مازال الوضع في مدينة حلب السورية ،لاسيما، الإنساني هو الموضوع الرئيسي في الصحف العربية بنسختيها الورقية والإلكترونية.

وعلى الرغم من إعلان روسيا تعليق وقد علقت روسيا عملياتها العسكرية بشكل مؤقت في حلب بشمال سوريا للسماح بدخول المساعدات إلى المدينة، أشارت تقارير إلى تواصل القصف على مناطق تسيطر عليها المعارضة المسلحة.

وفي وقت سابق، حث الأطباء المتبقون في الجزء الشرقي للمدينة، والذي تسيطر عليه المعارضة، الرئيس الأمريكي باراك أوباما على مد يد العون لأكثر من ربع مليون مدني ما زالوا يعيشون هناك. وكانت الأمم المتحدة قد قالت يوم الاثنين إن عدداً لا يحصى من المدنيين قتلوا أو جرحوا خلال الأسابيع الأخيرة في حلب، مشيرة إلى أن استهداف المستشفيات والعيادات الطبية تواصل دون هوادة.

"الأوضاع الإنسانية الصعبة"

قالت الراية القطرية في افتتاحيتها إن "الأوضاع الإنسانية الصعبة في حلب وفي عموم سوريا تتطلب من مجلس الأمن أن يفرض على النظام ممرات إنسانية للمحاصرين تضمن سهولة تدفق المساعدات وإخلاء الجرحى وتقديم خدمات طبية عاجلة لمن يحتاجها، كما أن مجلس الأمن مطالب بالتدخل لإنقاذ الشعب السوري من خلال تطبيق البند السابع والذي يقضي بإيجاد مناطق حظر جوي داخل".

وطالبت الصحيفة "الدول التي تدعم الأسد أن تعي أن الشعوب ستبقى والأنظمة الإجرامية لن تستمر أبداً، والتاريخ يعطينا العِبر بأن الدكتاتوريين إلى زوال مهما طال بهم الأمد، وسيبقى يتذكر الشعب السوري خذلان المجتمع الدولي لهم في حربهم مع النظام المجرم، ولن يسامحهم أبداً".

في المقابل، قال أحمد حسن في صحيفة البعث السورية الداعمة للحكومة إن المعركة في حلب "هي حرب تُخاض ضد سوريا ليس لما تمثّله بالمعنى المادي للوجود فقط، بل بالمعنى الرمزي أولاً، سواء بمواقفها السياسية المقاومة للاستتباع والإركاع، أو، وهذا هو الأهم، ببنيتها الاجتماعية التنويرية العلمانية المتصالحة مع دين، إسلامي-مسيحي، وسطي ومتنوّر، وبالتالي تضادها الوجودي مع مشروع (يهودية الدولة) المقبل في فلسطين المحتلة، وهو ما يعني أن معركتها هي معركة الوجود الحضاري الفاعل للعرب قاطبة في المستقبل".

من جانبها قالت السفير اللبنانية في صفحتها الرئيسية إن "حظ سوريا سيئ جداً. يراهن الأفرقاء على انتصار حاسم. النظام ومن معه من جهة، المعارضة ومن معها من جهة أخرى. لم يقتنع أحد بعد أن الانتصار غير ممكن، وأن الحلول العسكرية ليست متاحة، خمس سنوات ونصف ليست كافية لكتابة نص يبدأ بفقرة وحيدة: الانتقال إلى الحل السياسي... السوريون يدفعون الثمن. لا نهاية مرئية لهذه الجلجلة. أكثر من 290 ألف قتيل، وسبعة ملايين سوري بلا سوريا. عار بشري، ومأساة فريدة، لا شبيه لها، منذ الحرب العالمية الثانية".

الوضع الأمني في اليمن

وإلى موضوع آخر، تناولته الصحف العربية وهو الوضع الأمني في اليمن، حيث دعا خالد بن حمد المالك في الجزيرة السعودية إلى "استخدام القوة"، قائلاً: " ليس بالحوار، ولا بالدبلوماسية، ولا بالاجتماعات السياسية المعلقة، تحل مشكلة اليمن، وإنما يأتي تفكيك المشكلة، وعلاجها، واختصار الزمن في إيجاد معابر الحل المطلوب، من خلال استخدام القوة مع عصابات الحوثيين والمخلوع صالح".

قالت الرياض السعودية إن "دول التحالف العربي المساند للشرعية في اليمن تدرك جيداً نوايا انقلابيي اليمن وتعرف أنهم يتلقون أوامرهم من طهران مباشرة ومع ذلك فهي تجنح للسلم ولا تعتدي إلا إذا تم الاعتداء عليها، وتدعم موقف الحكومة الشرعية في إيجاد حل سياسي يخرج اليمن من أزمته، ولكن بالتأكيد هذا لن يدوم طويلاً فلكل شيء نهاية".

تضيف الرياض: "يحاول الانقلابيون تحويل الهوية العربية الأصيلة إلى هوية فارسية تنفيذاً لمخططات إيران في المنطقة العربية، وهم مخطئون في ذلك كل الخطأ لأن أحلامهم بكل تأكيد ستتحول إلى كوابيس لا يستطيعون النوم معها".

على الجانب الأخر، قال نجيب محمد في الثورة اليمنية المؤيدة للحوثيين إن "السعودية غرقت في بحر اليمن"، مضيفاُ أن المملكة "تدعم جماعات القاعدة والدولة الإسلامية".