، فإن الحكومة يجب أن تأخذ دورها الطبيعي كي تحاول أن تصحح الخطأ الذي ارتكب في هذا المجال.

ويلفت زهرمان إلى أن السعودية لا تتعاطى مع اللبنانيين بمنطق الثأر، هي عندما يكون هناك بعض اللبنانيين المرتبطين بأعمال لها علاقة بمحاولة زعزعة الإستقرار في مناطق الخليج، يتم اتخاذ إجراءات بحقهم، والجميع يعرف أن السعودية لم تتخذ إجراءات قمعية بحق أحد، هي تتعاطى مع اللبنانيين المرتبطين بمحور ويحاول زعزعة المنطقة والخليج، من هنا الحق للسعودية في أخذ بعض التدابير، لكن في جميع الأحوال، يضيف زهرمان، حتى لو أن المملكة العربية السعودية لا تتعاطى بسياسة كيدية، فهذا لا يعفينا من مسؤولية تصحيح مسار هذه العلاقة إلى المستوى السابق من احترام متبادل وتعاون ودعم أيضًا.
&